كربلاء: أوس ستار الغانمي
تصوير: كرم الاعسم
في عالم متغير وسريع، يلعب الأدب دورًا محوريًا في تشكيل شخصية الشباب وتعزيز تفكيرهم. إنه نافذة على عوالم متنوعة وتجارب إنسانية عميقة، تساعدهم على فهم مشاعرهم وهوياتهم والتفاعل مع قضايا مجتمعية معقدة. حيث يعزز الأدب من وعيهم وقيمهم من خلال أشكاله المتنوعة، ما يمكّنهم من التعبير عن أفكارهم واكتشاف آفاق جديدة لفهم الذات والعالم. عبر القصص والشعر، وغيرها من الفنون الأدبية.
الكاتبة شذى رحيم الصبيحي، تقول: الأدب هو وسيلة للتعبير عن الذات، يتمكن الشباب من خلالها من إيصال مشاعرهم وأفكارهم التي قد يكون من الصعب التعبير عنها بطرق أخرى. فالأدب يزيد وعينا بقيمنا، ويتيح لنا فرصة لفهم قيم الآخرين عبر نافذة مفتوحة على اختلاف الأزمنة والأماكن. بالإضافة إلى ذلك، يُعد غذاءً للعقل والروح، حيث يترك أثرًا عميقًا في نفوس الأجيال إذا استُخدم بشكل سليم.
من جهته بين الشاعر زيد الديواني، أن الفنون الأدبية تؤدي دورًا بارزًا في تشكيل مواقف الشباب تجاه قضايا العدالة الاجتماعية، حيث تسهم في توعيتهم بالظلم والفقر والمشكلات المجتمعية. ومن خلال الأدب، تتم إثارة التعاطف وتعزيز التفكير النقدي، ما يمكن الشباب من التعبير عن آرائهم والمشاركة الفعالة في النقاشات المجتمعية. كما أن تجسيد التجارب الإنسانية المتنوعة في الأعمال الأدبية يحفز الشباب على اتخاذ خطوات نحو التغيير الإيجابي والمساهمة في تحقيق العدالة الاجتماعية في مجتمعاتهم.
يرى الكاتب حسين سامي الجعفري، أن الجانب الأدبي مهم للغاية في حياة الإنسان الاجتماعية والثقافية، وخاصةً بالنسبة للشباب. ويجد أنه من الضروري أن يكون الأدب الهادف جزءاً من غذائهم اليومي، مثل قراءة القصص الأدبية ذات الطابع الثقافي المهم، حيث تترك أثرًا عميقًا في شخصياتهم. هذه القصص تأخذنا عبر كلماتها إلى أحداث وتجارب متنوعة، وتفتح لنا عوالم مختلفة مليئة بالشخصيات والأماكن، ما يلهمنا ويجعلنا نعيش تلك التجارب كأننا نمارس أدوارها بأنفسنا. ونتيجة لذلك، تسهم القصص الأدبية في نضوج الفكر، وتوسيع المدارك، وملء الدائرة المعرفية في أذهاننا.
أما الكاتبة ناهدة الجياشي، فتشير إلى أنه تتباين الآراء بشكل كبير حول تأثير القصص الرقمية والمسموعة في علاقة الشباب بالأدب، ويرى البعض أنها وسيلة جيدة للانطلاق في عالم القراءة، معتبرين التقنيات الحديثة توفر نافذة مهمة على الأدب وتختصر الوقت، هذه الفئة قد تخلت عن الكلاسيكيات التقليدية للقراءة، مفضلة الوسائل الإلكترونية المعاصرة التي تساعد في ايصال الأفكار وتوضيح الصور بفاعلية لا تقل عن القراءة التقليدية، بل إنهم يرون أن تلك الوسائل هي الأفضل في ظل الحياة السريعة التي نعيشها اليوم.
على الجانب الآخر، يتمسك آخرون بالقراءة الورقية التقليدية، ويعتبرونها تجربة لا يمكن الاستغناء عنها. بالنسبة لهم، متعة الكتاب الورقي ليست مجرد كلمات بل هي تجربة حسية وروحية، من عبق الصفحات إلى ملمسها، هؤلاء يرون في الكتاب الورقي الطريق الأنسب لتغذية العقل والروح بشكل يتجاوز الجوانب المادية.
في حين تجد الكاتبة نبأ ثائر عبد الله، أن الأدب يتيح الفرصة لاستكشاف تجارب متعددة لشخصيات تواجه تحديات مختلفة. من خلال هذه السرديات، يمكن فهم قضايا اجتماعية معقدة مثل التمييز والظلم بعمق أكبر.