د .عدنان لفتة
حق طبيعي أن ينتقد المتابعون تشكيلة المنتخب الوطني لمباراتي فلسطين وكوريا الجنوبية، برسم تصفيات كأس العالم 2026، فالحرص يهيمن على الجميع كي يكون منتخبنا بأفضل تشكيلة قوية مليئة بالكفاءات.
الأسماء التي يعترض البعض على وجودها في التشكيلة، أو يقترح ضمها وإضافتها للفريق، وجهات نظر محترمة، لكن لا أثر لها واقعا ولن تغير شيئا من قناعات المدرب كاساس، فهو قد اختار 26 لاعبا، وهو المسؤول عن خياراته، ونحن سنتولى تقييم أداء تلك الأسماء بعد انتهاء كل مباراة، لكي يدلل كل لاعب على قيمته الفنية وصحة رأي المدرب بدعوته أو عدم دقة الاختيار.
الوقت الآن هو للدعم وتوفير البيئة المناسبة للمدرب ولاعبيه، كي يعملوا ويستعدوا ونحن على مسافة أسبوع واحد من مباراتنا الثالثة في التصفيات.
طموحاتنا تتصاعد من جولة إلى أخرى بأن نكسب أكبر عدد من النقاط، ولا نفقد منها إلا القليل عبر بوابة التعادل في المباريات المقامة خارج ملعبنا، أما في البصرة فلا نقبل التفريط بأية نقطة، ويجب أن نبذل كل جهودنا لضمان الفوز في مبارياتنا الأربع المتبقية، وهي الركيزة الأساسية التي نبني عليها طموحات التأهل المباشر عن مجموعتنا بعون الله.
كاساس لجأ إلى تغيير واحد بين الحراس المستدعين، تمثل في إعادة الحارس فهد طالب بدلا من الحارس علي كاظم، عملا على تأمين وجود حارس يملك الخبرة الكافية في حال مشاركته بديلا للحارس الدولي الكبير جلال حسن، تحسبا لأي طارئ يحدث في المباراتين، وليس في ذلك إقلال من قيمة وجودة الحارس كاظم بل لأن الظروف تفرض بعض التغييرات الواجب الإيفاء بها.
خط الدفاع لم يشهد أي تغييرات، وبقي لاعبوه بنفس الأسماء، حرصا من المدرب على تماسك هذا الخط وقوته التي تحفظ لنا عدم اهتزاز شباكنا وتوفير الساتر المتين أمام المرمى العراقي. وبرغم حرمان المدافع ريبين سولاقا من مباراة فلسطين، إلا أنه أبقاه ضمن الفريق للحاجة إليه في مباراة كوريا الجنوبية.
الجدل يتركز دوما على خط الوسط الذي يضم أفضل مجموعة في فريقنا، وقد شهدت التشكيلة الجديدة غيابا مؤقتا للاعبين زيدان إقبال ودانيللو السعيد نتيجة إصابتهما، فعمل المدرب على دعوة أحمد ياسين لما يملكه من خبرة ميدانية، كما أعاد دعوة منتظر ماجد تعويضا لدانييللو، والاسم الوحيد الجديد بين الأسماء هو لوكاس شيلمون الذي يأمل المدرب الإفادة من قدراته كأحد الإضافات المهمة.
الاعتراضات تصاعدت حول أسباب عدم دعوة لاعب النجف محمد قاسم وزميله لاعب الزوراء حسن قوقية، وهما يستحقان فعلا التواجد في التشكيلة الدولية، لكننا نعرف أن دعوات المدرب قائمة على الواجبات داخل الميدان، وما يحتاج إليه من أدوات تنفيذ فيه.
إصابة أيمن حسين لم تمنع المدرب من دعوته لقيمته الفنية هدافا للفريق لا غنى عنه، ومسألة مشاركته في المباراتين ستظهر من تطورات وضعه الصحي وتعافيه بإذن الله.
داعمون لمنتخبنا الوطني، وواثقون من رجاله الذين نتمنى جميعا أن يكونوا في أفضل صورهم بمواجهتي فلسطين وكوريا. هي أوقات تاريخية في الطريق إلى المونديال، لا بد من أن يكون كل لاعب فيها حريصا، مثابرا، كفوءا، قادرا على تقديم كل الإضافة، ويستثمر كل دقيقة من مشاركته لرفع شأن بلدنا ومنتخبنا في أهم مباريات حياته.