السوداني يهاتف بري ويؤكد دعم صمود الشعب اللبناني

الثانية والثالثة 2024/10/01
...

 بغداد: هدى العزاوي وشيماء رشيد ومهند عبد الوهاب

بينما تتواصل قوافل الإغاثة والمساعدات العراقية للأشقاء في لبنان، أجرى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الاثنين، اتصالاً هاتفياً مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي، جدد خلاله التعازي للبنان، في استشهاد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله ورفاقه.

وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أن الاتصال الهاتفي شهد البحث في آخر التطوّرات بالمنطقة، والجهود العربية والإقليمية والدولية المبذولة لوقف العدوان الوحشي الصهيوني على لبنان الشقيق، وحرب الإبادة الجماعية التي تشنُّ على غزّة.

وأكد السوداني، بحسب البيان، موقف العراق الداعم لهذه الجهود، وكل ما من شأنه أن يوقف الحرب، وتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة، مُجدداً المُضي بدعم الشعب اللبناني في صموده ومحنته، بكل الوسائل الإنسانية والخدمية التي تمكِّنه من تجاوز آثار الحرب والدمار، وتعزز تلاحم أبنائه إزاء الأخطار والعدوان.

وأشار رئيس الوزراء، إلى أهمية أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره الإنساني والقانوني المسؤول عن منع استمرار العدوان، فضلاً عن دور المؤسسات الأممية والدول الكبرى في حفظ دماء الشعوب وحمايتها.


ناطق حكومي

إلى ذلك، قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي: إن "‏الحكومة العراقية اتخذت خطوات عديدة لدعم لبنان، لاسيما منذ 7 تشرين الأول الماضي، منها تزويد لبنان بالوقود شهرياً، ما ساهم في استمرارية عمل المؤسسات اللبنانية كالمستشفيات والمدارس".

وأضاف العوادي، في حديث لوكالة الأنباء العراقية "واع"، أن "العراق لم يتردد بتقديم الوقود والطاقة إلى لبنان ومستمر بهذا النهج، فضلاً عن الإغاثات والمساعدات الطبية، إذ تم إرسال الوجبة الخامسة من المساعدات وبواقع 75 طناً".

وأشار، إلى أن "العراق من أوائل الدول التي قدمت مبادرات بعد أحداث تفجير أجهزة الاتصال في لبنان، إذ تم إرسال 5 شحنات وبواقع مئات الأطنان من المواد الإغاثية والتي تنوعت ما بين أدوية ومواد غذائية وملابس". وأردف: "مستمرون بتقديم مواد الإغاثة إلى لبنان خلال الفترة الحالية والقادمة"، لافتاً إلى "دور العراق السياسي الكبير من خلال زيارة رئيس الوزراء الأخيرة إلى نيويورك حيث ألقى الحدث اللبناني بظلاله".

وتابع الناطق الحكومي، أن "اللقاءات الثلاثين التي أجراها رئيس الوزراء على مدى ستة أيام الماضية كانت الأزمة الفلسطينية واللبنانية حاضرة فيها، حيث مارس رئيس الوزراء ضغوطاً كبيرة على ضيوفه بالإضافة إلى كلمته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بهذا الصدد"، مؤكداً، أنه "بعد وقف الحرب في لبنان سيكون للعراق دور كبير في إعماره".

وعن رؤية الحكومة العراقية، إزاء الأزمة اللبنانية نوّه العوادي، بأن "المجتمع الدولي هو الوحيد القادر على إيقاف هذه الحرب، واستخدام منافذ القوة للضغط على الكيان الصهيوني".


مجالس عزاء

وأقام مجلس النواب أمس الاثنين، مجلس عزاء على روح السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ورفاقه الأبطال، بحضور عدد من قادة القوى السياسية، ورؤساء الكتل النيابية، وأعضاء المجلس، والمسؤولين الحكوميين، والسفير اللبناني لدى العراق.

وأقامت السفارة اللبنانية في بغداد أمس الاثنين، مجلس عزاء على روح السيد الشهيد حسن نصر الله، وذلك في مسجد الزوية بمنطقة الجادرية في بغداد.


دعم برلماني

في غضون ذلك، أكد مجلس النواب مواصلة دعمه للبنان في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تشهدها البلاد. عضو المجلس محمد الخفاجي، اشار إلى أن "لبنان يمر بأزمة مأساوية، حيث يتعرض الشعب اللبناني لمجازر مستمرة وسط تخاذل دولي وإقليمي عن التدخل لوقف هذه الانتهاكات".

وقال الخفاجي، في حديث لـ"الصباح": "يمر لبنان بأوضاع أقل ما يقال عنها مأساة، حيث يتعرض لمجازر بحق المدنيين على يد الكيان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة، إضافة إلى صمت وتخاذل بعض المؤسسات والمنظمات التي يُفترض بها أن تتحرك لوقف هذا النزيف."

وأوضح الخفاجي، أن "موقف العراق، سواء على المستوى الشعبي أو الحكومي، كان مشرفاً في تقديم المساعدات الإنسانية التي تهدف إلى التخفيف من معاناة الشعب اللبناني"، وأكد استمرار هذا الدعم، قائلاً: "العراق يواصل دعمه الإنساني للبنان، وهناك تحركات دبلوماسية مستمرة من قبل الحكومة العراقية للضغط على المجتمع الدولي لوقف هذه الهجمات بشتى الوسائل."

ورغم الجهود العراقية المبذولة، أشار الخفاجي إلى "وجود تقاعس عربي واضح في اتخاذ موقف حازم تجاه ما يجري في لبنان، وهو ما يزيد من معاناة الشعب اللبناني ويفاقم الأزمة".

عضو مجلس النواب، زينب الخزرجي، قالت من جانبها لـ"الصباح": إن "تقديم المساعدات للبنان واجب وطني وإنساني، وعلى ذلك أكدت المرجعية الرشيدة، لأن الشعب اللبناني الشقيق يستحق كل الحب والاحترام وعلينا جميعاً الوقوف إلى جانبه".

وأكدت، أن "دعم الشعب اللبناني مستمر والمساعدات مازالت تذهب بالتتابع إلى لبنان لسد حاجة النازحين من أبناء الشعب اللبناني الشقيق، وإننا كعراقيين مستعدون للمشاركة الواقعية في الدفاع عن فلسطين إضافة إلى توفير كل متطلبات الشعب اللبناني".

ودعت الخزرجي، الحكومة إلى  "تقديم كل المساعدات المتوفرة، لأنها ثورة ضد الظلم والإجرام الصهيوني الغاصب للحق العربي وفلسطين المغتصبة، والعراق يقف مع لبنان بكل طاقته وما توفر له من إمكانيات".


حملات الإغاثة

في غضون ذلك، أعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي بالتعاون مع العتبة العباسية، أمس الاثنين، إرسال 40 شاحنة من المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية إلى بيروت.

وقالت الجمعية في بيان: "قام الهلال الأحمر العراقي بالتعاون مع العتبة العباسية بإرسال 40 شاحنة محملة بمواد غذائية وإغاثية وطبية إلى بيروت عن طريق سوريا"، وأضاف البيان، أن "الهلال الأحمر العراقي قام بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر اللبناني لإدخال المواد الغذائية والإغاثية والطبية إلى بيروت".

ولفت الهلال الأحمر العراقي، إلى "استمراره بالتنسيق مع الحكومة العراقية والجهات الساندة بجمع المساعدات الغذائية والإغاثية بغية إرسالها إلى الشعب اللبناني".

في المقابل، شكا عدد من أصحاب حملات الإغاثة؛ من المعوِّقات التي تقف حائلاً أمام إيصال المواد الغذائية والتحويلات المالية إلى الشعب اللبناني. 

مسؤول "مبادرة حملة إغاثة الشعب اللبناني" محمد هادي، أوضح في حديث لـ"الصباح"، أن "هناك صعوبات ومعوقات تقف حائلاً أمام إيصال 20 طناً من المواد الغذائية إلى الشعب اللبناني بعد قطع السبل الجوية ومنع النزول في مطار بيروت، فضلاً عن بعض التحذيرات على أرض الواقع التي تواجه شركات الشحن البرية الخاصة في إيصال المؤن بعد تبرع أصحاب الشركات الناقلة الخاصة بإيصالها، فقد كشف أكثرهم عن صعوبة الدخول عن طريق الحدود السورية اللبنانية".

وأكد هادي، أن "شركات الطيران اللبنانية لا تستطيع إيصال مواد الإغاثة كونها تقتصر على نقل المسافرين وأمتعتهم الشخصية"، مشيراً إلى أن "التبرعات السابقة مازالت عالقة ولربما لم تصل إلى سوريا"، وأوضح "أننا اليوم نفكر بطريقة أخرى بجمع التبرعات المالية التي أيضاً تواجه مشكلة نتيجة عدم وجود حوّالات إلى لبنان ونسعى إلى إيصالها بشكل شخصي، ولقد وردتنا الكثير من الاتصالات من العراق وجمعيات الإغاثة في لبنان كمنطقتي زحلة وطرابلس  في ظل اشتداد الضربات على جنوب لبنان التي يبلغ عدد سكانها ما يقارب مليوناً و700 ألف نسمة، فهؤلاء الأشقاء ومن في الضاحية الجنوبية جميعهم نزحوا بشكل كامل، ومبادرة الإغاثة العراقية مستمرة في ظل الحصار غير المعلن".