بغداد : غيداء البياتي
تصوير : علي قاسم
أجواء ساحرة ممتلئة بالفرح والسرور وايقاد الشموع والبخور، وقصائد دينيَّة معطرة بذكر الرسول محمد "ص" وذكر لكرامات الشيخ عبد القادر الكيلاني في ذكرى مولده الكريم حيث أحيا البغداديون أمس الأول الاثنين ليلة قادرية كيلانية احتفلوا بها بالذكرى السنوية لمولد العالم الجليل عبد القادر الكيلاني في مكان مرقده وحضرته التي احتضنت مئات الزائرين من محبيه.
ما أن حل المساء حتى بدأت جلسات ليليَّة شعبيَّة مميزة تمثلت بالقصائد الدينية والمدائح مع قرع الطبول من قبل المداحين وتجمهر العائلات القادمة من جميع محافظات العراق وخارجه ومن مختلف الأطياف الدينيّة حولهم، فقد كان الاحتفال أشبه بلوحة فنية متحركة، إطارها العراقيون ومضمونها الدين الإسلامي المبني على التسامح والمحبة .
شيخ الطريقة العلية القادرية الوليانية في عقرة وريا الشيخ سعيد البرزنجي قال لـ"الصباح": إن طريق الصوفيين هو طريق المحبة والسلام فكان هذا الاحتفال بمولد الشيخ عبد القادر الذي يعد مرجع الطريقة القادرية بمثابة دعوة للمحبة والسلام، مبينا؛ أن وجود زوار من مختلف الجنسيات والقوميات في بغداد اليوم دليل على أن العراق بلد الأمان وأن أمنه يتمثل بتواجد قوى الجيش والحشد الشعبي الذين حفظوا للعراق كرامته.
اما خليفة الطريقة العلية القادرية من تكية الشيخ عبد العزيز الكيلاني في قضاء عقرة ملا طاهر أشار إلى :" أن هذا الاحتفال بتلك الذكرى الكريمة يكون مميزا أيضا في مقر التكية بعقرة فنرى المريدين ومحبي الشيخ الكيلاني يتجمعون لإحياء ليلة المولد، لكن مقر الاحتفال الرئيسي بهذه المناسبة الدينية الكريمة هومرقد الشيخ عبد القادر، فالمريدين الذين أتوا اليوم من كل انحاء العالم وتحملوا مشقة السفر يريدون تجديد العهد مع شيخهم الكيلاني الذي يسمى قطب المشايخ، وهذا بمثابة رساله سلام للعالم أجمع." "على النبي صلى الله ما في قلوب العشاق ألذ من ذكر الله وبجاه عرش الرحمن ندخل الجنة وياه "، بهذه الكلمات كان ينشد المداح الذي اتى من الموصل ناصر النعيمي على صوت الدفوف والناس من حوله يرددون على النبي صلى الله حاملين شموع الأمل داعين من الله أن يديم نعمة الأمن والأمان في بلدنا.
الدرويش والمداح ملا دشتي من أربيل حضر وبرفقته عدد كبير من الشيوخ لإحياء حفل ذكرى مولد الشيخ عبد القادر بين:" نحن نعيد للناس طريقة سيدنا الشيخ عبد القادر في التعامل مع الإسلام كدين المحبة والسلام والافتقار لله تعالى التي اكتسبناها من مدرسة العالم الشيخ عبد القادر الذي ذاع صيته وشاع أمره بين اصقاع الدنيا.