الحلة : محمد عجيل
قال متخصص في مجال التسويق الرياضي إن النشاط التجاري للاعبي دوري المحترفين لا يرتقي لمستوى الطموح وبالتالي لا يجد ردود أفعال إيجابية لدى الأندية ورجال الأعمال، عازياً أسباب ذلك إلى ضعف الثقافة الإدارية وعزوف هذا القطاع (النشاط التجاري) عن المشاركة الفعلية من أجل تحقيق الأرباح.
وقال المتخصِّص في مجال التسويق مصطفى إياد في تصريح خص به “ الصباح الرياضي”: إنَّ “الدوريات في أوروبا والأميركيتين تعتمد بشكل مباشر على مجال التسويق والنشاط التجاري وقد دخل الدوريان المصري والسعودي بشكل لافت في تلك المعادلة”، مؤكداً أنَّ “النشاط التجاري للاعبين يعني استقطاب رؤوس الأموال كي تكون شريكاً في صناعة الكرة ويعد أحد أوجه التمويل الذاتي للأندية والاتحادات الوطنية لأنه يخضع للضرائب والمحاسبة المالية مثل الإعلانات التجارية ورعاية الشركات المنتجة والمصنعة».
وأوضح أنَّ “السبب الأساس في غياب هذا النشاط يعود إلى جهل الأندية وفقرها وتغييب الاختصاصات المطلوبة في الإدارة الرياضية والتسويق وعدم الاعتماد على مبدأ الكفاءة في بناء العلاقات التجارية المحيطة بالأندية”، مبدياً استغرابه “من إطلاق تسمية دوري المحترفين على الدوري العراقي والأندية المشاركة فيه إلى الآن تشتري التجهيزات بأموالها الخاصة لأنَّ هذا الأمر لابد أن يتحقق من خلال الرعاية والتسويق».
وعبّر عن دهشته “عندما فوجئ من قيام أحد الأندية بوضع علامة تجارية لإحدى الشركات دون وجود عقد رسمي بينهما يحفظ حقّ الطرفين وأنَّ محلاً تجارياً يقدّم المياه المعدنية للفريق يحظى بإعلان طوال الموسم على قميص اللاعبين”. مطالباً “بضرورة تغيير الفكر والعقلية المتجذرة التي تجعل الأندية تحمل وزر كل شيء، ومن المهم جداً ترسيخ مفهوم التسويق من خلال دورات أو عبر وسائل الإعلام كي يصير كل شيء في الدوري مقابل ثمن».
وشدّد على أن “يكون الملعب عبارة عن شركة للترويج والإعلان وكسب المال من خلال اللاعبين وملابس الحكام والساعة الضوئية وحتى جالبي الكرات الذين يعدون جزءاً من مكونات الدوري».
وأشار إلى أنَّ “العشرات من الشباب العراقيين تمكنوا في الفترة الأخيرة من الحصول على شهادات عليا في التسويق والإدارة الرياضية ومنهم من زاد عليها دورات خارجية على حسابه الخاص وهم مستعدون لمساعدة اتحاد الكرة والعمل معه على ترسيخ مفهوم التسويق في الأندية لغرض تحويل دوري المحترفين إلى نشاط تجاري كروي يتبادل المنفعة مع اللاعبين وإدارات الأندية”، خاتماً حديثه بالقول إنَّ :”الأرقام الخيالية في دوريات العالم جاءت نتيجة نشاطاتها التجارية الكبيرة وما هي إلّا حلقة ينتفع منها الجميع ويمكن أن تطبّق في الدوري العراقي في حال الاعتماد على العقلية
الرياضية».