الجمهوريون يُلصقون تهمة العنف السياسي بالديمقراطيين

قضايا عربية ودولية 2024/07/16
...

 واشنطن: وكالات

في غضون ساعاتٍ من محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بدأ العديد من أنصاره في إلقاء اللوم على الديمقراطيين، سعياً لقلب المسار جذرياً ضدَّ من أجَّج الخطاب السياسي الأميركي مع وصول حالات العنف السياسي إلى مستويات غير مسبوقة.
من المعتدلين الجمهوريين إلى أصحاب نظرية المؤامرة من أقصى اليمين، ظهرت رسالة موحدة مفادها أنَّ الرئيس جو بايدن وغيره من القادة الديمقراطيين مهّدوا الطريق لحادثة إطلاق النار يوم السبت من خلال تصوير ترامب على أنه مستبد يشكل تهديداً خطيراً للديمقراطية. وبعد الهجوم مباشرة، ضجّت المواقع الإلكترونية اليمينية بالتأكيدات على أنَّ الخطاب اليساري هو الذي حفز مهاجم ترامب.
وألقى العديد من المعلقين اللوم في حادث إطلاق النار على البيت الأبيض في عهد بايدن أو دفعوا بنظريات مؤامرة لا أساس لها، بما في ذلك الادعاء بأنَّ عصابة غامضة من "الدولة العميقة" داخل الحكومة هي التي دبّرت
الواقعة.
وقال أحد مستخدمي موقع "باتريوتس.وين" من مؤيدي مرشح الرئاسة الجمهوري: "لا أعتقد أنَّ هذه ستكون المحاولة الأخيرة لقتل ترامب.. الدولة العميقة ليس لديها خيار آخر الآن"، ودعا مستخدم آخر إلى تطهير الحكومة الاتحادية قائلاً "إما نحن أو هم".
وأشار مؤيدو ترامب من الجمهوريين على وجه التحديد إلى تعليق أدلى به بايدن في الثامن من تموز الجاري عندما ناقش الرئيس أداءه السيئ في المناظرة أمام ترامب خلال اجتماع مع المانحين.
وقال بايدن وفقاً لنص المكالمة التي أرسلتها حملته إلى الصحفيين: "أمامي مهمة واحدة وهي التغلب على دونالد ترامب.. لقد انتهينا من الحديث عن المناظرة. وحان الوقت لوضع ترامب في مرمى النيران. لم يفعل شيئاً خلال الأيام العشرة الماضية باستثناء التجول باستخدام عربة الغولف الخاصة به".
واستغلّ بعض أصحاب المناصب الجمهوريين تعليق كلمة "مرمى النيران" كمثال على استحضار بايدن لصور عنيفة في وصف الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل، وانتقدوا بايدن وغيره من الديمقراطيين لتصويرهم الرئيس السابق على أنه يمثل تهديداً للديمقراطية والأمن.
وكأي شيء أو موضوع في الولايات المتحدة؛ استغلت الشركات والبائعون على الإنترنت، محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لإطلاق شعارات ومنتجات أغلبها يصور ترامب على أنه شجاع، لتصبح الأحدث في سلسلة طويلة من المنتجات الخاصة بترامب.
وقد أثارت محاولة اغتيال ترامب موجة من الشراء على الإنترنت لمنتجات تحمل صورته بعد إطلاق النار عليه مباشرة وشعارات مثل: "مضاد للرصاص" و"الأساطير لا تموت أبدا" و"إطلاق النار يجعلني أقوى"، وتباع على الإنترنت قمصان عليها صورة ترامب وهو يرفع قبضته عالياً ووجهه ملطخ بالدماء بسعر يتراوح بين 9 دولارات و40 دولاراً.
وسرعان ما وضعت صورة ترامب بعد إدانته في دعوى قضائية عام 2023 على قمصان وأكواب وملصقات ودمى. واستغل أنصار ترامب ومؤيدوه الذين كانوا محتشدين حوله في تجمع انتخابي يوم السبت الصورة التي التقطت له مباشرة بعدما أطلق رجل (20 عاماً) النار عليه من فوق سطح مبنى. وأصيبت أذن ترامب اليمنى وتلطخ وجهه بالدماء في إطلاق النار الذي حدث في بتلر بولاية بنسلفانيا، وهي ولاية مهمة في الانتخابات التي ستجرى في تشرين الثاني المقبل.