السوداني: العالم والمنطقة يمران بوقتٍ عصيب

الثانية والثالثة 2024/09/24
...

 بغداد: الصباح

واصل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لقاءاته في نيويورك بزعماء العالم ورؤساء المنظمات الدولية، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ79، مبيناً رؤية العراق وخططه في مجالات التنمية والاقتصاد والدبلوماسية والعلاقات المستقرة المنشودة مع جميع دول العالم. حيث استقبل السوداني، مساء أمس الاثنين بتوقيت بغداد، وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن، في مقر إقامته بنيويورك.
وجرى، خلال اللقاء، بحسب بيان لمكتبه تلقته "الصباح"  بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون المشترك، في مختلف المجالات، وكذلك مناقشة آخر التطورات التي تشهدها المنطقة، في ما يتعلق بالتصعيد الأخير في لبنان، إذ حثَّ رئيس الوزراء، على ضرورة بذل كل الجهود اللازمة لإخماد الحرب، ووقف العدوان المستمر في غزّة ولبنان، وهو ما يهدد بتوسعة الصراع في المنطقة وزعزعة الأمن الإقليمي والدولي.
وأكد السوداني، أن العالم والمنطقة يمرّان بوقت عصيب، وقد سبق للعراق أن حذّر مراراً من مغبّة نشوب حرب شاملة يمكن أن تندلع في أي وقت بسبب انعدام الحلول من جانب المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية، مؤكداً ضرورة قيام الأمم المتحدة بواجباتها ومسؤولياتها تجاه ما تتعرض له غزّة ولبنان من جرائم عدوانية تستهدف المدنيين، لاسيما النساء والأطفال.
وتطرق اللقاء، إلى مجالات التعاون الثنائي في قطّاع الطاقة، وكذلك مناقشة ملف التحالف الدولي وتواصل الحوارات لإنهاء تواجده في العراق، والانتقال إلى بناء علاقات تعاون ثنائية مع دول التحالف، في مختلف المجالات والقطاعات.
كما التقى رئيس الوزراء، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة / اليونيسيف، كاثرين راسل، وبحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، شهد اللقاء التباحث في قضايا وحقوق الطفولة والقوانين الدولية المتعلقة بها، والتقدم الذي حققه العراق بهذا المجال.
وحثَّ رئيس الوزراء "المنظمة الدولية على التعاون مع القطاع الخاص العراقي في مجال التربية والتعليم العالي"، مؤكداً "استعداد الجامعات العراقية الحكومية والأهلية للاستفادة القصوى من التعاون مع ا"ليونيسيف" بشتى المجالات المتاحة".
من جانبها، عبرت راسل، عن "تقديرها للقاء رئيس مجلس الوزراء، من أجل فتح مسارات عمل وشراكة أوسع بين العراق وبرامج المنظمة الدولية"، مبدية "ترحيبها واستعدادها لتلبية دعوته لها لزيارة العراق"، وذكرت أن "المنظمة سجّلت تطورات مهمة في جانب الأسرة والطفل بالعراق خلال عمل الحكومة الحالية".
والتقى رئيس الوزراء، أيضاً، الأمينة العامة لمنظمة التعاون الرقمي ديمة اليحيى، وقدم السوداني، في مستهلّ اللقاء، "شكره لسعي واهتمام ديمة اليحيى الجاد بانضمام العراق للمنظمة، الذي يمثل اهتماماً شخصياً له، بما يمكن أن تقدمه المنظمة من خبرات ومهارات وتدريب وتقنين قوانين، وقواعد لمجمل الأعمال الرقمية، وفي مقدمتها التجارة الرقمية وكيفية تفعيلها والاستفادة منها".
وبين السوداني، أنه "جرى تشكيل لجنة عليا للتحول الرقمي في العراق برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وستضع اللجنة ستراتيجية شاملة للأعمال الرقمية والذكاء الاصطناعي، تنسجم مع طموحات العراق والمتطلبات الدولية في مجال التحوّل الرقمي، موجهاً دعوة رسمية إلى اليحيى لزيارة العراق".
من جانبها، رحبت اليحيى "بموافقة العراق على الانضمام إلى منظمة التعاون الرقمي، حيث تتوفر خطط عمل وبرامج متعددة سترى النور قريباً في العراق بعد توقيعه على ميثاق المنظمة، وأكدت أن العراق سيكون من الدول المستفيدة بنقل المهارات والتدريب".
كما استقبل رئيس الوزراء بمقر إقامته في نيويورك، الأمينة التنفيذية للّجنة الاقتصادية والاجتماعية في غرب آسيا (الإسكوا/ESCWA) في منظمة الأمم المتحدة، رولا عبد الله دشتي.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أن "اللقاء شهد استعراض مجمل البرامج الحالية للمنظمة الدولية في مجالات الحماية الاجتماعية، والمياه، والبيئة، ومواجهة التغير المناخي، والمجالات التي يمكن فيها تنمية التعاون بين العراق والإسكوا، خاصة في دعم التحوّل الرقمي، والأمن السبراني، والذكاء الاصطناعي".
وثمّن السوداني، "جهود المنظمة الدولية خلال المرحلة السابقة"، مؤكداً أن "التجربة العراقية في الحماية الاجتماعية من التجارب الرائدة، إذ شهدت الانتقال من مرحلة تقديم الإعانات النقدية إلى منح الإعانات المشروطة لمعالجة الفقر متعدد الأبعاد، حيث اشتملت الحماية الاجتماعية على ما يقرب من 2.2 مليون أسرة، إلى جانب أهمية التعاون مع الإسكوا في إطار تحديث ستراتيجية التخفيف من الفقر المعتمدة، موضحاً سعي الحكومة إلى اعتماد قطاعات التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي، والاقتباس من أفضل التجارب لتنفيذها على المستوى الوطني".
وتطرّق السوداني، خلال اللقاء، إلى "سبل تفعيل التواصل مع المنظمة الدولية من خلال تعزيز حصّة العراق من الموظفين في الإسكوا، لاسيما أن العراق لديه خبرات فنية وتقنية مؤهِّلة، وبيّن ضرورة فتح آفاق التعاون في مجال تنفيذ التعداد السكّاني الذي سينفذ نهاية العام الحالي، إلى جانب تطوير البرامج الهادفة لتمكين المرأة اقتصادياً".
وطرح رئيس مجلس الوزراء "مسألة الأوضاع الإنسانية في غزّة التي تتعرض إلى عدوان مستمر منذ أشهر، ودور المنظمة الدولية، والإسكوا على وجه الخصوص في التخفيف من وطأة هذه الأوضاع على شعبنا الفلسطيني في عموم الأراضي المحتلة".
من جانبها  بيّنت دشتي "رغبة الإسكوا بتقديم الخبرات والدعم الفني في المجالات التنموية كافة، خاصة دعم برامج الحماية الاجتماعية العراقية لتكون جزءاً من مرحلة تحسين أوضاع المستفيدين منها، عبر الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في هذا المسار".
واستقبل رئيس الوزراء في مقرّ إقامته بنيويورك، رئيس جمهورية كينيا وليام روتو، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ودعم أطرها في مجالات عديدة، وسبل توطيد التعاون المشترك، وكل ما من شأنه أن يعزز مصالح شعبيهما، كما بحث الجانبان ملف العمالة الكينية في العراق.
وأشار رئيس الوزراء إلى "أسس العلاقة بين العراق وكينيا، التي تعود إلى عقود مضت"، مؤكداً على "ضرورة تعزيز التمثيل الدبلوماسي المتبادل، وتطوير مستوى الشراكة الاقتصادية المثمرة".
من جانبه، أثنى الرئيس الكيني على "الدور المحوري للعراق في المنطقة، وسعيه إلى تعزيز الأمن والاستقرار فيها، كما أبدى رغبة بلاده في بناء أفضل العلاقات بين البلدين الصديقين في المجالات الاقتصادية والتجارية".
كما استقبل السوداني، رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية رشاد محمد العليمي، وشهد اللقاء استعراض مجمل الأوضاع الداخلية في اليمن، والأوضاع الإقليمية المحيطة وتطوراتها وتأثيراتها في المنطقة.
وأشار السوداني، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي، إلى "عمق الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع العراق واليمن"، مؤكداً "حرص العراق على دعم استقرار اليمن، وأهمية إيجاد الحلول من خلال الحوار الداخلي، وتوفير الظروف الملائمة ليتمتع الشعب اليمني الشقيق بالازدهار والتنمية".
من جانبه، رحّب العليمي، "بإعادة تبادل فتح السفارات بين البلدين، وعدّها خطوة داعمة لتوثيق العلاقات الأخوية، ودعم التواصل بين الشعبين الشقيقين".
واستقبل السوداني، ليل أمس الأول الأحد بتوقيت بغداد، في مقرّ الأمم المتحدة بنيويورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولك تورك، وشهد اللقاء البحث في التطور النوعي الذي شهده ملفّ حقوق الإنسان في العراق.
وأكد السوداني، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي، أن "الحكومة تنظر إلى الاستعراض الدوري الشامل باعتباره آلية جوهرية في تعزيز وحماية حقوق الإنسان"، مشيراً إلى أنّ "العراق سيناقش تقريره الدوري الرابع في كانون الثاني من العام المقبل بعد أن صوت عليه في اجتماع مجلس الوزراء الأخير".
وشدد رئيس الوزراء، على "التزام العراق بمعايير حقوق الإنسان، كونه طرفاً في الاتفاقيات الدولية والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"، مثمناً "جهود فريق حقوق الإنسان العامل ضمن بعثة اليونامي في العراق، وسعة الإجراءات التي نفذتها الحكومة العراقية في حفظ حقوق الأقليات والأطياف من مكونات الشعب العراقي، وتقديم المساعدة لضحايا الإرهاب والنظام الدكتاتوري".
وبيّن السوداني، أنّ "العراق قد نجح في تأسيس تجربة ناجحة في مجال العدالة الانتقالية، كما مضت الحكومة في التأطير القانوني والتنفيذي لكل مبادئ حقوق الإنسان، وفق الدستور العراقي والمعايير العالمية المعتمدة".
من جانبه، أشار المفوض السامي إلى "رغبة المفوضية بفتح مكتب تمثيلي لها في العراق، من أجل رفع مستوى التعاون في مجال تطوير القدرات والتعاون الفني والاقتصادي والاجتماعي، وفي مجال البيئة".