زيد الحلي
المتابع لما تقدمه الفضائيات من برامج اللقاءات المباشرة مع المواطنين، يلحظ كثرة الشكاوى، وسيل الاتهامات، وتعدد الملاحظات السلبيَّة، ونادراً ما نجد أحد المواطنين، يشير إلى خطوة ايجابيّة في هذا المجال أو ذاك..
إنَّ القاسم المشترك، لآراء المواطنين، يتمركز بالشعور، أن مشكلات الوطن، والمجتمع، تحتاج فقط للاعتمادات المالية، فيما أجد أن حل معظمها في حقيقة الأمر أقرب للممكن من المستحيل، إذا اتحد رافدا المعادلة (الحكومة والمواطن) فالحقيقة الواضحة، لتحقيق كل شيء، هو إرادة الحل والرغبة في تجاوز ما يحيق بنا من معوقات.
ولعل غياب الثقة بين تصريحات المسؤولين في مجالات التنمية والخدمات والصحة، وبين معاناة المواطنين في تلك المجالات، ما يوسّع مساحة العزلة المجتمعية، وتجعل الحكومة في حيرة من أمرها في تقديم ما تراه صحيحاً، وملبياً للطموح، بينما المواطن يرغب بما هو أكثر، وأكثر.. وليس بالغريب القول إنّ الاثنين (الحكومة والمواطن) على حق في ما ينشدان... فالحكومة، بما حملته من تداعيات وأثقال من الماضي الحكومي، تجعل مسيرة التطور، بطيئة بل غير منظورة ما عدا مشاريع التوسعة، وفك الاختناقات المروريَّة، وهي مشكورة، مع القناعة أنّها تصطدم بسيل استمرار استيراد المركبات، التي تأكل من كتف تلك التوسعة، كما أن البطالة ما تزال تزرع أشواكها، والتعليم متعثر، وخدمات الكهرباء والماء في أدنى المستويات، أما المواطن، فإنه ينشد الحياة السعيدة، والرفاه الإنساني، والأمان، والطموح المشروع، فالطموح هو المحرك الأساسي لنجاح الإنسان.. طموح التعلم يصنع المتعلمين.. طموح التفوق يرقى بالمجتمع.. طموح الإنجاز يحقق الريادة.
إنَّ فكَّ الاشتباك بين رؤيتي الحكومة والمواطن، ينبغي أن تكون على طاولة الصراحة، في لقاءات أسبوعيّة، جماهيريّة منقولة عبر التلفاز، فذلك يحقق الأمل في فهم الآخر للآخر، ويعطي صورة للديمقراطية المنشودة؛ فالأمل شعور يمتلكه إنسان متفائل بالحياة، أما الإحباط فهو مشاعر من التوتر، والضيق والكدر، والعجز، فعلى الحكومة، والمواطن، أن يكونا على قدر المسؤولية أمام العوائق التي تواجه الحياة المجتمعيّة..
وهنا، ينبغي الاشارة، إلى أن الطموحات الأكثر نجاحاً
هي التي تكون أفعالاً مجسدة، وليس التي تبقى مجرد تمنيات تراود النفس ولا ترقى إلى الواقع والعمل الملموس.. فهل يتحقق هذا المقترح؟