كربلاء تستقبل قرابة أربعة آلاف من ضيوف العراق اللبنانيين

الثانية والثالثة 2024/10/16
...

 بغداد: شيماء رشيد ووفاء عامر
 عمر عبد اللطيف ومهند عبد الوهاب

أعلنت لجنة الصحة والبيئة النيابية استعداد العراق لاستقبال جرحى لبنان لتلقي العلاج في مستشفياته، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي في إطار التضامن العربي مع لبنان، مشيرة إلى أن العراق، رغم تحدياته الداخلية، يظل ملتزماً بدعم أشقائه في الأزمات، وفي وقت شكّلت فيه العتبة الحسينية المقدسة خلية أزمة لإغاثة الضيوف اللبنايين، كانت محافظة كربلاء المقدسة أولى وجهات الأشقاء لتحتضن قرابة نصف عدد الضيوف الواصلين إلى العراق لغاية الآن.

جهود العتبات
العتبة الحسينية المقدسة، شكلت خلية أزمة لإغاثة الضيوف اللبنايين خلال المرحلتين الماضية والقادمة.
وقال رئيس قسم العلاقات العامة للعتبة، عبد الأمير طه عبد الله، مسؤول اإسكان العوائل اللبنانية: لـ"الصباح": إن "الخلية التي شكلت بتوجيه من المتولي الشرعي عملت بثلاثة اتجاهات؛ الأول الصحي من خلال إرسال فريق طبي من هيئة الصحة في العتبة إلى لبنان للوقوف على الحالات الموجودة في المستشفيات اللبنانية وتقديم الدعم لها وتوفير الأجهزة والمستلزمات والعلاجات". وأضاف، أن "الفريق عمل على تجهيز الأدوية والأجهزة في المستشفيات، وهو لايزال متواجداً ويعمل على تجهيزها وإغاثة العوائل النازحة في المناطق الأخرى في لبنان من خلال فرق جوالة تزورها وتقدم العلاجات والدعم الطبي للأمراض المزمنة والمنقذة للحياة، فضلاً عن الأجهزة التي جهِّزت المستشفيات بها". وتابع، أن "فريقاً من العتبة عمل على نقل بعض الجرحى اللبنانيين عبر 4 دفعات بواقع 75 جريحاً في الدفعة الواحدة، وتلقوا العلاجات في مستشفيات محافظة كربلاء المقدسة، حيث أُجريت لهم العمليات، وبعضهم تماثل للشفاء، فيما لايزال البعض الآخر في المستشفى ويحظى برعاية طبية".
وأوضح عبد الله، أن "الاتجاه الثاني هو إرسال مواد غذائية ولوجستية إلى سوريا بعد فتح مكتب هناك لتقديم السلات الغذائية ونقل بعض العوائل إلى العراق"، مشيراً إلى أنه "بعد توقف النقل استأجرت العتبة فنادق في سوريا لإسكان العوائل وإرسال المطبخ التابع لمضيف العتبة المقدسة إلى دمشق، حيث يقدم وجبات طعام يومية تقدر بـ15 ألف وجبة، بواقع 5 آلاف وجبة في الإفطار ومثلها للغداء والعشاء، وإرسال سلات غذائية فضلاً عن فُرش وبطانيات تقيهم من الأجواء الباردة وبعض المستلزمات الخاصة بالأطفال كالحليب وغيره".
وبيّن، أن "الاتجاه الثالث هو توفير السكن للضيوف في محافظة كربلاء بإسكانهم في جميع مدن الزائرين واستئجار فنادق، فضلاً عن تقديم بعض الميسورين حسينياتهم ومنازلهم وشققاً للعوائل اللبنانية، لتكون محافظة كربلاء المقدسة هي الأعلى باستقبال العوائل اللبنانية بعد أن أصبح العدد لغاية الآن 3 آلاف و750 شخصاً وتقديم وجبات الطعام لهم والرعاية الصحية وإجراء عمليات لبعض أفرادها".
ونوّه، بأن "هنالك تعاوناً بين العتبات (العباسية والعلوية والكاظمية إضافة إلى الحسينية) المقدسات فضلاً عن محافظة كربلاء المقدسة، للتنسيق في استضافة الضيوف اللبنانيين وتقديم الخدمات والمعونة لهم".

مستشفيات البلاد
وفي حديثه لـ"الصباح"، أكد عضو لجنة الصحة والبيئة، باسم الغرابي، أن "العراق سبّاق دائماً في مساعدة أشقائه العرب، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني".
وأشار، إلى أن "العراق قادر على تقديم الرعاية الصحية للمصابين اللبنانيين، على الرغم من شحِّ الأموال والصرفيات في المستشفيات"، وأضاف أن "هناك مستشفيات تمتلك أسرّة فارغة وأطقماً طبية ذات كفاءة عالية يمكنها تقديم العلاج على مستوى عالمي"، وبخصوص نقص الأدوية، بيّن أنه "يمكن تجاوز هذه المشكلة من خلال جمع التبرعات من المواطنين العراقيين، الذين لهم تاريخ مشرّف في مساعدة الآخرين في أوقات الأزمات".
كما أوضح الغرابي، أن "الحملات التطوعية التي ينظمها المواطنون يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في جمع الأموال اللازمة لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لعلاج الجرحى اللبنانيين"، مضيفاً أن "العراقيين دائماً ما يظهرون التزاماً قوياً بدعم القضايا الإنسانية، مما يجعل هذا المسعى ممكناً وذا تأثير كبير".
استمارة الضيوف
في غضون ذلك، أعدت اللجنة العليا للأزمات والكوارث في محافظة بغداد استمارة لتسجيل الضيوف اللبنانيين بشكل يومي للوقوف على أعدادهم وإعداد خطط لتلبية جميع متطلباتهم.
وقال النائب الأول لمحافظ بغداد، علي زيدان لـ"الصباح": إن "اللجنة العليا للأزمات والكوارث التي تترأسها المحافظة بعضوية الجهات الأمنية المحلية وممثلي العتبات المقدسة في البلاد؛ عقدت اجتماعاً من أجل وضع آليات استقبال الضيوف اللبنانيين، وكذلك الاستعداد والجهوزية التامة لمواجهة الحالات الطارئة في حال استقبال أعداد كبيرة منهم"، لافتاً إلى أن "الجهات ذات العلاقة أكدت أنها بصدد إعداد الخطط اللازمة لذلك انطلاقاً من التجربة التي مرَّت بها البلاد في استقبال المواطنين من المحافظات التي سيطرت عليها عصابات (داعش)
الإرهابية".
وأشار، إلى أن "اللجنة اعدّت استمارة تتضمن تسجيل أسماء الضيوف اللبنانيين بشكل يومي من قبل جهات ميدانية لحصر أعدادهم وأماكن تواجدهم، والوقوف على الخدمات التي يتم تقديمها لهم بشكل آني، لاسيما أن الاستمارة سيتم رفعها إلى الجهات ذات العلاقة لاتخاذ اللازم بشأن رعايتهم وإيوائهم".
في السياق نفسه، كشف زيدان عن أن "المحافظة أوعزت خلال الاجتماع إلى مديرية بلديات بغداد بتوفير أماكن سكن مناسبة مخدومة لإيواء الضيوف اللبنانيين، فيما تم الإيعاز إلى ممثلي العتبات المقدسة في بغداد أيضاً بتوفير أماكن  إيواء مؤقتة آمنة لهم" .
رسالة دعم
بدوره، قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية جواد البولاني في حديث لـ"الصباح": إن "الدعم العراقي يجسّد حالة من التفاعل مع القضية الفلسطينية وهي القضية الأولى ولأجلها ضحى الشعب اللبناني والعراقي، لذلك يأتي هذا الدعم كإسناد مهم، وهو جزء من المشاركة في المعركة ضد الكياني الصهيوني الغاصب".
وأضاف، أن "العراق يؤكد دائماً أنه البلد المتصدي والمدافع عن القضية الفلسطينية ودعم الشعب اللبناني في محنته ومعركته ضد الكيان الصهيوني"، مشيراً إلى أن "المرجعية الرشيدة أكدت ودعت الحكومة إلى دعم الشعب اللبناني، وتمت الاستجابة الرسمية والشعبية لنداء
المرجعية".