علي حنون
لا نُريد ،عندما نأتي على مشوار منتخبنا الوطني لكرة القدم، في التصفيات القارية الحاسمة المُؤهلة لمونديال 2026، ولاسيما عند الخوض في تداعيات مباراة «الثلاثاء» الماضي، التي خسرنا نتيجتها لصالح (الشمشون) الكوري، أن نذهب في رؤيتنا التقييمية باتجاه تُغلفه حلقات القساوة المُفرطة البعيدة عن حدود المهنية، كما أننا لا نَنشد أن نتعاطى مع الأمر بصورة تجميلية فيها من المُجاملة - لغاية شخصية - الشيء الكثير، لأننا في الحالين سنكون شركاء سلبيين.
خسرنا جولة كوريا الجنوبية، في مباراة غاب منتخبنا عن أحداثها وخاصة في القسم الأول منها، لتأتي النتيجة في ختام المواجهة منطقية ومن جديد تُسجّل فيها كرة القدم، ولاءها للفريق الكوري، الذي قدم حضوراً ناجحاً استثمر فيه عاملي الأرض والجمهور وكل ما يُمكن أن يُصيب منتخبنا ويُصادر فلاحه في هذه المحطة، التي كُنا نُمني النفس أن تأتي النتيجة فيها عراقية.
نخال أن الجميع يتحمَّل وزر الإخفاق في هذه المحطة من جهاز فني ولاعبين، حيث أضعنا الشوط الأول بأداء سيئ سواء في جانب المستوى الجماعي أو على صعيد الأداء الفردي، فيما تميّز عنا الكوري بتنظيم جعله قادراً على احتواء فريقنا، وبرأينا حتى تصريحات كاساس قبل المُقابلة، والذي أعطى فيه دافعاً معنويا لـ(الشمشون) ومنحه جرعة من الثقة من خلال الإشادة بالمضيّف وترشيحه لتصدر لائحة المجموعة، أسهم في تعزيز ثقة أصحاب الأرض بما يمتلكون.
وأيضاً هناك الإعلام الرياضي، الذي ابتعد عديده عن جوهر مهمته وانقسم، وهو يتابع رحلة الأسود، بين (مُجامل) و(مُجمّل) وبين إعلام وصحافة يجدون في قساوة التقييم سبيلاً مُتاحاً للنجاح، وهناك ثالث مهني مُتوازن في طروحاته لكنه لا يقوى، - لعديد الأسباب - على إيصال صوته.. عموماً علينا مُغادرة صفحة مباراة كوريا وفتح صفحة منتخب الأردن، لأننا في المحطة الأخيرة خسرنا جولة لكن معركة التأهل مُستمرة ولدينا قرابة الشهر ويتحتم علينا أن نعمل بجد من اأجل تحقيق تطلعات الجميع والظفر بالنقاط، التي تضعنا في دائرة المنتخبات المُتواجدة في نهائي مونديال 2026.