أنت قائد.. هل تدرك مدى معرفتك الحقيقيَّة بنفسك؟

علوم وتكنلوجيا 2024/10/14
...

 بقلم: ريتشارد ويلسون
 ترجمة: عباس حسين جمعة

أنت قائد، شاءت إرادتك أم أبت. فأفعالك تنعكسُ على الآخرين، وهذه هي خلاصة القيادة. بدءاً من خطواتك وكلماتك، وانتهاء بما إذا كنت تتخلى عن مقعدك للآخرين في الحافلات، فإن كل تصرفاتك تترك أثراً عميقاً في نفوس من يحيطون بك.لطالما كانت معرفة الذات تعد من العلامات الفارقة للقادة العظام، غير أن إدراك المرء لنفسه لا يعني بالضرورة أنه سهل التعامل أو مستساغ في بيئة العمل. على سبيل المثال، كان ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل، معروفاً بصعوبة التعامل معه كمدير، على الرغم من امتلاكه وعياً عميقاً بذاته.

هذا الوعي بقدراته وبقدرات الآخرين مكّنه من دفع زملائه إلى تحقيق إنجازاتٍ تتجاوز إمكانياتهم الطبيعيَّة. وكقادة في المجال العام، يجب علينا أنْ نعرفَ ذواتنا بشكلٍ عميقٍ لنتمكن من استثمار طاقات زملائنا وتشكيل فرق عملٍ استثنائيَّة. لكن تقليص الميزانيات جعل الوقت المتاح للتأمل والتفكر محدوداً، وأدى إلى تراجع العديد من الموارد التي كانت تدعم التعلم، مثل برامج التدريب.
لقد وضعنا سبع أفكار نأمل أنْ يجد القادة فيها وسيلة لتعميق فهمهم لأدائهم:
1 - تحفيز التغذية الراجعة الصادقة:
إنَّ تطبيق هذا الأمر أصعب ممَّا يبدو، لكنْ من الضروري تشجيع المقربين منك، سواء كانوا أصدقاءً أو زملاء عمل أو مرؤوسين أو رؤساءً، على تقديم ملاحظات صريحة حول أدائك. وللوصول إلى النقاط الأكثر أهميَّة، قد يتعين عليك إنشاء بيئة آمنة، مثل إتاحة إمكانيَّة المساهمة المجهولة أو تنظيم محادثات غير رسميَّة خارج إطار العمل الرسمي، إذ يشعر الأفراد بالراحة للتعبير عن آرائهم
بصدق.
2 - ارسم نوايا واضحة لما تصبو أنْ تكون عليه:
خصص في كل يومٍ أو أسبوع أهدافاً محددة لسلوكك وتأثيرك. تأمل بشكلٍ خاصٍ تلك الظروف التي تدرك فيها أنك لا تظهر في أفضل حالاتك، مثل اجتماعات مع زملاء ذوي طابع صعبٍ أو أداء مهام تثير فيك التحدي، كالتحدث أمام الجمهور.
3 - خصص أوقاتاً منتظمة للتأمل
الذاتي:
تأمل في ما إذا كنت قد حققت النوايا التي وضعتها لنفسك، وإذا لم تفعل، فما العوامل التي حالت دون تصرفك بالشكل الذي كنت تأمل فيه. ماذا يمكنك أنْ تفعل بصورة مغايرة في المرة المقبلة؟
4 - استيعاب مفهوم التعلم ذي الحلقات المزدوجة:
تتجلى افتراضاتنا الأساسيَّة حول ذواتنا والعالم من حولنا في صميم جميع أفعالنا. وغالباً ما تظل هذه المعتقدات الجوهريَّة مستترة تحت طبقة من المبررات الفكريَّة. إنَّ مفهوم التعلم ذي الحلقات المزدوجة يسعى إلى اختراق هذه الطبقة السطحيَّة من خلال البحث الدؤوب عن تلك الافتراضات والمعتقدات الأساسيَّة التي تشكل مبادئنا التشغيليَّة.
5 - احصل على مدربٍ مجاني:
ينبغي أنْ يُعدَّ التدريب أداةً متاحة لجميع الأفراد، وليس مجرد امتيازٍ محصورٍ بفريق الإدارة التنفيذيَّة. فلا يلزم أنْ يكون المدربون باهظي التكلفة، بل يمكن أنْ يكونوا متاحين مجاناً. بإمكانك الاستفادة من مدربين متدربين، أو أصدقاء، أو زملاء ليقوموا بتوجيهك وتقديم الدعم اللازم
لك.
6 - قم بإجراء اختبار شخصيَّة:
لم يكن من السهل إجراء اختبارات الشخصيَّة كما هي الحال اليوم، مع وفرة الخيارات المتاحة عبر الإنترنت، مثل اختبار "مايرز بريغز" و"الخمسة الكبار". يكمنُ سرُ هذه الاختبارات في عدّها مرآة مؤقتة تعكسُ جوانب شخصيتك في لحظة معينة، فهي لا تعكسُ حالة ثابتة، لذا لا داعي للقلق بشأن تصنيفك في خانة معينة.
7 - كسر النمط:
يُعدُّ أحد السُبل الفعّالة لتعزيز الوعي الذاتي هو تغيير أنماط السلوك المعتادة. حتى التغييرات البسيطة، مثل تبديل مسارنا اليومي إلى العمل، يمكن أنْ تُحدث تأثيراً عميقاً، إذ تسهمُ في تنشيط خلايا الدماغ العصبيَّة وزيادة مستوى الوعي لدينا. ومن بين الأساليب الأكثر فعاليَّة في كسر النمط بهدف تعزيز معرفة الذات، نجد أنه من المفيد تقليل الأنشطة التي
نقوم بها.