حراك نيابي في لبنان لمعالجة الشغور الرئاسي

قضايا عربية ودولية 2024/07/16
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط

في لبنان تتشابك الملفات السياسية المعقدة مع ملف المواجهة العسكرية الساخنة التي يخوضها على حدوده الجنوبية ضد الجيش الإسرائيلي، وبرغم سخونة الأوضاع في الجنوب وما تتركه من ارتدادات على مجمل الوضع العام، يفرض ملف الشغور الرئاسي نفسه على المشهدية المأزومة في بيروت، بعد إخفاق الجهود الخارجية والداخلية في فتح أبواب قصر بعبدا الموصدة منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشيل عون في الـ 30 من تشرين الأول عام 2022 .
وفي ظل حالة انسداد الأفق الرئاسي؛ يسعى "نواب قوى المعارضة" إلى تفعيل مبادرتهم في خضم خلاف واضح بين القوى السياسية على كيفية إدارة طاولة الحوار الرئاسي، وقد استأنف نواب المعارضة أمس الاثنين حراكهم مع الكتل المعنية في البرلمان اللبناني ومنها كتلة "الوفاق الوطني"، و"التكتل الوطني المستقل" و"كتلة نواب الأرمن" و"كتلة نواب صيدا - جزين"، فضلًا عن اللقاء مع النواب المستقلين، ومن المفترض أن يجمع يوم الجمعة القادم نواب قوى المعارضة مع كتلتي "التنمية والتحرير" لحركة أمل و"الوفاء للمقاومة" لحزب الله، للتشاور في كيفية تذليل الصعوبات التي تحول دون الخروج من أزمة الشغور الرئاسي.
في السياق، اعتبر النائب عبد الرحمن البزري أن "المبادرات الرئاسية لإنهاء الشغور، هي دليل حيوية"، داعيًا إلى "الإيجابية" في هذا الملف الحيوي، مضيفًا أن "الأساس هو التلاقي اللبناني - اللبناني لإحراز التقدم المطلوب في الملف الرئاسي".
بدوره، قال النائب هاني قبيسي: إننا "نريد انتخاب رئيس مؤمن بالدفاع عن لبنان، ولا يمكن أن نرضى بأن يفرض أحد علينا رئيس يسعى لحياد لبنان ويكرس منطق قوة إسرائيل، وبالتالي لا يسعى إلى بناء جيش وإلى دعم مقاومة، وبالتالي يبقى لبنان ضعيفا. نريد لبنان العيش المشترك الذي يمتلك القوة والعزيمة للدفاع عن نفسه، فحكومة ضعيفة تسيطر عليها الطائفية والمحاصصة لن تحمي لبنان يوما، بل إن قوة المقاومة ودماء الشهداء، هي التي حمت لبنان وحدوده وسيادته".
هذا وسبق للبنان أن شهد أربع حالات من الشغور الرئاسي، جراء تعقيدات الوضع السياسي المرتبط بالتركيبة الطائفية المعقدة في البلاد، الشغور الرئاسي الأول كان مع انتهاء ولاية الرئيس الأسبق أمين الجميل في 22 أيلول 1988 واستمر سنة و45 يومًا، وانتهى بانتخاب الرئيس الأسبق رينيه معوض عام 1989، والمرة الثانية مع انتهاء الولاية التي مددت للرئيس الأسبق إميل لحود في 23 تشرين الثاني عام 2007، واستمر نحو ستة أشهر، وانتهى يوم 25 أيار 2008، بانتخاب الرئيس الأسبق العماد ميشال سليمان، بعد اتفاق الدوحة.
بينما كان الشغور الثالث هو الأطول مدة،  إذ استمر عامين ونصف العام، بدأ بانتهاء ولاية الرئيس الأسبق ميشيل سليمان في 25 أيار 2014، وانتهى في 31 تشرين الأول 2016 بانتخاب الرئيس السابق ميشيل عون، الذي غادر قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته في 30 تشرين الأول عام 2022 لتبدأ رحلة الشغور الرابع حتى يومنا هذا.