استمرار الانقسام {السنّي} يعطّل اختيار رئيس البرلمان

العراق 2024/07/21
...

 بغداد: حيدر الجابر وشيماء رشيد


حتى الآن، يبدو أن انتخاب رئيس للبرمان سيؤجل إلى اشعار آخر، مع استمرار الانقسام الحاد داخل "المكون السني"، وانتظار "الإطار التنسيقي" لاتفاق على مرشح واحد، ومن المقرر أن يعقد "الإطار" اجتماعاً غداً الاثنين لبحث عدة ملفات على رأسها انتخاب رئيس البرلمان، وعلى مدى 5 جلسات برلمانية و3 عمليات تصويت أخفق البرلمان في اختيار رئيس جديد.

وقال النائب عن محافظة الأنبار، فهد مشعان، في حديث لـ"الصباح": إن "الكتل السنية لم تتفق على مرشح حتى الآن، وأن الأمور تتجه إلى انتخاب أحد المرشحين أو تعديل النظام الداخلي"، وأضاف أن "الخلافات منحصرة داخل الكتل السنية، وكل كتلة تريد مرشحها الخاص"، مبيناً أن "المرشحين ثلاثة هم (محمود المشهداني وسالم العيساوي وطلال الزوبعي)".

وأضاف، أنه "إذا مضت الأمور بالوضع الحالي ولم يتغير النظام الداخلي فإن العيساوي هو الأوفر حظاً"، وأكد أن الكتل السنية "تنتظر اجتماع الإطار التنيسقي المقرر غداً الاثنين"، مؤكداً أن "بعض القوى في الإطار تفضل بقاء محسن المندلاوي رئيساً بالنيابة، بينما يحاول الإطار إبعاد التهمة عنه وسيدعو الكتل السنية للاتفاق على مرشح".

ودخل مجلس النواب في أزمة رئاسة بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا بإنهاء عضوية رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي، اعتباراً من 14 تشرين الثاني الماضي.

بدوره، رأى الباحث في الشأن السياسي د. محمد دحام، أن أزمة انتخاب الرئيس ذات أبعاد شخصية وليست سياسية.

وقال دحام لـ"الصباح": إن "أسباب تأخير حسم المشكلة هو الصراع السني - السني الذي وصل إلى مرحلة كسر العظم"، وأضاف أن "الصراع شخصي بين محمد الحلبوسي وخميس الخنجر وليس خلافاً حزبياً أو عشائرياً".

وتابع: أن "هذا الصراع يؤثر سلباً في حقوق المكون"، ودعا إلى الذهاب إلى إجراء دستوري بعقد جلسة داخل البرلمان والابتعاد عن التوافق السياسي الذي يعد خروجاً على النص الدستوري"، وبين أن "الدستور قسم المواطنين على أساس محافظات وليس مكونات، والحل الأمثل هو الإجراءات الدستورية التي تقضي بإجراء الانتخابات حتى يحصل مرشح على الأغلبية البسيطة، حتى إذا اضطر إلى عقد عشر جلسات".

من جانبه، قال عضو مجلس النواب، ياسر الحسيني، في حديثه لـ"الصباح": إن "انتخاب رئيس جديد للبرلمان يعتمد بشكل كبير على التوافق السياسي بين الأقطاب السنية"، مبيناً أن "هناك محاولات لإقحام الإطار التنسيقي في هذه المشكلة وتحميله مسؤولية التأخير في عملية الانتخاب، وهذا التوجه يضع ضغوطاً على الإطار، حيث تحاول جهات سياسية إجباره على تغيير مساراته وإرادته".

وأضاف، أن حصة منصب رئيس البرلمان تعود إلى قائمة "تقدم" التي تواجه انقسامات داخلية. وقال : "رغم هذه الانقسامات، فإن القائمة ما زالت متمسكة بالمنصب، في حين تتجه القوى السنية الأخرى في اتجاهات مغايرة. هذه الخلافات الداخلية تزيد من تعقيد عملية الانتخاب، وتؤجل حسم هذا المنصب"، وأكد الحسيني أن "المنصب لن يُحسم في الجلسة القادمة نظراً للخلافات الكبيرة داخل المكون السني".

ومن بين المقترحات التي تم طرحها، استبدال النظام الداخلي للبرلمان لتغيير المرشحين، لكنه لم يحظَ بقبول كامل داخل "الإطار التنسيقي". الحسيني أوضح أن "هذا المقترح قد نوقش سابقاً، وكان هناك رفض واضح من الإطار التنسيقي لتعديل النظام الداخلي، خشية أن يؤدي ذلك إلى تأسيس سابقة للتلاعب بالقوانين والأنظمة الداخلية في المستقبل. وبالتالي، تمرير هذا الخيار يبدو صعباً".

في غضون ذلك، أفاد القيادي في تحالف السيادة، أحمد فواز العيساوي، باتفاق أربعة تحالفات سنية هي (السيادة والعزم والحسم والمبادرة) على انتخاب سالم العيساوي لرئاسة مجلس النواب.


تحرير: محمد الأنصاري