نظريَّة الإنترنت الميِّت

ثقافة 2024/08/14
...




د. فارس عزيز المدرس




 هل شعرتَ أنك تتحدَّثُ عِبر الإنترنت إلى أناسٍ غيرِ حقيقيين، وأنَّ الأشخاصَ الذين يتفاعلون مع موضوعاتِك ليسوا بشريين؟، نعم يحدثُ هذا؛ بمستوى أو بآخر، وإذا حدثَ فإنك واقعٌ في ما يُسمَّى بـ “نظريَّة الإنترنت الميت”،  فما هي هذه النظريةُ، ومتى ظهرت، وما هي مآلاتُها؟.

كان هناك اعتقادٌ بأنَّ نظريَّة الإنترنت الميت مجردُ نظريَّة ضعيفةِ الاحتمال، وكانت الروبوتات موجودةً؛ ولكنْ من غير المرجَّح أنْ تكونَ حزمُ التعليماتِ البرمجيَّة التي تقف خلفها قد شقَّت طريقها إلى كلِّ زاوية في حياتنا الرقميَّة، لتنتجَ جُلَّ محتوانا أو أغلبه تقريباً. فلنتتبع باختصار ظهورَ هذه النظريَّة؛ لنعرفَ أسبابَها وقوةَ افتراضاتِها؛ ومدى صلتِها بالواقع. ونسأل أولاً: متى دخلت نظريَّة المؤامرة إلى الثقافة العامّة مِن خلال تغطية واسعةِ النطاق لهذه المخاطر الرقميَّة؟.

 لقد نوقِشت هذه القضيَّة على العديد مِن قنواتِ اليوتيوب رفيعةِ المستوى؛ واكتسبت مزيداً من الاهتمام بظهورِ مقالٍ في مجلة ذي أتلانتيك بعنوان (ربما فاتك الأمرُ، لكنَّ الإنترنت مات قبل خمس سنوات)، وقد جرى الاستشهادُ بهذا المقال على نطاقٍ واسع.

بيَّن المقال التوقعاتِ الأكثر سلبيَّة وسوداويَّة؛ بتأكيده أنَّه بحلول عام 2025 إلى 2030 قد يكون 95 % مِن المحتوى على الإنترنت من إنتاج الذكاء الاصطناعي. وقد استخدِمت هذه التنبؤاتُ دليلاً على نظريَّة الإنترنت الميت. وفي عام 2024 ذكرت كوكل أنَّ نتائج البحث الخاصّة بها تغمرها مواقعُ إلكترونيَّة “تبدو وكأنها أنشئت لمحركاتِ البحث بدلاً من الأشخاص. وفي مراسلاتٍ مع موقع Gizmodo أقرَّ متحدِّثُ كوكل بدورِ الذكاء الاصطناعي التوليدي في الانتشار السريع لمثل هكذا محتوى، وأنَّه يمكن أنْ يحلَّ مَحل البدائل الأكثر قيمة التي مِن صنع الإنسان.

 وفعلياً ظهرت النظريَّة أول ما ظهرت في مواقع مثل (4Chan) عام 2020، التي كانت الخوارزميات فيها تؤدي دوراً أساسياً في تنظيم محتوى صفحات الإنترنت. 

وفي عام 2021 ظهر مصطلح “نظريَّة الإنترنت الميت” لأول مرةٍ بعد أنْ أسهمَ موقعُ (مقهى طريق أگورا  ماكنتوش Agora Road Macintosh Café) في التعبير عن قلق مستخدمي الإنترنت ومخاوفهم، وحذَّر من وجود مؤامرةٍ على الويب؛ تعتمِد التنظيم الخوارزمي للتلاعب بالمستخدمين، وكان هذا حينها مجردَ قلقٍ يحتاج إلى مزيدٍ مِن الإثبات والتحليل، والإطلاع على المخاوف المترتِّبة على هذا الواقع الخطير؛ فالأمرُ لا يتعلَّق باكتساح منصّاتِ التواصل الاجتماعي؛ بل ربما يمكنه لاحقاً التدخل في كلِّ شيٍء له مَسارات رقميَّة على شبكات الإنترنت.

 في عام 2024، شاعت موجةُ الذكاء الاصطناعي متمثلة بإصدارات “شات جي بي تي” (ChatGPT)، وهذا ما منح النظريَّة حضوراً ومسوّغاً يُثير القلق؛ أكثر مِن أيِّ وقتٍ مضى، وباتت النظريَّة قيد الواقع الفعلي.

 ماذا يعني  هذا؟ يعني أنَّ التكنولوجيا المتقدمة راحت تنتج محتوياتٍ غيرَ بشريَّة على وسائل التواصل، وغيرها، وفي 26 نيسان من هذا العام، ظهر منشورٌ يحتوي على 279 ألف تفاعل و53 ألف تعليق، معظمها يقول “عيد ميلاد سعيداً” وأغلبُها على ما يبدو حسابات روبوتيَّة؛ على الرغم من وجودِ حساباتٍ بشريَّة حقيقيَّة بلا شك.

وعلى حسابات تويتر ظهرت تغريداتٌ تبدأ بعبارة (أكره الرسائل النصيَّة) متبوعة بنشاط بديل، مثل: “أريد فقط أنْ أمسك يدك”، أو “تعال وعشْ معي الحقيقة”. وقد حظيت هذه المنشورات بعشرات الآلاف من الإعجابات، وكانت هذه الحسابات عبارة عن روبوتات، وقد اعتبر أنصار نظريَّة الإنترنت الميت هذه الحسابات مثالاً على ذلك أيضاً. إنَّ هذه مجردُ أمثلةٍ مأخوذة مِن إحدى وسائل التواصل الاجتماعي؛ ناهيك عن مواقع أخرى ذات خطورة وحساسيَّة.

وكان أحدُ أفضل المصادر لأمثلةِ نظريَّة الإنترنت الميت هو حساب (@DeadTheory) على منصّة إكس الذي ينشر بانتظام اللحظات التي تفشل فيها حسابات الروبوت المرتبطة بأدوات الذكاء الاصطناعي في العمل، مما يكشف أنها مجردُ ذكاءٍ اصطناعي؛ فيما لو تمَّ عقد العزم على ذلك، ولكن هذا بعيدُ المنال بسبب تفشِّي الروبوتات واعتمادها من لدن مؤسساتٍ وجهاتٍ كثيرة.

 ومع أنَّ أغلبَ هكذا منشورات حُذفت عن منصة فيسبوك في وقتٍ لاحق، إلا أنَّ القائلين بنظريَّة الإنترنت الميت احتفظوا بها ونشروها على منصة إكس لتعزيز موقفهم، وهم محقون في ذلك؛ لأنه أمر واقع، ومن الممكن أنْ يتكرَّرَ في كلِّ آن ومكان؛ وبسعةٍ أكبر وأكثر خطورة.

ومع تفشي المحتوى غير البشري والمُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي ومضاعفة نشاطات الروبوتات وسيطرته على نصف إجمالي الحركة على الإنترنت، اتضح مفهومُ النظريَّة؛ وتحوَّل إلى واقع قائم، ومن هنا راح الكثيرون يقولون إنَّ النظريَّة أصبحت حقيقةً بالفعل، وما لم يُصَرْ إلى مكافحتها فالأمرُ جِدُ جلَل؛ لاسيما أننا لا نتخوَّف مِن القضايا الدعائيَّة والترويجيَّة ذات الطابع الاقتصادي الاستغلالي فحسب، فهناك قضايا الدعاية السياسيَّة المُغرضة، والتوجّهات الطائفيَّة والعرقيَّة بأنواعها، وهناك الغلو العقائدي والنفسُ العدائي، والترويج غيرُ الأخلاقي ضدَّ قيم ومبادئ مفصليَّة في حياةِ الإنسان، وهذه كلُّها لا تتورَّع عن استخدام الذكاء الصناعي لتمرير إرادتها وتسويق أفكارها.


لنتناول الآن آليَّة اشتغال هذا الاختراق وعلى ماذا يعتمد، وفي الحقيقة أنَّ الاعتماد الأول يقوم على ركائز أساسيَّة مِن أهمِّها:

الروبوتات والذكاء الصناعي 

وهي الأعمدةُ الأساسيَّة لنظريَّة الإنترنت الميت؛ فمثلاً أصبح استخدام الروبوتات نقطةَ خلافٍ رئيسة؛ خلال صفقة سيطرة إيلون ماسك على منصة تويتر، فبعد عرضه الأولي أراد إلغاء الاتفاقيَّة؛ بحجّة أنَّ منصة تويتر خرقت اتفاقها برفضها العمل على إيقاف الروبوتات. وشكك في ادعاء تويتر بأنَّ أقلَّ مِن 5 % من المستخدمين هم يستخدمون الروبوتات، وعند التحرِّي وجد أنَّ الرقمَ يصل إلى 13.7 %. ومستخدمو الروبوتات هؤلاء مسؤولون عن نسبةٍ عالية من المحتوى المنشور على منصة تويتر.

ويعدُّ العديدُ من المستخدمين- لاسيما كبار السنِّ وقليلي الخبرة- غيرَ قادرين على تحديد المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي من المحتوى الحقيقي؛ إذ سمح الذكاء الاصطناعي بإنشاء محتوى أساسيٍّ مِثل الصور والفيديوهات، والنصوص وتقليد أساليب كتابة البشريَّة، وهذا ما يثير مَخاطر تخصُّ مصداقيَّة المعلومات على الإنترنت، واحتماليَّة استخدام التلاعب المرئي عِبر الصور والفيديوهات، ومن ثمَّ التأثير في الرأي العام والتسبُّب في خديعته أو انحرافه. 

 غرف الصدى الخوارزمي

تمتلك غرفُ الصدى الخوارزميَّة القدرةَ على إيجاد شعور بالإجماع الزائف؛ الذي يُحدِثه التطرّف الخوارزمي. والآليَّة التي تشتغل على وفقها الخوارزميات الموجودة في مواقع التواصل مثل يوتيوب وفيسبوك وتويتر، إذ تقوم بتوجيه المستخدمين نحو محتوى أكثر تطرفاً وبشكل تدريجي ومنظم ومستهدف، مما قد يؤدي بهم إلى تبنِّي آراءٍ متطرفة، ونهج مختلفٍ ومغايرٍ لِما كانوا عليه، وبالتالي إجبار المستخدم على أنْ يبقى في مواقع معيّنة أطول مدةٍ ممكنة، وإجباره على رؤية المزيد من الإعلانات وتحقيق المزيد من الإيرادات بشكل شِبه قسْري، وهذه المعالجةُ الخوارزميَّة أصبحت قويَّة إلى درجةِ أنَّ تبادلَ الأفكار الحقيقيَّة على شبكة الويب قد مات تقريباً، وحلَّ محلّه ما يحفز مشاركةَ المستخدم مشاركةً قسريَّة؛ بما في ذلك المحتوى المتطرف بأنواعه.

 وفي المقابل هناك إمكانيَّة حذفِ المحتويات التي لا تتوافق مع التوجهاتِ التي تريدها المؤسَّسات الرقميَّة أو حكوماتها؛ مِن خلال خوارزميات تعمل على حذفِ الموضوعات ذات العناوين أو الكلمات أو الصور التي تتعارض وتوجّهات تلك الدول، لاسيما في الموضوعات السياسيَّة. أضف إلى ذلك وسيلة الإبلاغات الروبوتيَّة الزائفة التي تؤدّي إلى حجب الأفكار والموضوعات؛ عِبر ممارسةِ رأي عام مزيف؛ مِن خلال تراكم تلك الإبلاغات الوهميَّة، التي تشبه إلى حدٍ كبير شهاداتِ الزور؛ لكنها منظمة وواسعة. 


  في عام 2024 كشف تقريرُ شركة إمبيرفا (Imperva) التي تتحرَّى التهديدات الأمنيَّة الرقميَّة أنَّ ما يناهز 50 % من حركة الإنترنت يأتي مِن مصادرَ غير بشريَّة. والروبوتات الضارة تشكِّل قرابة ثلث حركة الإنترنت. وهذا لا يعني عدم وجود روبوتات مفيدة، لكنَّ حجمَ الروبوتات الضارّة كبيرٌ وخطر وفي طريقه إلى الازدياد.

  هل هو موتٌ حقيقي؟

 الواقع الإنترنت نفسَه لم يمُت من الناحيَّة الهيكليَّة؛ لكنَّ نظريَّة الإنترنت الميت توضّح إلى أين تتَّجه شبكةُ الويب: حيث تتضاعف مظاهرُ التفاعل الآلي على حساب حضور الإنسان، وهذا ما لا يريده، أو لا يعرفه الإنسانُ العادي أصلاً.

  هناك شبه قناعة في أنَّ هناك عنصراً آخر للنظريَّة مفادُه: أنَّ الانتقال من المحتوى الذي صنعه الإنسان إلى المحتوى الاصطناعي كان هادفاً وعن قصدٍ وتصميم، وتقوده حكوماتٌ وشركات؛ من أجلِ استغلال السيطرة على الجمهور مادياً أو معنوياً، وهو ما يُرجعه البعض إلى مستوى المؤامرة، فإلى أيِّ مدى تكون هذه القناعة صحيحة عمَلياً؟.

في تقرير نشر في موقع fastcompany يؤكد أنَّ الجزءَ الأول مِن نظريَّة الإنترنت الميت والذي مفاده أنَّ المحتوى الذي أنشأه الإنسان على الإنترنت يجري تدريجياً استبداله بمحتوى يتمّ صنعه يبدو معقولاً وممكناً. 

وقد تعزّز هذا منذ أنْ ظهر نظام ChatGPT على الساحة في عام 2022، فأصبح شبهَ مشاعيّ، وبالإمكان استخدامه من لدن الأشخاص، لإنشاءِ مواقع ويب وكتابة منشورات ومقالات في وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها، وصار باستطاعة الناس أيضاً استخدام أدوات إنشاء الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي لنشرِ طوفانٍ لا ينتهي من الصور ومقاطع الفيديو والأعمال الفنيَّة، والتي تكثر الآن على منصات الوسائط الاجتماعيَّة الرئيسة، حتى وإنْ بدت حالياً تعاني بعض القصور في دقة الكرافيك أو المحاكاة التامّة لمظهر الإنسان وإيحاءاته الشعوريَّة والبصريَّة.

  في الأشهر الأخيرة أصبح طوفان محتوى الذكاء الاصطناعي سيئاً؛ خاصة على منصة TikTok، ولم يعُدْ الكثيرُ من الأشخاص لاسيما في الأجيال الأكبر سناً، يدركون أنَّ الصور أو أجزاء من المحتوى قد جرى صنعها بواسطةِ الذكاء الاصطناعي، وأنَّ الكثيرين يعتقدون أنَّ الصورَ هي صور حقيقيَّة؛ أو أعمال فنيَّة تمَّ تصميمها من لدن بشر حقيقيين.

والأخطر مِن هذا أنَّ الحسابات التي تطرح هكذا محتوى ناتج عن الذكاء الاصطناعي تحصل على تفاعلها من حسابات هي الأخرى خاضعةٌ لسيطرة الذكاء الاصطناعي، وهو أمرٌ خطير ليس على مستخدمي التواصل الاجتماعي فحسب؛ ولكن أيضاً على المعلِنين، وهذا تزييف ترويجي خطير ووهمي؛ يؤدي بالتالي إلى خداع الناس فضلاً عن سحق حقوق المعلنين الأصليين؛ الذين ينتهي بهم الحالُ إلى إنفاق الكثير من أموالهم لمجاراة الإعلانات التي يولِّدها الذكاء الصناعي ويختطف أكثر الأصوات المتفاعلة. ومنصاتُ التواصل الاجتماعي تدرك هذا الطوفان من التلفيق الذي ينتجهُ الذكاء الاصطناعي، وهو محتوى منخفض القيمة ويمقته المستخدمون البشريون إلا أنه من العسير عليهم كشفه أو إيقافه.

ماذا يعني هذا أيضاً؟ يعني- بحسب ما أوردته  منصة The Intercept- إطلاق مؤثرين مزيفين لترويج صفقاتِ العلامات التجاريَّة ضد المؤثرين البشريين الحقيقيين، الأمر الذي سيدفع مستخدمي TikTok مثلاً إلى الاضطرار إلى استخدام الذكاء الصناعي واستخدام الشخصيات الرقميَّة للترويج لبضائعهم. وهذا الحالُ لا يقتصر على TikTok بل أنَّ شركة Meta’s Instagram بدأت باختبار برامج مِن شأنها أنْ تتيحَ لأصحاب النفوذ المشهورين تحويل أنفسهم إلى روبوتات دردشة تعمل بالذكاء الاصطناعي؛ وتمكِّنهم من التفاعل مع المستخدمين؛ دون الاضطرار فعلياً إلى التفاعل مع هؤلاء المستخدمين بأنفسهم.

وفي تقرير لها  صدر عام 2022 أعلنت وكالةُ نفاذ القانون الأوروبيَّة “يوروبول” أنَّ بحلولِ عام 2026 سيجري إنشاء نحو 90 % من المحتوى عبر الإنترنت صناعياً؛ ومع الذكاء الاصطناعي من الوارد أنْ يحدث هذا الآن، فقد يولد الذكاء الاصطناعي غالبيَّة المحتوى الذي يراه البشر على الويب، مما قد يحمل الناس الذين يرغبون في التعامل مع الآخرين وإبداعاتهم لأول مرة منذ عقود إلى تحاشي الإنترنت، والعودة إلى العالم الحقيقي بحثاً عن المصداقيَّة والأمان والأصالة. وبهذا البعدِ المعنوي يكون الإنترنت بالفعل قد مات، أو هو قيدُ الاحتضار.

  الأمل

 في المدى المتوسط أتوقَّع أنْ تتحدّى منصاتٌ كبيرةٌ الأرضَ القاحلة التي أصبحت عليها خوادمها، وتستخدم مزيجاً من التحقق من الحساب والكشف عن الذكاء الاصطناعي؛ لمحاولة استعادة بعض الإنسانيَّة إلى عروضها، لكنْ هل الوقتُ متأخرٌ؟؛ هذا سؤال مفتوح؛ وربما يتعلق بما تمتلكه الكثيرُ من المؤسسات مِن خيارات؛ لاسيما غير الربحيَّة؛ للحدِّ من هذا الانهيار قبل فواتِ الأوان، وبلا شك فإنَّ الوعي والتثقيف في هذا المجال يعدُّ جزءاً مِن عمليَّة التقليل من الأضرار والخراب الذي تجرُّنا نحو دهاليزه الروبوتاتُ المجنَّدة لجهاتٍ أغلبها لا يهمه أصلاً انهيارُ العالم معنوياً أو مادياً، إذ ليس هدفها سوى الربح؛ أو تطلعات عقائديَّة معقدة التوجهات والنوايا.