د. عدنان لفتة
ما أجمل أن تتكاتف كلّ الجهود العراقية الحكومية والشعبية لتحقيق مشروع الوطن وحلمه في التأهل إلى كأس العالم 2026.
إنه الحلم الكبير الذي نعيش تدفقاته لحظة بلحظة في كلّ منافسات مجموعتنا الممتدة مبارياتها حتى حزيران المقبل لتسجيل الحضور العراقي الثاني الواثق بإذن الله تعالى في التجمع العالمي الكبير الذي تتطاول إليه الأعناق ويمثل طموحاً وحلماً وشرفاً لكل دول العالم من مختلف قاراتها المترامية.
مجلس الوزراء بشخص رئيسه المحبّ للرياضة محمد شياع السوداني يثبت كلَّ يوم مدى أهمية تأهل العراق إلى المونديال العالمي، الخطوات لا تتوقف.. دعم مالي غير مسبوق ، توفير طائرة خاصة لرحلات منتخبنا إلى جميع أماكن دول مجموعتنا، لتنهي الحكومة بذلك سنوات طويلة سابقة من الإهمال وعدم مراعاة الفريق الذين كان لاعبوه يقضون رحلات الترانزيت الطويلة يفترشون أرض المطارات وتؤثر سلباً في مستوياتهم وصور حضورنا الهشّ في المباريات والبطولات التي كنا نخرج منها بأسوأ النتائج. مكافآت فورية عند كل فوز ونتيجة إيجابية.
بالأمس كانت التفاتة الحكومة رائعة بالتوجيه إلى مختلف المؤسسات بتقليل ساعة من الدوام الصباحي لأجل إتاحة الفرصة للجمهور الرياضي صغاراً وكباراً لمتابعة مباراة منتخبنا مع كوريا الجنوبية.
هو الاصطفاف الحقيقي خلف منتخب الوطن وحلمه وهدفه، الجميع يشعر بقيمة هذه التصفيات وآثارها في العراق الذي يفخر بلا شك في تواجده مع أكبر منتخبات العالم في بطولة ليست رياضية فقط بل هي ذات أبعاد سياسية وثقافية واقتصادية ومجتمعية في الاعتزاز بالوطن وحمل رسالته وحضارته إلى العالم أجمع في التعريف بالهوية الوطنية وتعزيز مكانتها لاسيما لبلد هو منارة العالم وعمقه الحضاري وإرثه التأريخي.
هي مشاعر لا توصف من الجميع الذين يعيشون نبضاً واحداً مع اللاعبين ومنتخبنا في جميع مبارياته وبطولاته فكيف إذا كانت في أهم تصفيات على وجه الكرة الأرضية تؤدي بالفائزين إلى المشاركة بالبطولة الأكبر والأغلى لأي منتخب وأي لاعب يطرّز بها مسيرته الكروية ويخلد صفحات حياته.