اعداد : اسرة ومجتمع
ربط العلماء مادة بلاستيكية شائعة موجودة في علب الطعام المعدنية وحتى الايصالات الورقية، بزيادة خطر الإصابة بالتوحد لدى الذكور، بحسب ما نشر موقع «روسيا اليوم».
ووجد البحث الذي تتبع نمو أكثر من 600 رضيع، أن المستويات الأعلى من مادة بيسفينول الكيميائية (BPA) في بول الأم الحامل تزيد بأكثر من ثلاثة أضعاف احتمالات إصابة الصبي الصغير بأعراض التوحد في سن الثانية.
والأسوأ من ذلك، أن هؤلاء الأولاد أنفسهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بست مرات في سن 11 عاماً، مقارنة بأولئك الذين كانت مستويات بيسفينول أ (وهو مادة كيميائية صناعية تُستخدم لتصنيع مواد بلاستيكية وراتينات معينة منذ فترة الخمسينيات) لدى أمهاتهم أقل أثناء الحمل.
وقد تم وصف مادة بيسفينول أ، التي تقوي البلاستيك وتمنع المعادن من الصدأ، بأنها مادة كيميائية، لها دور في تحفيز الاضطرابات الهرمونية لدى البشر والأسماك وأنواع أخرى.
وكشفت الدراسة الجديدة عن أدلة نحو كشف التفاعلات الكيميائية المحددة التي تسهم في حالات التوحد.
وقالت عالمة الأوبئة وطبيبة الصحة العامة الدكتورة آن لويز بونسونبي في بيان: «يمكن أن تعطل مادة بيسفينول أ نمو دماغ الجنين الذكر الذي تتحكم فيه الهرمونات بطرق عدة، بما في ذلك إسكات أنزيم رئيس، وهو الأروماتاز، الذي يتحكم في الهرمونات العصبية وهو مهم بشكل خاص في نمو دماغ الجنين الذكر».
وأشارت الدراسة إلى أن الإستروجينات تساعد الأشخاص على تنظيم الالتهاب في الدماغ، والحفاظ على مرونة المشابك التي تساعد الخلايا العصبية على التواصل داخل الجهاز العصبي بأكمله، كما تساعد في إدارة الكولسترول.
ويعد الدماغ العضو الأكثر ثراء بالكولسترول في جسم الإنسان، حيث يستخدم ما يقارب 20 % من مخزون الجسم بالكامل من هذه الجزيئات الدهنية للقيام بوظائفه الحيوية.
وقال الكيميائي الحيوي الدكتور واه تشين بون: «لقد وجدنا أن مادة بيسفينول أ تقمع أنزيم الأروماتاز وترتبط بالتغيرات التشريحية والعصبية والسلوكية، ويبدو أن هذا جزء من لغز التوحد».
وقد تم دعم النتائج من خلال التجارب التي أجريت على الفئران والتي أظهرت أنه عندما يتم حذف الجين المسؤول عن أنتاج الأروماتيز، فإن الحيوانات تظهر سلوكيات متكررة، وهي سمة مشتركة للتوحد لدى البشر. وقالت البروفيسورة بونسونبي : «لقد أظهرت بعض الدراسات بالفعل أن التعرض للمواد الكيميائية البلاستيكية أثناء الحمل يرتبط بالتوحد اللاحق لدى النسل».
وأضافت أنه في حين ينشأ التوحد من مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، يبدو أن التعرض لمادة بيسفينول أ يلعب دوراً مساهماً، وخاصة عند الأولاد لكن هذا لا يعني أن مادة بيسفينول أ هي السبب الوحيد للتوحد، فقد يكون بعض الأطفال مستعدين وراثياً.