د عدنان لفتة
مع الخطوة الثالثة لمنتخبنا الوطني في التصفيات الحاسمة لكأس العالم 2026، لا هاجس في الشارع الرياضي إلا في الفوز بمباراة المنتخب الفلسطيني الشقيق والوصول إلى النقطة السابعة بكل جدارة وكفاءة وقوة تعزز موقفنا في مشوار البحث عن بطاقة المونديال المباشرة.
نعم هي مباراة ليست بتلك الصعوبة لكننا نحسب أن كل مواجهة نخوضها هي مباراة نهائية لابد من التفوق فيها وكسب الفرصة التأريخية التي قد لا تتوفر مرة أخرى في ظل مجموعة متكافئة تحت السيطرة لايمكن مقارنتها بالمجموعتين الآسيويتين الأخريين التي فيهما منافسة أشد ومنتخبات أعلى كعباً من فرق مجموعتنا.
البصرة أرض الخير والتفاؤل نفخر بها وبجمالها وروحها التي تمدنا بالعزيمة والعنفوان ويحبها لاعبونا ويثابرون لأجل إسعاد مشجعينا المتلهفين عشقاً لبلدنا وكرتنا على المدرجات في كل مناسبة دولية تقام هنا على أديم ملعب البصرة الأنيق.
المدرب كاساس يعرف أهمية الفوز وضرورة زرعه في نفوس اللاعبين لتصميمنا العالي بعدم التفريط بأية نقطة على أرضنا، ولكي نثبت أننا تطورنا فعلاً ولم يعد فريقنا فقيراً بائساً كما كان في أغلب تصفيات السنوات العجاف التي خضناها بلا نتائج مشرقة عقوداً طويلة من الزمن. منتخبنا يشكو عدد من الغيابات جرَّاء الإصابات والبطاقات بيد أننا نثق بكل الأراد في تعويض زملائهم إظهار تشكيلتنا المتماسكة التي لا فرق فيها بين الأساسيين والبدلاء فالتنافسية حاضرة بينهم رغبة بنيل شرف التمثيل وإهداء البشائر المستحقة لجمهورنا المحب المتوقع زحفه وشغل جميع المدرجات دعماً ومساندة لفريقنا في مهمته الجديدة الموشَّحة بالنجاح بإذن الله تعالى. مشجعونا لن يبخلوا بتشجيع الأشقاء من فلسطين الذين يشعرون بحفاوة العراقيين وحبهم لهم ، لكنهم مطالبون بأن يقفوا مع منتخبنا من الصافرة الافتتاحية للمباراة وحتى ختامها لأن أصواتهم ستعبِّد طريق الفوز وتمنح الاستقرار للاعبينا الذين نتوسَّم فيهم أن يكونوا بأعلى درجات الثقة والتألق. لاعبو فلسطين سيلجؤون إلى الدفاع المكثَّف لحماية مرماهم وهو أمر طبيعي لعدم فتح الملعب أمام لاعبينا، مهارة أفراد منتخبنا وحسن تعاملهم مع أوقات المباراة وتصرفهم فيها ستمكننا من حسم النتيجة مع التأكيد على ضرورة التحلي بالصبر وعدم التسرع فالهدف قد يأتي في أي وقت، ومرور الدقائق ربما يشكل ضغطاً نفسياً على لاعبينا المطالبين بوعي كبير ودراية في كيفية كسر الجدار الدفاعي واستثمار، أي خلل للتسجيل مع ضرورة العناية في دفاعاتنا وعدم الاندفاع إلى الأمام وترك مساحاتنا مكشوفة أمام محاولات الأشقاء مهما كانت قلتها. وزارة الشباب واتحاد كرة القدم ومحافظة البصرة وكل الجهات الساندة عملوا بجد خلال الأسبوعين الماضيين لتهيئة الملعب بأفضل صورة ممكنة، واثقون أنهم سينجحون بمزيد من التعاون بين الفريق الجماعي العامل من أجل سمعة العراق ونقاء صفحاته أمام مراقبي المباراة الدوليين الذين يسجلون كل واردة وشاردة. أمسية الخميس نتمناها مناسبة للفرح والسعادة وتحقيق أهدافنا في المباراة بالنتيجة والأداء وزيادة معنوياتنا وتمتين صفوفنا قبل المواجهة الرابعة المهمة أمام كوريا الجنوبية التي نرجو فيها مواصلة المشوار المونديالي بكل النجاح والثقة العراقية.