الانتخابات الأميركية بين معيار السياسة ورمزيات الأسطرة

قضايا عربية ودولية 2024/08/28
...

• جواد علي كسار

الانتخابات في كل مكان هي موضوع سياسي نتعامل معه في ضوء العلوم السياسية وما يلتحق بها واقعياً، ومن ثمّ فهي ليست محض موضوع تنافسيّ نتابعه عبر الاستبيانات ونهتمّ بتطوراته من خلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وحسب، وإن كان هذا الجانب هو ثمرة من ثمار الانتخابات ونتيجة من نتائجها، وهذا ما ينطبق على الانتخابات الرئاسية الأميركية في مقدماتها الحاضرة، كما ينطبق على غيرها.
الدفع خلف الستار
لكن ما حصل ولم يزل يحصل في كلّ موسم من مواسم الانتخابات الرئاسية هو طمس الجانب السياسي، أو دفعه إلى الخلف على الأقلّ بفعل الآلة الإعلامية الدعائية الأميركية الهائلة، التي ضخّمت بشكلٍ مبالغ الجانب الرقمي والإحصائي والكمي، ذا الصلة بالاستطلاعات والاستبيانات وخرائط الرأي ووارت خلف الستار بقصد أو بدونه، الدلالات السياسية للسياق الانتخابي الرئاسي، ومؤشراته الحاسمة على خريطة القوى السياسية، والتنوّع الاجتماعي بين اليسار واليمين والليبرالية والمحافظة، وتأثير التعدّدية الدينية في بُنية السياسة، على الأقلّ ما يتعلق بالثنائي البروتستانتي والكاثوليكي، وعلى هامشه الوجود الضئيل للمكوّن المسيحي الثالث المتمثل بالأرثوذكسية، بالإضافة إلى التمظهرات السياسية للمكوّنات الدينية هذه، كما هو الحال في الإنجيلية السياسية كتطوّر نوعي لليمين المسيحي التقليدي، واليهودية، والمسيحية الصهيونية، بلوغاً إلى التيارات الضاغطة مثل اليسار واليمين والليبراليين والمحافظين، واليمين التقليدي والمحافظين الجدد بموجاتهم المتعدّدة، ولاسيّما موجاتهم الثلاث منذ أول القرن المنصرم، وأوائل ستينياته إلى نهاية عهد الرئيس الجمهوري رونالد ريغان (في المنصب: 1981 - 1989م) ثمّ موجتهم القوّية الهادرة وقد بدأت بواكيرها على عهد الرئيس جورج بوش الأب (في المنصب: 1989 - 1993م) وانبسطت حتى بلغت قوّة ذروتها مع إدارة الرئيس جورج بوش الابن إبّان سنوات حكمه الثمان (2001 -  2009م) قبل أن تعيد إنتاج نفسها على عهد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب (في السلطة: 2017 - 2021م) لكن بلبوس جديد حافظ على المرتكزات الاقتصادية والاجتماعية لليمين التقليدي، ولاسيّما في مناهضة الإجهاض والشذوذ والمثلية وتأكيد أهمية الأسرة، مع نزعة عنصرية مكثفة تمثلت بالتيار "البروتستانتي الأنجلو سكسوني" الأبيض، ومواجهة الهجرة، والتركيز في السياسة الخارجية على دور أميركي متزايد، لكن بشيء من التحفّظ على عكس تيار المحافظين الجدد الذي كان يؤمن برسالة عالمية وتبشيرية للأمة الأميركية، ودور تدخلي مباشر عسكري وغير عسكري للولايات المتحدة في العالم، بصفتها أمة الخير ولضرب محور الشرّ بصرف النظر عن مصاديقه.
المفارقة التي نسجّلها على عجل أن كلّ هذا الإقحام للدين في السياسة جاء خلافاً لفلسفة تأسيس الولايات المتحدة، وضدّ رغبة مؤسّسي نظامها السياسي (الآباء المؤسّسون أمثال بنيامين فرانكلين وتوماس جيفرسون وجيمس ماديسون وروجر ويليس) بإبعاد الدين عن الدولة وفصله عنها، لكي لا يتكرّر ما حصل في الأنظمة السياسية الأوروبية عندما هيمنت الكنيسة الكاثوليكية على هذه الأنظمة، إذ نص التعديل الدستوري الأوّل المصادق عليه عام 1791م، على: "يُحظر على الكونجرس إصدار أيّ قانون يرسّخ الدين أو يمنع ممارسته". (يُنظر الكتاب المرجعي الذي لم يفقد أهميته بعد، رغم قدمه نسبياً: أسس الحكم في أميركا، ص:91، الترجمة العربية).

"شناشيل" أميركية!
الانتخابات إذن ليست تنافساً محضاً أو سلعة يتبارى المشترون من حولها وحسب، فضلاً عن أن تكون "شناشيل" يلتقي عندها الفلكلور وقشريات الممارسة التأريخية وشكليات الحاضر، بل هي ممارسة في عمق السياسة وصميمها. الأخطر من ذلك هو التقاء الإطار الأنثربولوجي الشعبوي في الانتخابات الرئاسية الأميركية أنموذجاً، مع المنهج الاختزالي في التحليل السياسي، وتحويل القصة إلى خبر واختزال الانتخابات بالخبر وحده، وإهمال القضية نفسها في خلفيتها والأبعاد المكوّنة، والمؤثرات والنتائج والتهديدات؛ ما يؤدّي نهاية المطاف إلى ما أسميه بـ"وأد السياسة" وتضاؤل الأمر أو الشأن السياسي، وانخفاض قيمته.
ما أقصده بـ"الشناشيل" أو "شنشلة" الانتخابات في أميركا، هو استحضار مكثّف لرمزيات فلكلورية من التجربة التأريخية لماضي هذه الانتخابات، ومزجها بشكليات وقشور من الحاضر، في جهدٍ دؤوب لأسطرة الواقعة وطقسنتها مخيالياً. خذ كأمثلة سريعة لهذه "الشنشلة" من واقع التسابق في الانتخابات الحالية؛ قضايا من قبيل أن زوج كامالا هارس لو فازت هل سيكون لقبه "السيد الأول"؟ كذلك تعدّد التأويلات عن عبارة مبهمة ذكرتها هارس بشأن زواجها، وصناعة القصص عن والدتها الهندية "شيامالا"، وأن أبناء قرية أمها في الهند يطالبونها بفرص عمل وتعليم أولادهم، كذلك الإكثار حدّ الابتذال من مصطلح "جوز الهند" في أوساط حملة كامالا. وفي المقابل تتجلى هذه القشور بقوّة في هجوم ترامب وحملته ضدّ كامالا وهو يسخر من قهقهتها، وإكثاره من وصفها بالمجنونة الضاحكة، وأنها ضعيفة عديمة التجربة، وتعريض ترامب المتواصل بها على جهة النبز بأصولها الهجينة بين الأم الهندية والأب الزنجي، لتردّ هي عليه بغضب متهمة إياه بالديكتاتورية والدموية والتوحّش وتهديد الديموقراطية، وأنه عجوز غريب الأطوار، هكذا وصولاً إلى توظيف الرمزيات الفنية والسينمائية وأقطاب الغناء والرياضة والسينما، في مزاد كسب المؤيدين والتنافس على ذلك بين المرشحين.

القطار والحمار والفيل
كمثال على الأسطرة المستمرّة بتوظيف الفولكلوريات المعاصرة وتحفيز الذاكرة التأريخية للتجربة الانتخابية، هو قطار الانتخابات. ففي عصر سبق وجود التلفزيون وانتشار الإذاعة دأبت الحملات الدعائية للمرشحين، على استئجار قطار مخصّص يطوف بهم مختلف الولايات، لممارسة الدعاية والتبشير ببرامجهم ورؤاهم. ومع خروج هذه الوسيلة عن أسلوب الدعاية المباشرة، ثمّ إصرار من المرشحين حتى وقت قريب، بالحفاظ على رمزيتها، إذ تابعتُ صوراً للقطار الانتخابي في ذروة عصر التلفزة عام 1976م لجيرالد فورد وزوجته ومنافسه جيمي كارتر وزوجته، وصولاً إلى بوش الابن ومنافسه جون كيري في الحملة الرئاسية عام 2004م.
من شواهد الأسطرة التأريخية استمرار "الحمار" شعاراً للحزب الديمقراطي، و"الفيل" رمزاً للحزب الجمهوري، برغم أن الشعارين كانا يرمزان إلى وقائع خاصة، أو إلى ظرف اجتماعي خاص، تجاوزته المجتمعات الأميركية منذ زمن بعيد، إذ كان يقال إن رمزية الحمار والفيل كانت بمنزلة اللافتة الكبيرة لاستهداء المواطن الأميركي العادي الأمي البسيط، وإرشاده والأخذ بيده للتصويت إلى حزبه عبر هذين الرمزين الحيوانيين اللذين لا تخطئهما العين، فيصوّت أنصار الديمقراطي إلى الحمار، وأنصار الجمهوري إلى الفيل، وقد تغيّر الواقع ودخلت هذه الرمزية في فولكلوريات الانتخابات، كأداة من أدوات الأسطرة وتغذية المخيال الأميركي ووصله بماضيه التأريخي.
على أن الجميع يعرف رغم ذلك ارتباط شعار الحمار بواقعة خاصة، فعندما رشّح اندرو جاكسون للرئاسة عام 1828م استغل معارضوه التشابه اللفظي بين اسمه "Jackson" وبين الحمار فوصفوه تشنيعاً بالغبي والمتخلف والحمار، وأطلقوا عليه مصطلح "Jackass" لمواجهة توجهاته الشعبية وشعاره: "دع الناس يحكمون". لكن جاكسون استثمر الهجمة ورسم "الحمار" وحوّله إلى شعار لملصقاته الدعائية، قبل أن يتحوّل عام 1880م إلى الرمز الرسمي للحزب الديمقراطي، في مقابل اتخاذ الجمهوريين الفيل رمزاً رسمياً لحزبهم منذ عام 1874م (أمة قلقة، د. جمال سلامة علي، ص: 347 - 348).

أسطرة الرجال
ليس الأميركيون وحدهم من بشّر بأفضلية نظامهم الديمقراطي عالمياً، بل انقاد إلى ذلك آخرون، وما كتاب المنظّر الفرنسي التقليدي الكسيس دو توكفيل (1805 - 1859م) الموسوم: "الديمقراطية في أميركا" الذي أصدره مبكراً عام 1835م بعد زيارة لأميركا دامت تسعة أشهر، إلا مؤشر بسيط على هذه القصة. ومع أن الديمقراطية هي نظام الحكم المؤسّسي الذي يقلل بطبيعته، من طغيان أدوار الأشخاص ويخفض من علو شأن "الأبطال" و"القادة الأفراد" لمصلحة دور أكبر للأمة أو الشعب، إلا أن تجربة النظام السياسي الأميركي حافلة بدور الرمزيات الفردية. تكثر فيها القيادات الفردية وتطغى حتى يكاد يستطيل دور الأفراد ويعلو على دور الأمة والشعب، حتى كتب أحد دارسي تأريخ التجربة السياسية الأميركية في بواكيرها الأولى ريتشارد هيلدريت، أن تأريخ أميركا في طورها الأول، هو: "أساساً تأريخ بضع شخصيات قيادية بارزة".
لقد خضعت هذه المفارقة الحادّة بل التقاطع بين الرمزيات الفردية والحالة المؤسّسية التمثيلية للجمهور، وطغيان الأولى على الثانية؛ إلى دراسات متعدّدة، منها ملاحظة مبكرة للباحث والسياسي الفرنسي دو توكفيل في كتابه الذي أشرنا إليه عن أميركا، وقد دوّنه بعد معايشة دامت أشهراً للتجربة الأميركية، إذ ذكر هناك أن الديمقراطية تستثني بطبيعتها إعطاء أي دور للفرد، وتنفي فكرة "القائد" و"البطولة"، لهذا فإن: "مؤرخي المراحل الديمقراطية لا يعطون أية فضيلة لأثر الفرد بالمقارنة مع قدر الأمة، أو لدور المواطنين الأفراد على دور الشعب". ومع ذلك فإن هذا ما حصل لاحقاً في الوعي القومي الأميركي وبأثر رجعي وتراكمي، حتى اللحظة. وبذلك قدّمت التجربة الأميركية نقيضاً لمفهوم الديمقراطية ونهجها من داخل ممارستها (يُنظر: دور مؤسّسة الرئاسة في صنع الستراتيجية الأميركية الشاملة، د. عامر هاشم عواد، ص: 59 فما بعد).

بيطار والخيال القومي
بيدَ أن المعطى النظري الأهمّ برأيي للظاهرة وتفسيرها، هو الذي قدّمه المفكر اللبناني نديم البيطار (1924 - 2014م) في دراسة متألقة ضمن كتابه: "من التجزئة إلى الوحدة: القوانين الأساسية لتجارب التأريخ الوحدوية". أعترف أني كلما عدتُ إلى مراجعة الكتاب خلال أربعة عقود ونصف من صدوره للمرّة الأولى سنة 1979م، ازدادُ يقيناً بأن محتوى الكتاب أهمّ كثيراً وأعمق في معلوماته وتحليلاته وتنظيراته، من أطروحته التي تريد للدراسة أن تخدم قضية الوحدة العربية، بالكشف عن المنهج العلمي لهذه الوحدة في آلية تحققها وأسباب تخلفها، وقد تجدّد هذا المعنى بعودتي إليه عند كتابة هذا المقال.
في القسم الثالث المختص بالكشف عن دور الأفراد ومن ورائهم شخصنة السلطة نفسها في تجارب التأريخ الوحدوية، يطوف المفكر البيطار في تجارب خمس كبرى من بينها التجربة الأميركية، قبل أن يستخلص القوانين أو السنن أو القواعد المشتركة في ظاهرة شخصنة السلطة وتعملق الفردية. في الفصل الثاني المختص بدراسة التجربة الليبرالية الأميركية يفتتح البحث بإشارة نقدية أميركية تستهجن "تأليه" الأشخاص في التجربة الشيوعية خاصة على عهد جوزيف ستالين، لكن لا يلبث أن يرد على صاحب النقد المفكر الأميركي سيدني هوك، بنقدٍ معاكس فحواه أن هذا المديح والتمجيد سقطت به التجربة الأميركية أيضاً على حدّ سواء، إذ لا يقلّ تأليه جورج واشنطن وإبراهام لنكولن مثلاً عن تأليه ستالين، وإن كانت صور الفعل مختلفة (المصدر، ص: 232).
بعد ذلك يقدّم وصفاً للظاهرة وإطاراً لتحليلها نظرياً، حين يطرح نظرية الخيال القومي، ويسجّل أن طبيعة هذا الخيال والتصوّرات الثورية أو النفسية الشعبية العامة، هي ما تملي غالباً الحاجة الملحة إلى أسطرة الشخصيات وتأليهها في حياة الشعوب، لا فرق كبيرا يُذكر بين أمة وأخرى، وشعب وشعب، ومهما كان النظام السياسي، كما يكشف عن ذلك فهم التأريخ وتفسيره، بما في ذلك التأريخ الأميركي نفسه الذي كشف عن صورة حيّة في التناقض بين منطق السياسة وممارستها، ليكون الرئيس أبراهام لنكولن مثلاً في الخيال القومي الأميركي العام خارج معايير الدراسة الموضوعية، بعد أن اكتسب شكل الأسطورة في مشاعر الشعب الأميركي. يقتبس البيطار من المؤرخ ويكسن، قوله في هذا المضمار: "إن أميركا تستمد رموز حكمتها وأفكارها من بضعة قادة كبار كواشنطن وفرانكلين وجيفرسون.. تشكل أصوات هؤلاء والنماذج التي يقدّمونها، قوّة أساسية حيّة في بناء الولايات المتحدة وإعطائها طابعها العام.. إن عبادة البطولة تلبي حاجة أميركية ملحة".
بل يتخطى التفسير هذه التخوم وهو يقارب ظاهرة تقديس الشخصيات وأسطرة الرموز، بما يحصل بالأديان مع رموزها المقدّسة، وهو يقول: "قد يرى البعض أن كلمة تقديس أو تأليه تشكل مبالغة في وصف عبادة البطولة الأميركية، لأننا نحب أن نفكر بأننا شعب من الواقعيين والعمليين، ولكن موقفنا الشعبي تجاه أبطال تأريخنا يماثل الموقف الديني. فنحن نؤكد على كمال نقي متكامل في الأشخاص الذين نعبدهم من أمثال واشنطن ولينكولن.. فبالنسبة لنا تقوم التذكارات حولهم مقام الأماكن المقدّسة والأيقونات في العصور الوسطى"، (المصدر، ص: 234).

حذف بايدن وقبضة ترامب
على هذا النحو وانطلاقاً من هذا الإطار التفسيري يواصل البيطار وصف الظاهرة وتحليلها على امتداد (25) صفحة، وهو يستعرض تفاصيل شديدة الإيحاء عن رمزياتها وما يحفّها من أساطير، ليخلص إلى القول: "أشار كثير من المؤرخين الأميركيين إلى الدور الهائل الذي تلعبه صورة القائد في خيال الشعب الأميركي، وكيف أن هذا الشعب يشعر دائماً بأن القائد كمجرّد وكرمز متكامل، هو أهمّ بكثير من القائد كفرد أو كإنسان"، (المصدر، ص: 235).
أعتقد بأن هذا الأنموذج التفسيري بقدر ما يفسّر لنا ظاهرة تحويل الأميركان لانتخاباتهم إلى خليط من الفلكلور والطقوس و"الشناشيل"، فهو يكشف أيضاً عن استمرار هذه الحالة ودوامها حتى الآن. والأهمّ من ذلك هو يضع بين أيدينا الأسباب الحقيقية لإزاحة المرشح الديمقراطي جو بايدن، لأنه لم يعد يلبّي الحاجة إلى ذلك الرصيد الرمزي في المخيال القومي الأميركي، بعد أن أفقدته شيخوخته وضعف تركيزه العقلي وهزال أدائه وعثراته المتتالية؛ آخر قطرة في ذلك الرصيد داخل الخيال القومي الأميركي. وقد أدرك الديمقراطيون الكبار هذه الحقيقة، فطلبوا منه التخلي عن الترشيح، ولما سوّف وماطل قطعوا عنه المال، فأذعن وانسحب راغماً.
في المقابل فإن إدراك المرشح الجمهوري دونالد ترامب لهذا النزوع الأميركي إلى القائد القوي، هو ما دفعه إلى مهاجمة بايدن على الدوام ووصفه ليس فقط بأنه رئيس ضائع، بل أضاع معه أميركا وهيبة الرئاسة؛ قبل أن يسجّل ترامب قمة تقمصه لهذه المشاعر وهو يصر على تحدّي حمايته إبّان اغتياله، ويرفع قبضته صامداً متحدّياً ووجهه مدمى ليناغم أخيلة الأميركيين، ويوحي لهم بأنه هو الرمز القوي والرئيس المطلوب.