تأييد نيابي لترشيح ساكو للكرسي الرسولي في الفاتيكان

الثانية والثالثة 2025/04/24
...

 بغداد: مهند عبد الوهاب 


قوبلت دعوة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، الهادفة إلى دعم ترشيح الكاردينال لويس روفائيل الأول ساكو،  بوصفه المرشح الوحيد من منطقة الشرق الأوسط، ليخلف قداسة البابا الراحل فرنسيس بالكرسي الرسولي في الفاتيكان، بتأييد برلماني، إذ أكدت لجنة الأوقاف النيابية، أن هذه المبادرة تعبّر عن رؤية حكومية رشيدة تسعى إلى ترسيخ قيم التنوع والاعتدال، وتعزيز الحضور العراقي في المحافل الدولية.

وقال السوداني في تغريدة على منصة "اكس" تابعتها "الصباح": "نؤكد دعمنا لغبطة الكاردينال لويس روفائيل الأول ساكو،  بوصفه المرشح الوحيد من منطقة الشرق الأوسط ليخلف قداسة البابا الراحل فرنسيس (لروحه الرحمة) بالكرسي الرسولي في الفاتيكان، نظرا لما يتمتع به غبطته من حضور محلي ودولي، ولدوره في نشر السلام والتسامح". 

وأوضح رئيس الوزراء، أن "بلدنا العراق هو أحد أهم الأماكن التي عاش فيها أبناء الديانة المسيحية متآخين مع بقية الأديان على مدار التاريخ، وهو اليوم يضم أتباع جميع الكنائس، بما يمثله هذا الأمر من محبة وأخوة بين المؤمنين من مختلف الأديان".

ولاقت دعوة السوداني، ترحيبا برلمانيا واسعا، أكد أهمية ذلك الموقف الوطني، إذ قال عضو لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في مجلس النواب، النائب طعمة اللهيبي، في تصريح لـ "الصباح": إن "دعوة رئيس الوزراء لتسمية الكاردينال  لويس ساكو ممثلاً للكرسي الرسولي في الفاتيكان، تأتي انطلاقاً من رؤية وطنية شاملة، تعزز مبادئ الشراكة والتوازن بين مكونات الشعب العراقي".  وأوضح اللهيبي، أن "هذه المبادرة تعكس التزام الحكومة بحماية التنوع الديني والثقافي، ودعم المرجعيات الدينية التي لعبت دوراً محورياً في الحفاظ على وحدة البلاد في أصعب الظروف".

ويرى النائب، أن "تسمية الكاردينال ساكو تمثل رسالة واضحة على احترام الدولة لرموزها الروحية، وحرصها على تعزيز حضور العراق في المحافل الدولية، لاسيما تلك التي تمثل المرجعيات الدينية الكبرى على مستوى العالم" مبينا أن "هذه الخطوة ستسهم في تعميق العلاقات بين العراق والفاتيكان، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون الثنائي في ملفات الحوار بين الأديان، والدفاع عن الحريات الدينية، وحماية الأقليات" مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "تعزيز هذه العلاقات يصب في مصلحة العراق، ويعزز من صورته كدولة تسعى إلى الاعتدال والانفتاح الإقليمي والدولي". وأوضح اللهيبي، أن "على مجلس النواب، من خلال لجنة الأوقاف والشؤون الدينية، دعم هذه الخطوة التي تعد انعكاساً لسياسة حكومية رشيدة تعزز من مكانة العراق الدولية، وتحترم التنوع الديني والثقافي داخلياً"، مشيرا  إلى  أن اللجنة ستبقى داعمة لكل المبادرات التي تصب في تعزيز السلم المجتمعي، وتثبيت مبدأ المواطنة المتساوية بين جميع العراقيين من دون تمييز". من جانبه أكد رئيس كتلة الصابئة المندائيين النيابية، أسامة البدري، في تصريح لـ "الصباح"، أن "دعوة رئيس الوزراء تعبّر عن منطلق وطني عميق يعكس حرص الحكومة على تعزيز حضور العراق في المحافل الدولية"، مشيداً "بالدعوة التي وجهها السوداني لدعم ترشيح الكاردينال لويس ساكو للكرسي الرسولي في الفاتيكان"، واصفاً إياها "بأنها خطوة تعزز من مكانة العراق كبلد للتنوع والتسامح الديني".

وأضاف النائب البدري، أن "هذه المبادرة تعكس حرص العراق على دعم رموزه الدينية، والانفتاح على المجتمع الدولي بروح المسؤولية والانتماء الحضاري"، مشدداً على أن "دعم ترشيح شخصية عراقية لهذا الموقع الروحي العالمي يؤكد أن العراق، رغم التحديات، ما زال مصدراً للعطاء الروحي والإنساني، ويقدم نماذج قادرة على تمثيل قيم الحوار والسلام في أرفع المحافل الدينية العالمية".

وأشار النائب، إلى أن "هذه الدعوة تنسجم مع التوجه الوطني العام نحو ترسيخ قيم المواطنة والعيش المشترك، مؤكداً أن أبناء الصابئة المندائيين يقفون بقوة خلف أي مبادرة تسهم في رفع اسم العراق، وتعكس صورته الحقيقية كأرض للحضارات والديانات المتنوعة".