د. علاء هادي الحطاب
بعد اغتيال الكيان لسيد المقاومة وشهيدها حسن نصر الله، والتي كانت تمني النفس بأنها انهت فصلاً طويلاً من الصراع مع حزب الله باغتيال قائده وأمينه العام سبق ذلك اغتيال معظم قادة الحزب واختراق منظومة اتصالاته المعقدة، لذا فإن إعلام الكيان ومن معه من إعلام عبري وعربي عاد ليروي لنا حكاية الجيش الإسرائيلي الماحق الذي لا يُقهر، لكن الوقائع اليوم تشير خلاف ذلك، إذ أن أهم أهداف حكومة نتنياهو المتطرفة تمثلت في إعادة سكان الشمال إلى مستوطناتهم والقضاء على حزب الله والسيطرة على قرى وبلدات ما بعد الخط الازرق داخل الحدود اللبنانية والقضاء على حماس وانفاقها ومدنها التي تحت الأرض بعد انهاء قطاع غزّة بالكامل وتشريد مواطنيه، وتحقيق ما عجز عنه كل رؤساء حكومات الكيان السابقين، لكن الوقائع جاءت خلاف اماني الليكود المتطرف، اذ عجز عن إعادة سكان الشمال بل ازدادت وتيرة النزوح بإتجاه تل ابيب، وأصبحت مساحة النزوح في مستوطنات الكيان أكبر من السابق بمرات عديدة، بل إن مناطق حيوية كحيفا وعكا وتل أبيب شملها النزوح بعد مستوطنات صفد وكريات شمونة، حتى أن مطارات إسرائيل لم تعد تستوعب الهاربين من جحيم ما يعيشونه يوميا على أيدي المقاومين.
بالمقابل لم يستطع جيش الكيان أن يسيطر على شبر واحد من الأراضي اللبنانية رغم ماكنته الحربية المتطورة، وتكبد خسائر باهظة لم يكن يتوقعها اطلاقا، اما هدف القضاء على حزب الله فقد كان المفاجأ الكبرى لهم، اذ عاد الحزب أقوى عودا وأصلب عزيمة، لملم أوراقه بسرعة وعادت غرفة عملياته تدير القتال بحرفة واتقان، حتى استطاع أن يلقن الكيان درسا جعله مذهولا أمام قدرة هذا الحزب الذي استطاع ايصال مسيراته داخل قاعات طعام جنوده في حيفا.
فشلت ادارة نتنياهو في القضاء على حماس، وعادت كتائب القسام تنفذ عمليات من مسافة صفر مع جيش الاحتلال وعادت لتستخدم المسيرات بشكل متقن وتنفذ ما لايقل عن عملية نوعية كل يوم.
نعم يحاول النتنياهو وادارته تعويض خسائرهم الكبيرة بقصف عشوائي شديد على مخيمات النزوح في غزة وكذلك القصف المتكرر للضاحية الجنوبية في بيروت بشكل همجي يدل على عمق الخسارة التي يمنى بها هذا الكيان وانتهاء اسطورته الكاذبة بالهيمنة والقوة حتى بات الخناق يضيق على رقبة النتنياهو ومن معه، والايام القادمة ستروي الحقيقة.