العـــــراق يـنـعى حسن نصر الله

الثانية والثالثة 2024/09/29
...

 بغداد: محمد الأنصاري وشيماء رشيد ومهند عبد الوهاب

نعت المرجعية الدينية العليا والأوساط الرسمية والسياسية والشعبية أمس السبت، سيد المقاومة والقائد التاريخي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي استشهد بعدوان إجرامي غادر نفذه الكيان الصهيوني ببيروت، وفيما وجّه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بإعلان الحداد العام في جميع أنحاء العراق لثلاثة أيّام، تأبيناً لاستشهاد سماحة السيد حسن نصرالله ورفاقه، في العدوان الصهيوني الآثم، خرجت مسيرات عزاء في العاصمة بغداد والبصرة ومدن أخرى، تأبيناً للشهيد وتنديداً بالإجرام الصهيوني.

ووجّه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وزارة الداخلية، بالتنسيق مع السفارة اللبنانية في العراق، بمنح المواطنين اللبنانيين الراغبين بالمجيء إلى العراق، وثائق سفر سريعة للذين لا يمتلكون جوازات سفر؛ وذلك تعبيراً عن مساندة العراق ودعمه إلى لبنان وشعبه الشقيق في محنته والظروف الاستثنائية التي يمر بها.


بيانات رسمية

وقال السوداني في بيان نعي: إنه "في اعتداء آثم جديد، وجريمة تؤكد تعدي الكيان الصهيوني كلّ الخطوط الحمراء، ارتقى الأمين العام لحزب الله اللبناني سماحة السيّد حسن نصر الله، شهيداً على طريق الحق، لينال الحُسنى في الدنيا والآخرة، وسار على نهج الشهداء الأبطال الذين نذروا أنفسهم لقضية مواجهة الاحتلال الغاشم".

وأشار رئيس الوزراء، الى أنّ "الفعل الإجرامي الذي استهدف الضاحية الجنوبية يوم الجمعة؛ يعبر عن الرغبة المستهترة الساعية إلى توسعة الصراع، على حساب كل شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها"، وشدد أن "القضايا الكبرى، ومنها القضية الفلسطينية العادلة، ومواجهة لبنان الشقيق للاعتداءات الصهيونية المستمرة، كلها تؤكد بأن الشعوب هي التي ستنتصر في النهاية، على أرضها، وموطن تاريخها وتراثها".

وجدد السوداني، تحذيره وتأكيده بأن "على مسؤولو المنظمات الأممية والدولية، والدول العظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وكل الدول ذات النفوذ في المنطقة، ردع العدوان، ووقف الإبادة الجماعية العرقية للفلسطينيين التي مارسها الاحتلال منذ عشرات السنين، ويمارسها بفضاعة، منذ تشرين الأول الماضي بحق أهلنا في غزّة، وامتدت مؤخراً، لتحاول النيل من شعبنا اللبناني الشقيق فأمعن في القتل العشوائي حتى استشهد المئات من الأبرياء اللبنانيين في أيام قلائل"، متسائلاً: "فلمصلحة من يتسعُ العدوان؟".

وأكد، "موقف العراق المبدئي بالوقوف مع الشعبين الفلسطيني واللبناني"، وبيّن أن "هذا الموقف يستند إلى الشرعية الدولية وإلى المبادئ الإنسانية والأخلاقية التي تحتم نصرة الشعوب الشقيقة المتمسكة بأرضها ووجودها الحضاري".

وكان رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، قال في بيان: "نستنكر بأشد العبارات العدوان الذي يتعرّض له لبنان الشقيق والذي أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من المواطنين، وهو تطور خطير يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار في المنطقة". وأضاف، "إذ نؤكد وقوف العراق الى جانب أشقائه في لبنان وفلسطين، فإننا ندعو الى تعزيز التضامن الكامل مع الشعبين الشقيقين ونجدد مطالبتنا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية وبذل جهود سريعة وفاعلة لوقف الحرب ومنع المجازر بحق المدنيين".

كما أصدر، رئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي بياناً نعى فيه الشهيد نصر الله، وأكد أن "دماء سيد المقاومة وجميع الشهداء، هي امتداد لتضحيات الأنبياء والأئمة والصالحين في معارك الحق والباطل على مر الزمان، وهي تأكيد على عمق الإيمان والثبات والبصيرة التي تحلى بها قادتنا العظماء، حيث نال شهيد الأمة أرفع وسام كان يتمناه طوال مسيرته في قيادة حزب الله والتي استمرت نحو 30 عاماً قضاها في الجهاد والتضحية والمقاومة ووضوح الرؤية والهدف".

وعقد مجلس النواب أمس السبت جلسة خاصة برئاسة المندلاوي لمناقشة العدوان الآثم للكيان الصهيوني على الأراضي اللبنانية.

وفي مستهل الجلسة، تلا رئيس الجلسة، بياناً ذكر فيه أن مجلس النواب يستنكر الأعمال الإجرامية التي يمارسها الكيان الصهيوني وأسفرت عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى المدنيين في لبنان، وآخرها استشهاد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، مشيراً إلى أن هذه الأعمال الإجرامية تكشف عن وحشية هذا الكيان المغتصب، مشيداً بالموقف الرسمي للحكومة العراقية الذي جاء منسجماً مع تطلعات الشعب العراقي، مثمناً عالياً جهود المرجعية الدينية الرشيدة التي بادرت بتقديم الدعم الإنساني والمالي للشعب اللبناني في هذا الظرف الصعب، مبيناً أن حزب الله هو اليوم الحصن المنيع والبوابة الأساسية الذي تصدى للعدوان المستمر في الدفاع عن كرامة الأمة.



قضاء ووزراء

رئيس مجلس القضاء الأعلى، القاضي فائق زيدان، قال في بيان تعزية: إن "جريمة اغتيال السيد نصر الله جريمة بحق الإنسانية والشعوب والأمم، فلطالما كان السيد الفقيد نبراساً للمقاومة والنضال ضد المحتل الغاشم، وبرحيله فقدت ساحة الجهاد والمقاومة والكلمة الشجاعة الصادقة فارساً من فرسانها العظماء، حيث نشعر بفداحة هذه الخسارة، ونحن نعزي الأمة الإسلامية والشعب اللبناني الشقيق".

بدوره، قال رئيس المحكمة الاتحادية العليا، جاسم محمد عبود العميري، في بيان: إن "جريمة اغتيال السيد حسن نصر الله هو اغتيال لكل القيم الإنسانية"، وأضاف: "نعزي جميع العالم باستشهاده، حيث كان عظيماً في نضاله، كبيراً في شجاعته، مدوياً في شهادته".

وقدم وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، التعازي باستشهاد الأمين العام لحزب الله، وقال في بيان: "ها هو البطل المقدام الشجاع السيد حسن نصر الله يلتحق بقافلة الشهداء الأبرار محتسباً ليكون في جوار ربه ومع إمامه الحسين عليه السلام، كيف لا وهو الذي عشق الشهادة منذ أن خاض ميادين القتال وكان بحق أحد القادة الذين يفخر بهم التاريخ فقد عاش حياة الأبطال واستشهد وهو شامخ الرأس وسيبقى حياً مع الأحياء الذين عند ربهم يرزقون وفي ضمير الشرفاء".

وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي، قال في بيان: "نعزي الأمة الإسلامية المقاومـة بارتقاء فارسها وسيدها حـسـن نصـر الله الذي لبّى نداء ربه شهـيـداً صابراً شامخاً في مواجهة الاستكبار الصهـيـوني العالمي دفاعاً عن أرض لبــنان وفلــسـطين وشعبهما المجــاهــد".


شبكة الإعلام العراقي

وذكر بيان مشترك لمجلس أمناء ورئاسة شبكة الإعلام العراقي: "نتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة باستشهاد سيد المقاومة وأسدها السيد حسن نصر الله (طاب ثراه)، إثر قصف صهيوني غادر استهدفه وثلّة من المقاومين في الضاحية الجنوبية لبيروت"، وتابع، أنه "بإعلان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الحداد في عموم البلاد، فإننا في شبكة الإعلام العراقي نعلن الحداد ثلاثة أيام في جميع مديريات وأقسام الشبكة بهذا المصاب الجلل".


شخصيات دينية وسياسية

وعزى المرجع الديني الشيخ بشير النجفي، باستشهاد نصر الله، وقال مكتبه في بيان: إنه "ببالغ الألم والحزن ننعى إلى صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) فخر المجاهدين وسيّد المقاومة ‏حفيد سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) سماحة العلامة المجاهد السيد حسن نصر الله (قدس سره)". وأضاف، "نبارك لابن الزهراء (عليها السلام) نيله الشهادة التي كان يتمناها، والتي جاءت على يد أولاد ‏قتلة الأنبياء؛ ليلتحق بأجداده الأطهار والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً".

كما نعى زعيم التيار الوطني الشيعي السيد مقتدى الصدر، السيد نصر الله، وقال في تغريدة: "وداعاً يا رفيق درب المقاومة والممانعة"، وأردف قائلاً: "ونسأل الله تعالى أن يلتقي جميع المقاومين عند رسول الله ووصيه الإمام علي وحفيده الإمام الحسين صلوات الله عليهم". وتابع الصدر: "كفّيت ووفّيت (يا نصر الله)... عشت شامخاً وذهبت شهيداً شامخاً أنت ومن معك". من جانبه، أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، أن الأمين العام للمقاومة الإسلامية حزب الله في لبنان السيد الشهيد حسن نصر الله "ألحق بالصهاينة مرَّ الهزائم وصنع الانتصارات التي لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً، وحطم أسطورة جيش الكيان الغاصب، وصنع جيلاً من المقاومين لا يقهر، وها هو يلتحق بالشهداء منهم، ليكون معهم تحت خيمة جده الإمام الحسين (عليه السلام)". أمين عام منظمة بدر، هادي العامري، أكد في بيان نعي، "لقد وفّى السيد الشهيد بعهده طوال ثلاثة عقود من الجهاد البطولي لأجل دينه وأمته، ثم توَّج مسيرته بهذا التألق الفريد وهو يلتحق بموكب أجداده الطاهرين، فهنيئاً له الشهادة".  أما الأمين العام لحركة النجباء، الشيخ أكرم الكعبي، فقال مخاطباً السيد الشهيد: "أبا هادي إن دمك الطاهر الذي أريق لنصرة دين جدك سيكون النار المتقدة التي ستنهي الجبروت والطغيان"، وأكمل، "فقدناك قائداً ومقاوماً وشجاعاً جسوراً وأخاً وصديقاً وعالماً وفقيهاً ومجاهداً ومدرسة وتاريخاً". وفي بيان نعي آخر، قال رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم: إنه "إذ نحتسب هذا الرجل الأبي المدافع عن مبدأ الحق المبين شهيداً في مقعد صدق عند مليك مقتدر، نؤكد للكيان الصهيوني، بأن هذه الأمة التي تستمد العزم من إمامها الشهيد الحسين (عليه السلام) أمة حية لاتموت ولايثنيها القتل (فالقتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشّهادة)، معلنة استمرار طريق المقاومة حتى تحقيق إحدى الحُسنيين، النصر أو الشهادة".



قوى وأحزاب

وأصدرت القوى السياسية في البلاد، بيانات نعي بالمناسبة الأليمة، وأكد الإطار التنسيقي أن الشهيد نصر الله أرعب أعداء الإسلام، وقال في بيان: "لقد مثّل السيد نصر الله مقدمة الرفض وعلامته الفارقة فلم يكل ولم يمل لحظة في مجاهدة العدو وعينه ترقب اليوم الذي يتخلص فيه القدس الشريف من دنس المحتلين المغتصبين".

وفي بيان تعزيته، ذكر حزب الدعوة الإسلامية، أن "الشهادة أمنية المجاهدين ووسام الأبطال وخاتمة مسيرة الأحرار في الحياة، وإذ تفقد ساحة الجهاد والمقاومة والكلمة الشجاعة الصادقة فارساً من فرسانها العظماء، حيث نشعر بفداحة هذه الخسارة.. ولكن المسيرة الربانية والحسينية والجهادية لحزب الله والتي أنجبت هؤلاء الشهداء قادرة على أن تسد الفراغ برجال لا تأخذهم في الحق لومة لائم".

كتلة دولة القانون النيابية، أكدت في بيان، أن عصابات الإرهاب الصهيونية ارتكبت جريمة كبرى باغتيالها سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله ليرتقي شهيداً سعيداً ليكون قائداً لكل مقاوم في العالم بعد شهادته، وأشارت إلى، أن "هذا التمادي والعدوان من قبل الكيان الصهيوني يعد تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء وأن هذا الفعل الشنيع لن يمر عابراً على ضمير هذه الأمة".

من جانبه، قال رئيس كتلة تحالف قوى الدولة، فالح الساري: "لقد كان السيد حسن نصر الله رمزاً للمقاومة والصمود وقائداً شجاعاً، قاد مسيرة النضال ضد الاحتلال والعدوان لأكثر من ثلاثة عقود، محققاً انتصارات عظيمة في سبيل تحرير الأرض والدفاع عن كرامة الأمة".

ونعى ديوان الوقف السني، الشهيد نصر الله، وذكر في بيان، "نحن إذ نعزي بهذا الفقد الأليم نستذكر مسيرة الراحل التي قضاها في نشر المقاومة ومناهضة الاحتلال الصهيوني، طيلة عقود من الزمن برفقة إخوته وأقرانه".

وذكر تحالف العزم، في بيان: "فقدت الأمة باستشهاد السيد حسن نصر الله، قائداً شجاعاً ومجاهداً عظيماً، نتيجة لضربة صهيونية إرهابية غادرة".

وفي بيانه، ذكر المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، أن "التاريخ والأجيال سيخلدان ذكر الشهيد القائد، ومآثره البطولية في مواجهة الكيان الصهيوني وحماية لبنان والدفاع عن فلسطين ونصرة غزة ومساندة العراق في حربه ضد داعش وبكل مواقفه النبيلة الشجاعة، التي مثلت مدرسة لكل الأجيال وأحرار العالم، يستلهمون منها إرادة التحدي وبسالة المواجهة وروح الإيثار".


مواقف برلمانية

أعضاء مجلس النواب العراقي، أكدوا دعمهم الكامل للمقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وذلك بعد استشهاد سيد المقاومة

حسن نصر الله. 

وقال عضو المجلس وليد السهلاني لـ"الصباح": "حسن نصر الله المجاهد قدم حياته في سبيل قضيته والمبادئ التي آمن بها، وكان رمزاً للحرية ورفض الظلم والاستبداد. هذه رسالة لكل الأحرار في العالم الذين يناضلون من أجل الحرية ورفض القمع". وأضاف أن "نصر الله كان الشعلة التي أوقدت ضمير الأمة الإنسانية والإسلامية، وسيظل مصدر إلهام لكل من يقاوم الاستبداد". 

عضو مجلس النواب باسم الغرابي، قال لـ"الصباح": إن "المقاومة اللبنانية أثبتت صمودها رغم التحديات القاسية"، موضحاً أن "الشعب العراقي يقف بجانب الشعب اللبناني، ولن يتخلى عن هذا الموقف". 

رئيس كتلة "تجمع الفاو زاخو" النيابية عامر عبد الجبار، قال لـ"الصباح": "رغم أن أمر استشهاد السيد حسن نصر الله فاجعة، ولكن من الممكن أن يكون منطلقاً لمقاومة الكيان المحتل، ولعل الكثير من المواقف العربية تتغير وتراجع نفسها".