العراق يدعو لتحرك دولي لإيقاف العدوان الصهيوني

الثانية والثالثة 2024/10/07
...

 بغداد: شيماء رشيد ومهند عبد الوهاب


بينما يتواصل للأسبوع الثاني على التوالي العدوان الإجرامي الصهيوني على لبنان، يستمر العراق بتقديم الدعم والمساعدات للأشقاء اللبنانيين في ظل الأزمة الإنسانية الناتجة عن العدوان، كما تواصل الدبلوماسية العراقية تحركها في كل المستويات والضغط لإيجاد تحرك دولي لإيقاف تغوّل حكومة الكيان الصهيوني وجرائمها في قطاع غزة ولبنان.

فخلال استقباله للسفير الفرنسي ببغداد باتريك دوريل أمس الأحد، أكد مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، ضرورة عدم اتساع رقعة الحرب في المنطقة.


وذكر بيان لمكتب مستشار الأمن القومي، أن اللقاء شهد استعراض مستجدات الأوضاع والتصعيد الأخير في المنطقة، وما يتعرض له الفلسطينيون واللبنانيون جرَّاء الصراع الدائر في المنطقة.

وشدد الأعرجي، بحسب البيان، على "ضرورة عدم اتساع رقعة الحرب"، مؤكداً أن "التهديدات التي حصلت أثناء التصعيد ليست بصالح المنطقة جميعاً ولها نتائج وخيمة على دول المنطقة والعالم، وأن على المجتمع الدولي الضغط باتجاه إيقاف هذه الحرب".

وأوضح، أن "الحكومة العراقية تعمل بشكل متوازن على عدم اتساع  رقعة الحرب، وتطالب بإيقافها، تحقيقاً لأمن واستقرار المنطقة والعالم".

وقف الحرب

إلى ذلك، ناقش رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم مع السفير الإيراني لدى العراق، محمد كاظم آل صادق، تطورات المشهد السياسي في المنطقة والتصعيد الخطير في غزة ولبنان.

وأكد السيد الحكيم خلال اللقاء بحسب بيان لمكتبه، "أهمية تضافر جهود الجميع لإيقاف هذه الحرب التي يسعى الكيان الصهيوني لتوسيع دائرتها"، وشدد أيضاً على "إغاثة النازحين وتكثيف الجهود في المجال الإنساني، ودعونا لمسارات متعددة في هذا الاتجاه رسمية وغير رسمية، كما أشدنا بجهود الحكومة العراقية والعتبات المقدسة والمؤسسات السياسية والاجتماعية التي لبَّت نداء المرجعية الدينية العليا في المسار الإغاثي، بالإضافة إلى المساهمة الفاعلة للشعب العراقي في هذا المجال".

ودعا الحكيم أيضاً، للتحرك على "عقد اجتماعات لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، وكل المنظمات الدولية للضغط باتجاه إيقاف الحرب وتطبيق القوانين والقرارات الدولية ومخرجات الشرعية الدولية على الكيان الإسرائيلي الغاصب".

دعم برلماني

في غضون ذلك، جددت الحكومة والبرلمان في أكثر من مناسبة التزامهما بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بلبنان جرَّاء العدوان الصهيوني. 

وقالت عضو مجلس النواب سوزان منصور، في حديث لـ"الصباح": إن "المعاناة التي يعاني منها اللبنانيون يفترض بالجميع الوقوف معهم، والعراقيون معروفون بمواقفهم مع جميع الشعوب"، وأضافت أن "معاناة اللبنانيين تحتم علينا كحكومة وشعب الوقوف بجانبهم، وحتى الآن نرى مواقف إيجابية بهذا الشأن ولا يوجد بها أي تقصير".

وأشارت، إلى أن "العراقيين قد مروا بتجارب مشابهة لتلك التي يمر بها اللبنانيون حالياً، من حروب وإرهاب  وتابعت: "لقد عاش العراقيون في الخيام وتعرضوا للتشرد، مما يجعلنا نتحمل واجباً إنسانياً بالوقوف إلى جانب الشعب اللبناني"، وأضافت منصور أن "الدعم العراقي ينبع من مبدأ التضامن الإنساني والأخوي بين الشعوب العربية".

وأكدت منصور، أن "هذا الدعم يأتي في إطار العلاقات الثنائية المتينة التي تربط بين العراق ولبنان، حيث تسعى الحكومة العراقية إلى توفير المساعدة في حدود الإمكانيات المتاحة لتحسين الأوضاع الإنسانية". عضو اللجنة المالية مصطفى الكرعاوي، قال لـ"الصباح": إن "توفير الدعم للبنان أصبح من الضرورات الإنسانية، إضافة إلى أنه من الواجبات الوطنية التي ستسجل في تاريخ الشعوب، كونه يلبي حاجات إنسانية للشعوب العربية ولاسيما شعب لبنان الشقيق". ولفت، إلى أن "الشعب العراقي عانى ما عانى طيلة عقود، لذلك نراه أكثر شعوراً بمعاناة الشعب اللبناني، وقد أكدت المرجعية الرشيدة ودعت لدعم الشعب اللبناني".

الجامعات العربية

وفي المواقف الحكومية؛ دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي، الجامعات العربية إلى إدانــة ومناهــضــة العـدوان الصهيوني على لبنان وفــلسـطيـن. جاء ذلك، خلال استقباله أمس الأحد، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية عمرو عزت سلامة والوفد المرافق له.

وأكد وزير التعليم وفق بيان للوزارة، "أهمية مساحة التأثير والحضور الأكاديمي في استــنــكــار وإدانــة الإبــادات الجمــاعيـة الممنــهجــة التي يقتـرفها الــكــيـان الصهيوني على أرض لبــنـان وفلسـطيـن أمام مرأى ومسمع العالم والمنظمات الدولية المعنية بحقـوق الإنــسان". وأضاف البيان، أن "الوزير حثَّ على مزيد من العمل المشترك الذي يعطي شعــوب المنطقة العربية خصوصية التأثير الإيجابي على مستوى بيئة البحث العلمي والتميز الجامعي".

استقبال اللبنانيين

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين ، أمس الأحد، استقبال 640 مواطناً لبنانياً عن طريق منفذ القائم الحدودي. 

وقالت الوزارة في بيان لها  إنه "استناداً لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء ومتابعة وزيرة الهجرة والمهجرين إي ان فائق جابرو، استقبلت كوادر الوزارة في منفذ القائم العوائل القادمة من لبنان التي تركت منازلها بسبب العدوان الصهيوني الغاشم"، مبينة أن "الاستقبال تم عن طريق منفذ القائم الحدودي، بواقع 640 مواطناً لبنانياً" .

وأضاف البيان، أن "كوادر الوزارة قدمت كافة التسهيلات الضرورية

 لهم".

صحفيون شهداء

إلى ذلك، أدان الاتحادُ العام للصحفيين العرب الجرائمَ التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد المدنيين في سوريا ولبنان. وقال رئيس الاتحاد رئيس نقابة الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي في بيان: إن "الاتحاد العام للصحفيين العرب يدين الجرائم التي يشنُّها العدو الصهيوني ضد لبنان وسوريا، ما أسفر عن ضحايا واستشهاد عدد كبير من أبناء الشعبين الشقيقين، وكذلك عدد كبير من الزملاء الصحفيين والزميلات في كل من البلدين الشقيقين، وكان آخر الشهداء من الصحفيين الإعلامية السورية صفاء أحمد التي استشهدت الثلاثاء الماضي بقصف للعدو الصهيوني لمنطقة الفيلات بدمشق"، وأضاف أن "آخر ما نشرته الشهيدة والإعلامية السورية صفاء أحمد كان (أصوات قوية تسمع في سماء دمشق)". 

وتابع البيان: "كانت الشهيدة متمكنة من إدارة حوارات عميقة حول مواضيع اجتماعية وثقافية حساسة، ما جعلها من المذيعين الذين يعتمد عليهم في تغطية الأحداث الكبرى والبرامج المهمة، ودافعت عن حقوق المرأة، معتبرة أن الإعلام يجب أن يكون منصة تعكس التنوع وتعزز مكانة 

المرأة" .  وأشار البيان، إلى أن "الاتحاد العام للصحفيين العرب يطالب كل المنظمات الإعلامية الدولية ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياتهم، والقيام بوضع حد لهذا الإرهاب ولهذه الجرائم الصهيونية التي ترتكبها قوات العدو الصهيوني، وتوفير الحماية للشعبين السوري واللبناني الشقيقين".