رطب وحلوى

الرياضة 2024/09/01
...

كاظم الطائي 



عناق دجلة والفرات في البصرة الفيحاء منذ الأزل وولادة شط العرب في ربوع هذه المحافظة المعطاء جعلها رئة كبرى للبلد لم يوهنها الزمن ولم تنقطع عنها أطيابها المشرعة للقطاف وما أشهى وأشهر من تمر البصرة الممزوج بطيبة أهلها وكرمهم حتى في أضنك سنوات الجدب والقحط 

موائد ضيوف المحافظة المطلة على الخليج لن تخلو من سايرها واسطى عمرانها وحلّاويها وخضراويها وباقي رطبها المعهود ولن تتنازل نخلتها الشامخة عن ثمارها بأوزان لانقل عن 200 كغم للواحدة منها من مختلف الأنواع والألوان والمذاق 

هنا البصرة سيقولها أبناء الفيحاء احتفاء بمقدم الضيوف الذين سيعودون مجدداً لشوارعها وحاراتها وملاعبها ومدنها وكورنيشها وهم أكثر شوقاً للضيافة غير آبهين بكلام يقال هنا أو هناك عن إجراءات مشددة تمنع جمهورنا من مرافقة منتخب الوطن في ملعب مجاور لا تفصله عنه سوى حواجز وهمية وفي القلب متسع من الودِّ والاشتياق 

حلوى عمانية سيجلبها جمهور شقيق لتزين موائد أهل البصرة بل العراق كله وهم يستقبلون ضيفهم باأسمى عبارات المودة مثلما قدمها لي في العام 2011 الزميل الإعلامي العراقي هيثم خليل  ورئيس الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي سالم الحبسي من السلطنة خلال حضورنا إحدى المناسبات الكروية في قطر آنذاك بدعوة من الاتحاد القطري لكرة القدم ولن تكون كرة القدم التي تجمع ولا تفرق عامل جفاء بين الأشقاء بل تزيد اللقاء شوقاً بعيداً عن النتائج 

اليوم أو غداً سيحل في أرضنا منتخب سلطنة عمان ليلاقي أسود الرافدين في أول مباريات التصفيات المونديالية للقارة الآسيوية المؤهلة لكاس العالم في أميركا وكندا والمكسيك في العام 2026 

وقد ترتبت إجراءات حضور جماهير عمانية لتشجيع منتخبها في ملعب البصرة وتمت مناقشة تفاصيل الحضور والعدد المقرر وغير ذلك من تفاصيل عبر لقاءات رئيس اتحاد الكرة الكابتن عدنان درجال مع السفير العماني قبل أيام وستكون تلك الإجراءات مماثلة للجانب العراقي في لقاء الإياب المقبل في مسقط 

يعود تاريخ مواجهات منتخبنا الوطني مع الأحمر العماني إلى عام 1976 والتقى خلالها المنتخبان في 33 مباراة  انتهت 16 لصالح كرتنا  و7 للأشقاء و10 لقاءات انتهت بالتعادل وأحرز منتخبنا  54 هدفاً مقابل 28 هدفاً للعمانيين وتم شطب نتائج مباراتين في نسختين من دورات الخليج بسبب انسحاب منتخبنا من البطولة بقرار سياسي آنذاك

أول فوز عماني على كرتنا تأخر كثيراً وسجل هاني الضابط هدف الفوز في خليجي 19 وأقسى خسارة لنا رباعية دون رد في بطولات الخليج أيضاً وأكبر نتيجة لكرتنا الفوز بسباعية على الأشقاء الذين تطوروا كثيراً ونالوا لقب الخليج مرتين وآخر مشاركتهم في البصرة خسروا النهائي بصعوبة بالغة مع منتخبنا الوطني فماذا سيكون 

الحال بعد أيام ياترى؟