مختصان: المُدرّب الأجنبيّ تجربةٌ لجأت إليها الأندية لتطوير واقعها الفني

الرياضة 2024/09/01
...

 رحيم رزاق الجبوري

    

 مما لا شك فيه أن تعدد المدارس التدريبية في أي دوري في العالم؛ يعود بالفائدة والمنفعة على المسابقة فنيا وإعلاميا وتسويقيا، فضلا عن دخول أفكار وأنماط تدريبية جديدة على اللاعبين من حيث الخطط والتكتيك وغيرها من المناهج التدريبية الحديثة.

 إن الركون لمدرسة واحدة - والحديث هنا عن المدرب المحلي- قد لا يمنح التطور المنشود الذي تطمح إليه الجماهير من حيث تطوير الأسلوب الذي تشرّب به اللاعب العراقي وألفه عبر تدوير المدربين المحليين بين أنديتنا. 

وعليه بدأت إدارات الأندية المحلية باستقدام طواقم فنية عربية وأجنبية، بغية الارتقاء بواقعها التدريبي، وأن يعودوا بالفائدة على جميع لاعبي منتخباتنا الوطنية، على ألا تنال هذه الخطوة من المدرب المحلي، وتقلل من مكانته، كونه معنياً بتطوير قدراته وقابلياته الفنية ليحجز له مكانا تدريبيا في صراع بدأ يحوم في الأفق، والأولوية والبقاء لمن يثبت قدراته ومهاراته الفنية، سواء كان مدربا أجنبيا أو محليا.


الكفاءة التدريبية الوافدة

لا يحبذ علي النعيمي (المحلل الفني الأسبق للمنتخبات الوطنية العراقية) استخدام مفردة (المدرب الأجنبي)، بل (الكفاءة التدريبية الوافدة) في الدوري العراقي، لأن الجميع -بحسب رأيه- يعيش عالم الاحتراف الذي يجب أن تتلاءم مدياته وأهدافه مع مساعي اتحاد الكرة، لتعزيز المواصفات التقنية والبنيوية لدوري نجوم العراق للمحترفين في الموسم المقبل، ومن بينها فتح فرصة العمل أمام الجميع ومن مختلف الجنسيات.


نماذج ومحطات

ويضيف: “لقد اقترنت محطات المدربين الوافدين لاسيما (العرب) في دوري الكرة المحلي بالنجاح، وهناك محطات أخرى كان مصيرها الفشل، وخير دليل على ذلك لو تعقبنا أثر فريق الشرطة المتوج بلقب الدوري للموسم الحالي، لوجد المتخصص أن المدرب التونسي شهاب الليلي أخفق في بداية مشواره مع القيثارة، في حين نجح المصري مؤمن سليمان في تكملة المهمة لحين الظفر بالبطولة» .


تجارب مميزة

ويكمل: “صراحة توجد تجارب مميزة لبعض المدربين العرب من ناحية حصد الألقاب، على غرار السوري حسام السيد، والمصري محمد يوسف، وأخيرا مؤمن سليمان الأكثر نجاحا والذي حقق ثلاثة ألقاب في المسابقة العراقية مع ناديي الشرطة والقوة الجوية».


فكر متطور

ويؤكد النعيمي في معرض حديثه، أن “ظاهرة استقطاب المدربين الوافدين جديرة بالاهتمام وتحث إدارات الأندية على توظيفها بالشكل الأمثل؛ بعيدا عن التحسس أو التعصب أو تهميش أبناء المهنة من المحليين، لسبب بسيط هو أن مدربي العالم يقدمون رؤاهم ويكشفون عن أساليب لعبهم بشكل مفصل في وسائل الإعلام ويناظرون زملاءهم بالأفكار الحديثة؛ ولن يجد أحدهم أي إحراج إن تكلم عن الصعوبات التي واجهته والظروف التي دعته لاتباع نظام لعب معين دون آخر، أو أن يسهب بتفاصيل فلسفته في التدريب، فما بالك إن تحول هذا التباري إلى الأديم الأخضر واقترن بالعمل وتحدي الكفاءات المحلية العراقية.

 مختتما بالقول: “ هذا التلاقح سيسهم في ارتقاء الأفكار الخططية وتطوير مستوى المسابقة الكروية، وهي حالة صحية شريطة توفر ظروفها المثالية في جميع الأندية، وليس فقط مع الأندية الجماهيرية أو المؤسساتية التي تعرف بالغنية بسبب الدعم الحكومي والجهات الراعية لها».


ليست وليدة اليوم

بينما يرى علي البدراوي (كاتب صحفي) أن “المدرب الأجنبي له تجربة عريقة في أنديتنا المحلية، إذ بدأت منذ نهاية السبعينيات وأوائل الثمانينيات، وخصوصا مع ناديي القوة الجوية والجيش، ثم انقطعت هذه التجربة، وعادت مجددا في عام 2017، ممثلة بالبرازيلي ماركوس باكيتا مع نادي الشرطة - بالرغم من عدم استمراره في مهمته التدريبية- إذ يعد من ناحية السيرة الذاتية، أحد أفضل المدربين الأجانب الذين مروا على أنديتنا» .

تجربة لا بد منها

ويضيف الباحث والمهتم بالشأن الرياضي: “أنا مع وجود الطواقم الأجنبية أيا كانت جنسيتها، حتى لو كانت من الدرجة الثالثة أو الرابعة، لكن بشرط أن تكون من مدارس عالمية متطورة في علم التدريب».

 

أمر ضروري

ويختم، بالقول: “أصبح تواجد المدرب الأجنبي أمرا ضروريا ومهما جدا، بسبب اللوائح والشروط التي وضعها الاتحاد العراقي لكرة القدم، وطموحات الأندية بتطوير كرتها. فأصبح لزاما عليها البحث عن مدرب أجنبي يحقق لها الغرض المنشود؛ واستبعاد المدرب المحلي الذي بدت عقليته وفكره لا يصبان في تطور واقعها. ولهذا يجب خلق جيل جديد مواكب للمدارس الأجنبية وللعقلية الكروية الاحترافية، وملائم للتطورات الحديثة التي طرأت على منظومة 

كرة القدم العالمية».