الناطق الحكومي: اعتماد توجيهات المرجعية في التعامل مع أحداث غزة ولبنان

الثانية والثالثة 2024/10/06
...

 بغداد: حازم محمد حبيب وشيماء رشيد ومهند عبد الوهاب / البصرة: سعد السماك

أفاد المتحدث الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي، بأن الحكومة وجميع أجهزتها التنفيذية وضعت نصب عينها توجيهات وبيانات المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف في التعامل مع الأحداث المؤلمة الجارية في غزة ولبنان جرَّاء العدوان الصهيوني، مبيناً أن الحكومة وعبر قنواتها الدبلوماسية في حراك متواصل مع المنظومة الغربية لإيقاف نزيف الدم في المنطقة.

وقال العوادي في حديث لـ"الصباح": إن "كلمات وبيانات وتوجيهات المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، كانت وستبقى خارطة طريق لتعامل الحكومة العراقية مع الأحداث المؤلمة جرَّاء العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة والشعب اللبناني الشقيقين، وأن تلك التوجيهات والبيانات هي الأساس في تحركنا داخلياً وخارجياً لإيقاف المأساة".
وأوضح، أن "الحكومة وعبر قنواتها الدبلوماسية كثَّفت من التواصل مع المنظومة الغربية، وحثِّها على مضاعفة جهودها في إيجاد حلٍّ سريع لإيقاف إطلاق النار في غزة ولبنان، أو إبقاء التصعيد ضمن نطاق قواعد الاشتباك المتعارفة وإيقاف انتهاك الكيان الصهيوني لكل المواثيق باستهداف المدنيين من نساء وأطفال وبنايات سكنية وخدمية".
وأشار العوادي، إلى أنه "جنباً إلى جنب ما ذكر، تكثِّف الحكومة العراقية برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني جهودها في التواصل مع الزعماء العرب في المنظومة الخليجية ومصر والأردن، وتفعيل أسس التضامن العربي في الاتفاق على مضاعفة الجهود العربية المشتركة أو المنفردة في إبعاد شبح الحرب عن المنطقة وضمان حقوق الشعبين اللبناني والفلسطيني"، وكأمثلة على ذللك، قال الناطق الحكومي: إنه "جرى التواصل المستمر مع القيادات اللبنانية العليا لتبادل وجهات النظر والمساعدة في تحقيق ما يلزم لبنان في مجالات متعددة، وكذلك أجرى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اتصالات برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي والاتصال برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، واللقاء مع السفير اللبناني واللقاءات المستمرة مع لجنة الإغاثة لغزة ولبنان"، مشيراً إلى "صدور عدة قرارات من مجلس الوزراء بخصوص دعم الأشقاء اللبنانيين".
وأضاف، أن "الحكومة كثَّفت التواصل الداخلي مع القيادات العليا في البلد ضمن نطاق الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة وإقليم كردستان، والعمل على صياغة معادلة وطنية داخلية صُلبة تحمي العراق من الانزلاق إلى خطر الحرب، كما جرت لقاءات منفردة مع مختلف الأطراف".
وأشار إلى، "تواصل السوداني مع مختلف الأطراف الداخلية المعنية، والاتفاق على تحصين الجبهة الداخلية والتمترس خلف إرادة الدولة الوطنية الجامعة لكل العراقيين بقرار وطني موحد يعكس وحدة العراق أمام الأزمات والتحديات الخارجية".
وضمن الحراك الحكومي مع اندلاع الأزمة الأخيرة بسبب التعنُّت الصهيوني المجرم، نوّه العوادي بـ"تكثيف جهود التواصل الإقليمي مع الدول المؤثرة، وطرح استعداد العراق للعب أي دور يمكن أن يساعد على خفض التصعيد وتحقيق وقف لإطلاق النار، وبيان حساسية الوضع العراقي الداخلي وضرورة الحفاظ على استقراره".

مهاجرون أشقاء

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، أمس السبت، استقبال أكثر من 130 مواطناً لبنانياً في مطار بغداد الدولي.
وذكر بيان للوزارة تلقته "الصباح"، أنه "استناداً لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ووزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، استقبلت كوادر الوزارة في مطار بغداد الدولي طائرة قادمة من مطار بيروت على متنها أكثر من 130 مواطناً لبنانياً جاؤوا إلى العراق بسبب العدوان الصهيوني الغاشم المستمر على لبنان".
وأضاف البيان، أن "كوادر الوزارة قامت بالتعاون مع العتبتين المقدستين في كربلاء المقدسة بتسجيل الأسر اللبنانية وإدخالها ضمن قاعدة بيانات خاصة تمهيداً لنقلهم إلى الأماكن المخصصة لإيوائهم".
وذكرت الوزارة في بيان آخر، أن كوادرها في محافظتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف واصلت استقبال وتسجيل العوائل اللبنانية القادمة إلى العراق جرَّاء العدوان الصهيوني الغاشم المستمر على لبنان، حيث سجلت 635 مواطناً لبنانياً لإدراجهم ضمن قاعدة البيانات المعدة لذلك. من جانبه، أعلن رئيس قسم العلاقات العامة في العتبة الحسينية المقدسة، عبد الأمير طه، عن استقبال (250) عائلة لبنانية نازحة، فيما أكد إسكانهم في مدن الزائرين والفنادق وتوفير جميع الاحتياجات لهم، وذلك تنفيذاً لبيان المرجعية الدينية العليا.
وقال طه: إنه "بعد بيان المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني بشأن الوضع في لبنان، أوعز ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، على الفور بتشكيل خلية أزمة لإرسال المعونات ومواد الإغاثة إلى الشعب اللبناني"، مبيناً أنه "منذ عشرة أيام ونحن نستقبل العائلات اللبنانية من المطارات ومنفذ القائم الحدودي ونقلهم إلى مدن الزائرين بباصات مكيَّفة بصحبة منتسبي قسم العلاقات".
وأضاف، "استقبلنا في محافظة كربلاء المقدسة حتى الآن نحو (200 إلى 250) عائلة لبنانية نازحة، وتجاوز عددهم (500) شخص، وما زالت عمليات استقبال العوائل مستمرة، وننتظر فقط تدوين معلوماتها وإيصالها إلى أماكن السكن المخصصة لها، فضلاً عن متابعة أصحاب الأمراض المزمنة من خلال فرق طبية ميدانية تعاينهم ميدانياً لتحدد حالاتهم المرضية وتزودهم بالعلاج اللازم أو إدخالهم إلى مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة لتلقي العلاج مجاناً".
وأوضح، أن "عمل أعضاء خلية الأزمة مستمر على مدار اليوم لاستقبال العائلات النازحة ونقلها وإسكانها في محافظة كربلاء المقدسة"، وزاد، أن "ما شجع العائلات اللبنانية على القدوم إلى كربلاء المقدسة، هي الخدمات التي تقدم لملايين الزائرين سنوياً خلال الزيارات المليونية"، لافتاً إلى، أن "رابطة الفنادق السياحية في كربلاء المقدسة اتفقت مع أصحاب الفنادق على تخصيص بعض الفنادق للعوائل اللبنانية النازحة، وبعض أصحاب المنازل والحسينيات غير المشغولة حالياً وضعت تحت تصرف اللجنة لإيواء النازحين".

أول وجبة في البصرة

في السياق، استقبلت محافظة البصرة أول مجموعة من اللبنانيين بعد العدوان الصهيوني على لبنان ومعاناتهم تحت ظروف آلة القتل المجرمة وتعرضهم للاغتيالات والقصف العشوائي.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة، الدكتور عقيل الفريجي، لـ"الصباح": إن "اللجنة التي شكّلها محافظ البصرة برئاسة النائب الإداري ماهر إبراهيم العامري قامت بتجهيز كافة المتطلبات اللوجستية الخاصة باستقبال الأشقاء اللبنانيين".
وأضاف الفريجي، أنه استقبلهم نيابة عن محافظ البصرة أسعد العيداني، وقال: "أردنا أن نظهر لأشقائنا أننا معهم ونساندهم وندعمهم في محنتهم هذه، والأمر يشمل كل أرجاء العراق بالوقوف مع الشعب اللبناني"، معرباً عن شكره لأبناء المحافظة الذين أعلنوا عن فتح بيوتهم ومضايفهم والمساجد والحسينيات لاستقبال العوائل اللبنانية المتضررة من العمليات العسكرية الوحشية الصهيونية.

رؤى نيابية

من جانبه، قال عضو مجلس النواب، أحمد صلال البدري، لـ"الصباح": إن "الدولة العراقية بشقِّيها التشريعي والتنفيذي والشعب العراقي بأجمعه يؤيد دعم ومساندة لبنان، ومجلس النواب داعم للبنان وقد حثَّ الحكومة على توفير الدعم الكامل والشامل للشعب اللبناني لما تعرض له من هجمة بربرية".
وأكد، أن "الشعب العراقي يستنكر الإجرام الصهيوني الذي يمارس ضد الشعب اللبناني بدعم من دول كبرى تقف متفرجة"، مبيناً أن "على مجلس الأمن أن يتدخل لإيقاف هذا الهجوم البربري على لبنان ضد المدنيين والأطفال والشيوخ والنساء، وقلوبنا مع الشعب اللبناني ونحاول تقديم ما نستطيع من مساعدة للأشقاء اللبنانيين".
الى ذلك أعلنت وزارة الداخلية، اليوم السبت، استقبال 5693 نازحاً لبنانياً عبر مطاري بغداد والنجف الأشرف ومنفذ القائم.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري في مؤتمر صحفي: إنه "تم استقبال 5693 نازحاً لبنانياً عبر مطاري بغداد والنجف الأشرف ومنفذ القائم" .
وأضاف، "سجلنا ارتفاعاً بنسبة 210 بالمئة بعمليات الضبط في مجال مكافحة المخدرات خلال عمر الوزارة الحالية في عامي
2023 - 2024" .
وتابع، "تم ضبط أكثر من 6.6 أطنان من المواد المخدرة"، مشيراً إلى، أنه "تم تفكيك 569 شبكة للمخدرات بينها 39 شبكة دولية خلال عامي 2023 - 2024" .
وتابع، أن "نسبة مذكرات القبض بتهم المخدرات ارتفعت إلى 74 مذكرة قبض وأحكام الإعدام وصلت إلى 138 وهناك أكثر من 500 حكم بالمؤبد" .
وبين، أن "قوات الحدود ضبطت أكثر من 6 متهمين على الحدود"، موضحاً، أنه "تم افتتاح 200 كم من الجدار الحدودي
مع سوريا" .
وأشار إلى، أنه "تم إنجاز منظومة كاميرات المراقبة على طول الحدود وإتمام التحصينات"، مؤكداً، أنه "تم نصب أكثر من 1000 كاميرا حرارية على طول الحدود" .
وزاد، "سيتم افتتاح 17 مكتباً لإصدار البطاقة الوطنية خارج العراق خلال الشهر
الحالي" .