بعد قرنٍ.. الدول الأفريقيَّة ستشكل ربع البشريَّة

علوم وتكنلوجيا 2024/09/19
...

 باندورا ديوار

 ترجمة: كريمة عبد النبي

بعد مرور سنتين على آخر إحصائية للنمو السكاني في العالم الذي وصل الى قرابة ثمانية مليارات في العام 2022، أظهرت دراسة جديدة أن عدد السكان على هذا الكوكب ينمو بصورة أسرع في بعض البلدان عن غيرها وكجزءٍ من الدراسات التي تقوم بها حكومة الولايات المتحدة، قدمت وكالة المخابرات المركزية (سي آي أي) آخر تحديث لمعدلات النمو السكانية في 236 دولة حول العالم.

وقد أظهرت تلك المعدلات أن 24 دولة من بين أسرع 25 دولة في نمو عدد السكان تقع في القارة الأفريقية.

وتشير إحصائيات الوكالة الى أنَّ جنوب السودان هو أسرع منطقة في نمو السكان حيث تصل نسبة النمو فيها الى (4.65) بالمئة سنوياً. وعلى العكس من هذه المنطقة تشهد الولايات المتحدة نمواً سكانياً يصل الى (0.67) بالمئة سنوياً.

ويتساءل تقرير مجلة نيوزويك عن السبب الذي يقف وراء هذه الطفرة في عدد السكان وكيف سيؤثر ذلك في السكان داخل الدول التي تعاني من هذا النمو السريع.وقالت شانون، إحدى موظفات قسم العلوم السياسية والاجتماعية في جامعة باث البريطانية: «يبقى معدل عدد الأطفال لكل سيدة في القارة الأفريقية،  أكثر من أربعة، لكنْ تختلف هذه النسبة بصورة كبيرة بين دولة وأخرى في هذه القارة بسبب معدلات الخصوبة التي تختلف من دولة الى أخرى حيث تصل الى اثنين من خمسة أشخاص، وهذا العدد الكبير من الأعمار الشابة سيتحول بالتأكيد الى قاعدة كبيرة من الطبقة الشابة العاملة التي يمكن لها أنْ تدفع بالنمو الاقتصادي والرفاهية الى الأمام».

وأضافت شانون» إنَّ هذه الظاهرة، أي الطبقة الشابة العاملة في القارة الأفريقية تعرف بـ «العائد الديموغرافي» التي يمكن للدول الأفريقية إذا ما أحسنت تسخيرها أنْ تعزز من خلالها النمو المطلوب لمواجهة أي تأثيرات سلبية للنمو السكاني».

ومن المؤكد أنَّ النمو الدراماتيكي للسكان في هذه البلدان سيشكل ضغطاً كبيراً على المجتمعات وعلى الأخص تلك البلدان التي تعاني بالفعل من هذه الظاهرة.

ومن خلال حديثها، ذكرت شانون أنَّ النمو السكاني قد يخلق العديد من المشكلات في مناطق معينة وعلى الأخص إذا ما تزامنت مع مشكلة التغير المناخي والصراعات الحالية التي يشهدها العالم.

وأضافت شانون «إنَّ عدد النازحين في الدول الأفريقية يشكل نصف عدد النازحين حول العالم بسبب الصراعات وأعمال العنف بالإضافة الى الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف التي تشهدها دول هذه القارة».

ومن خلال نظرة على المستقبل، تقول شانون إن معدلات الخصوبة في دول جنوب أفريقيا، شأنها شأن الدول الأخرى من العالم، آخذة بالهبوط على الرغم من أنَّ معدلات الولادة قد تستمر بمعدلات أعلى مقارنة بمناطق ودول أخرى من العالم؛ لأنَّ الأسر في الدول الأفريقية ترغب بأنْ يكونَ لديها عددٌ أكبر من الأطفال مقارنة بدول العالم في القارات الأخرى.

وفي وقت سابق، نشرت صحيفة النيويورك تايمز تقريراً عن مجموعة من الخبراء أشاروا فيه الى أنَّ القارة الأفريقية ستشهد تغيراً مذهلاً نتيجة التوقعات التي تشير الى أنَّ عدد سكان القارة الأفريقية سيصل الى مليارين ونصف المليار خلال الربع الثاني المقبل من هذا القرن، ما سيؤدي الى إعادة تشكيل علاقات دول هذه القارة بشكل جذري مع دول العالم.

وأشار تقرير الخبراء الى أنَّ الدول الأفريقية ستشكل ربع البشرية بعد قرن من الزمان بينما سيشكل شباب هذه القارة ثلث سكان العالم وبأعمار تتراوح بين 15 و24 عاماً بحسب توقعات الأمم المتحدة.

مجلة نيوزويك الأميركية