نحن والأسياد

الرياضة 2024/09/03
...

خالد جاسم



معظم ولا أقول جميع منتخباتنا الأولمبية لاتزال بعيدة تماماً عن المستويات الآسيوية كما هي في حالة انحسار واضح وصريح عربياً لأسباب وعوامل عديدة ومعروفة من بينها سوء التخطيط المستقبلي وضعف القواعد لمعظم الألعاب الفرقية والجماعية وعدم الاهتمام بمسابقات الفئات العمرية والجفاف المزمن في منابع المواهب على صعيد الرياضة المدرسية وواقع الرياضة في الأندية والتي تشكل المادة الأولية والركيزة المهمة التي تستند عليها البطولات والمسابقات المحلية والتي يمكن من خلالها تشكيل المنتخبات الوطنية في مختلف الفعاليات الفرقية والفردية ولكل الأعمار . 

كذلك وعندما نستحضر تلك الصور الواقعية المؤلمة نشير إلى حقائق مهمة من بينها إننا لم نرسم آمالاً وردية ولم نطلق تكهنات عميقة التفاؤل بشأن ماسوف تعود به المنتخبات العراقية من دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة  طالما نمتلك الرؤى والتصورات الميدانية عن واقع تخلفنا عن المستويات الآسيوية من جهة وحاجتنا إلى جهود ليست اعتيادية من أجل تقليص المسافة الشاسعة التي تفصلنا عن ركب التطور الرياضي في القارة الصفراء من جهة ثانية كما نتمنى على الأخوة في الاتحادات المركزية التي سوف تزجُّ منتخباتها في الأسياد القادم في تايلند خلال تشرين الثاني المقبل عدم اختلاق التبريرات البعيدة منطقياً عن الواقع ورمي أسباب تواضع المستويات ولا أقول النتائج (التي هي أصلاً بائسة في تجاربنا الآسيوية السابقة ) على عوامل الضعف في الإعداد وقلة الخبرة وإلى غير ذلك من المسوِّغات التي وإن كان بعضها واقعياً وموضوعياً لكن علينا في الوقت ذاته  الاعتراف بعجزنا عن التخطيط السليم وافتقادنا إلى الوسائل الناجعة التي تضعنا في المسارات الصحيحة تماماً كافتقادنا إلى ثقافة 

الاعتذار ..الاعتذار عن المشاركة في محفل أو بطولة أو دورة نعلم مسبقاً أننا غير جديرين في التنافس فيها ..

والاعتذار للناس والجمهور عن فقر النتائج وضعف المستويات والتعهد بإعادة النظر في واقعنا والبحث عن أفضل الأساليب وأنجح الوسائل التي تختصر لنا الزمن وتوفر الأموال وترشيد أنفاقها في خلق قاعدة وأسس للبناء الصحيح وليس المشاركة لأجل اكتساب الاحتكاك والخبرة ومعرفة أين نحن وسط الآخرين وهي كلها شعارات تجميلية لوجه رياضي قبيح صنعنا ملامحه بأيدينا عن سابق إصرار وعجز صريح في العمل المنتج مع إننا نأمل خيراً في جملة الخطوات والإجراءات التي وضعها المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية العراقية والهادفة إلى وضع أسس وضوابط صارمة في قضية المشاركات الخارجية والسعي الحثيث من أجل بلورة مشاريع عملية ترتقي برياضات الإنجاز العالي وفي مقدمتها مشروع البطل الأولمبي .