دينيس ثومبسون
ترجمة: شيماء ميران
أجرت مؤسسة الصحة العقلية الأميركية للأطفال استطلاعاً جديداً للرأي عن قلق الآباء من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا على أطفالهم في المدارس، والتي قد تشكل عائقاً أمامهم في بناء علاقات صحية مجدية مع زملائهم في الصف ومعلميهم خلال العام الدراسي الجديد.
ووفقاً للدراسة، أشار خمسون بالمئة من الآباء إلى أن قضاء وقت كبير من اليوم في استخدام التكنولوجيا سيشكل التحدي الأكبر بالنسبة لأطفالهم في تكوين علاقات اجتماعية مع من حولهم.
وعند المقارنة وفقاً للاستطلاع، فإن ثلاثين بالمئة من الآباء يرون أن التنمر هو التحدي الأكبر لأبنائهم في تكوين العلاقات، واثنين وعشرين بالمئة أعربوا عن قلقهم من التأثير الاجتماعي المستمر للآباء. بينما أشار 19 بالمئة من المشتركين في الاستطلاع إلى أن أطفالهم يعانون كثيراً في تكوين علاقات وروابط مع الآخرين، لأنهم لا يرونهم مناسبين من ناحية العرق أو الثقافة أو المستوى المادي أو هويتهم الجنسية.
تقول «أريانا هويت»، الباحثة، والمديرة التنفيذية السريرية لمؤسسة صحة الأطفال العقلية، والطبيبة النفسية للأطفال في مستشفى الأطفال الوطني: «نحن ندرك أن التواصل والعلاقات تساعد على تعزيز الشعور بالانتماء، وعندما يشعر الأطفال بالانتماء لمدارسهم، سيكون أداؤهم أفضل من الناحية الأكاديمية، ويحيون على نحو صحي أكثر بشكل عام.
إن الانتماء هو ضرورة خاصة للتكيّف والتأقلم بالنسبة للأطفال المهاجرين. ليس بالضرورة أن تكون التكنولوجيا كلها جيدة أو سيئة، لكن ينبغي على الآباء الانتباه إلى العلامات التحذيرية في حال تأثر توازن علاقات الطفل الاجتماعية وتواصله بالعالم الحقيقي بسبب الاستخدام المفرط للتكنولوجيا
تتضمن أكبر المخاوف بين الأطفال ما له علاقة بالتكيف بنسبة 14 %، وتكوين علاقات صداقة جديدة بنسبة 17 %، والتعرض إلى التنمر أو التهميش بنسبة 13 %، وتكوين صداقات
جديدة في الرياضة والأنشطة اللامنهجية بنسبة 5.%.
تقول هويت: «المفرح أن المعلمين والآباء يمكنهم المساعدة في تعزيز مشاعر الانتماء لدى الأطفال. ومع ذلك علينا أن نأخذ بعين الاعتبار صعوبة الأمر بالنسبة للآباء من المهاجرين الذين يجهلون النظام المدرسي والثقافي».
ولأجل مساعدة الأطفال على التأقلم وضعت «هويت» مجموعة توصيات للآباء منها إيجاد مرشدين للاقتداء بالسلوك الإيجابي، وخاصة الأصدقاء والأسرة الذين واجهوا صعوبات مماثلة في المدرسة، والبحث عن بيئات تلائم الطفل ليتمكن من التأقلم معها مثل النوادي والمنظمات الثقافية، والاطمئنان على الطفل بانتظام لمعرفة ما يشعر به في المدرسة أو الأماكن الاجتماعية الأخرى.
كما يجب على الآباء الانتباه إلى العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن الوقت الذي يقضيه طفلهم على وسائل التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو وغيرها من التقنيات كثير، ومن هذه العلامات فقدان الاحساس بالوقت والتصرف كأنه مشغول أو مشتت، والعزلة والتهيج، وتغيّرات أنماط الأكل وفقدان النوم والنشاط البدني، وزيادة التركيز على المظهر وانخفاض الأداء المدرسي.
يونايتد برس أنترناشيون