السوداني يؤكد الموقف الراسخ بدعم لبنان
![...](/uploads/posts/2024-09/1727643891_03.jpg)
بغداد: شيماء رشيد ومهند عبد الوهاب
جدد العراق أمس الأحد، موقفه المبدئي الراسخ في دعم لبنان الشقيق في المحنة التي يواجهها، فبينما دانت رئاسة الجمهورية العدوان الصهيوني الذي تمثل باستشهاد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ومئات من الشعب اللبناني الشقيق، فقد وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمس الأحد بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية.
وقال رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد في بيان تلقته "الصباح": ندين بشدة اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله، معربين عن عميق التعازي والمواساة إلى الشعب اللبناني، وعائلته ومحبيه بهذا المصاب الجلل، ونُجدد إدانتنا واستنكارنا الشديدين للعدوان الآثم على الشعب اللبناني الشقيق، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة المئات وهجرة الآلاف من منازلهم ومناطقهم وسط صمت المجتمع الدولي.
وأكد رئيس الجمهورية، أن العمل الفوري من جانب المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان هو ضرورة ملحَّة لإنهاء الحرب على الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، ومنع التصعيد ومحاولات توسيع الحرب نحو مديات أوسع قد تجر المنطقة إلى الفوضى.
في غضون ذلك، أجرى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الأحد، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي. وقدم السوداني خلال الاتصال، تعازيّ العراق، حكومة وشعباً، باستشهاد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله ورفاقه، خلال العدوان الصهيوني الآثم الذي استهدف بيروت.
وبحسب بيان لمكتبه الإعلامي، جدد رئيس الوزراء، موقف العراق الثابت والمبدئي بدعم لبنان والوقوف معه، واستمرار العراق بتقديم جميع المساعدات التي يحتاجها الشعب اللبناني الشقيق، مشدداً على ضرورة تنسيق الجهود العربية والإسلامية من أجل إيقاف الاعتداءات الصهيونية المستمرة التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها.
كما استقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الأحد، السفير اللبناني لدى العراق علي الحبحاب، حيث جدد السوداني تعازيه للحكومة والشعب اللبنانيين، في استشهاد الأمين العام لحزب الله اللبناني سماحة السيد حسن نصرالله رحمه الله.
وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أنّ الموقف العراقي الثابت والمبدئي، إلى جانب لبنان في محنته، ينطلق من وشائج تربط الشعبين الشقيقين، ومن عدالة القضية التي يدافع فيها كل اللبنانيين عن أرضهم.
وأشار السوداني، إلى مواصلة العراق تقديم المساعدات الضرورية والإنسانية التي تدعم صمود الشعب اللبناني، وهو مستمر في استقبال المواطنين اللبنانيين من الذين اضطرّتهم الظروف إلى مغادرة بلادهم، كما سيواصل العراق جهوده في جميع المحافل الدولية في دعم مساعي لبنان وتحركاته الأممية لإيقاف الحرب، وتعزيز مساعي رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على هذا المسار. يذكر أن رئيس الوزراء قرر إرجاء زيارته الرسمية المقررة إلى المملكة المتحدة مطلع شهر تشرين الأول القادم، إلى وقت لاحق؛ نتيجة تطورات الأحداث الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية. وفقاً لبيان اصدره مكتب السوداني.
وفي خطوة إنسانية تعكس موقف العراق الثابت تجاه الأزمات الإقليمية، أعلنت الحكومة العراقية عن استعدادها لاستيعاب الطلبة النازحين من لبنان في المدارس العراقية، في حال استدعت الظروف ذلك. يأتي هذا القرار في ظل الأحداث الأخيرة التي يشهدها لبنان، حيث أكد المسؤولون العراقيون الالتزام بالوقوف إلى جانب الأشقاء في الأزمات الإنسانية.
عضو لجنة التربية النيابية، طعمة اللهيبي، أوضح في حديث لـ"الصباح"، أن "استقبال الطلبة النازحين من لبنان يُعد موقفاً إنسانياً بامتياز"، مشيراً، إلى أن "العراق مشهود له بالجود والكرم عبر تاريخه"، وبيّن أن "وزير التربية العراقي وجّه باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لاستقبال النازحين من الطلاب، إذا ما تطورت الأوضاع في لبنان".
وأشار اللهيبي، إلى أن "الحكومة لا تتوقع أن تكون أعداد النازحين كبيرة، إلا أن وزارة التربية مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية في حال ازدياد الأعداد"، وأضاف أن "هناك طاقة استيعابية كافية لاستقبال هؤلاء الطلاب"، مؤكداً أن "لجنة التربية ستقف جنباً إلى جنب مع وزارة التربية لإيجاد الحلول المناسبة".
وأكدت لجنة التربية النيابية، أنها تدعم قرار الحكومة ووزارة التربية في عدم التخلي عن هؤلاء الطلاب، مشيرة إلى أن "الجهود ستتواصل على أعلى المستويات لضمان توفير التعليم الملائم للنازحين وضمان مستقبلهم الأكاديمي.".
من جانبه، شدد عضو مجلس النواب محمد البلداوي، على أن "الأحداث الجارية في لبنان والمنطقة بشكل عام تشكل تهديداً لأمن واستقرار المنطقة بأسرها"، مؤكداً دعم مجلس النواب للحكومة ومواقفها المساندة للبنان وغزة وسوريا.
وكانت وزارة التربية، أعلنت أمس الأحد، عن ضوابط وتعليمات استقبال الطلبة اللبنانيين في المدارس العراقية.
وقالت الوزارة في بيان تلقته "الصباح": إنه "بعد توجيه وزير التربية بتسهيل قبول التلاميذ والطلبة اللبنانيين النازحين في المدارس العراقية وإبداء المساعدة وتبسيط الإجراءات أمام دراستهم، أصدرت المديرية العامة للتقويم والامتحانات ضوابط وتعليمات تأمين استقبال الطلبة في المؤسسات التربوية".
رئيس كتلة "العقد الوطني" النيابية عبد الأمير المياحي، بين لـ"الصباح"، أنه "بعد الاعتداء على لبنان الشقيق من قبل العدو الصهيوني، بدأنا بتقديم الدعم وتوفير الإمدادات الإنسانية للشعب اللبناني، ونحن جاهزون لإمداده بالدعم المادي والمعنوي والشخصي، وسنكون في مقدمة الركب بالذهاب لدعم الشعبين الفلسطيني
واللبناني".
وأكد، أن "توجيهات المرجعية الرشيدة واضحة بدعوة كل من يستطيع توفير الدعم للشعب اللبناني على المستويين العام والخاص، ونحن في مجلس النواب جاهزون لتطبيق هذه التوجيهات تعبيراً عن مطالب أبناء الشعب العراقي، ومستعدون للذهاب لدعم إخواننا في فلسطين ولبنان حتى في المواقع الميدانية".
من جانبه، قال عضو كتلة دولة القانون، عارف الحمامي لـ"الصباح": إن "العراق مستعد دائماً للدفاع عن المقدسات، إضافة إلى الاستعداد الكامل لتوفير الدعم للنازحين من أبناء الشعب اللبناني المتضررين من الحرب التي يشنُّها العدو الصهيوني على لبنان".
وأوضح، أن "مساعدة الشعب اللبناني أصبحت من الواجبات المهمة والضرورية، إضافة إلى أنها تعتبر عن مساندة ووقفة مشرفة للشعب العراقي مع الشعب اللبناني، وهذا يدل على استعداده الكامل للمساعدة والدفاع والقتال مع الشعب اللبناني ضد الكيان الصهيوني الغاصب".