بغداد: شيماء رشيد و مهند عبد الوهاب وعمر عبداللطيف
كربلاء المقدسة: جنان الأسدي
جدد مجلس النواب دعمه الكامل للبنان في مواجهة الاعتداءات الصهيونية الوحشية، وفيما أكد وقوف العراق حكومة وشعباً إلى جانب أشقائهم في هذا الوقت العصيب، كشفت العتبتان المقدستان في كربلاء عن استمرارهما بتنفيذ الحملات الإغاثية للشعب اللبناني الشقيق.
عضو مجلس النواب كامل العكيلي قال في حديثه لـ "الصباح"، أمس الأربعاء :"ندعم بقوة جهود الحكومة في مساندة الشعب اللبناني، سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو الحملات التي أطلقتها المراجعة العراقية لدعم لبنان في مواجهة التحديات الحالية".
وأضاف النائب، أن "الاعتداءات التي يتعرض لها لبنان غير مسبوقة، ويجب على المجتمع الدولي التحرك فوراً لوضع حد لها"، داعياً "مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهما تجاه الشعب اللبناني والعمل على وقف العدوان والحد من المعاناة الإنسانية التي يمر بها البلد".ويأتي هذا الدعم في إطار العلاقات التاريخية التي تربط العراق ولبنان، حيث أعربت الحكومة العراقية عن استعدادها لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الجهات اللبنانية الرسمية.
توفير الإمدادات
في المقابل، ذكرت عضو لجنة العمل ومنظمات المجتمع المدني، زينب الجياشي لـ "الصباح"، أن "العراق كان سباقاً لدعم لبنان الشقيق بعد الاعتداء الآثم من قبل العدو الصهيوني، لذلك بادرت مرجعيتنا الرشيدة بالتوجيه لدعم وتوفير الإمدادات الإنسانية للشعب اللبناني، وقد لبَّى الشعب العراقي ذلك النداء وأعلن جاهزيته الكاملة بتقديم الدعم المادي والمعنوي". وأشارت النائب، إلى أن "العراق على أتم الاستعداد لتوفير الدعم للضيوف من أبناء الشعب اللبناني جرَّاء الحرب الظالمة التي شنَّها العدو الصهيوني، وأن مساعدة الشعب اللبناني تعدُّ من الوقفات المشرِّفة للشعب العراقي".
إسكان الضيوف
إلى ذلك، قال القائم بأعمال السفارة العراقية لدى دمشق ياسين شريف الحجيمي لـ"الصباح": إن المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية سواء للعتبات المقدسة أو هيئة الحشد الشعبي أو جمعية الهلال الأحمر العراقي أو مكاتب المراجع الدينية مازالت تصل وبكميات كبيرة جداً لتوزع بين العوائل اللبنانية المقيمة في سوريا مع استمرار توافدهم إلى الأراضي العراقية.
وأضاف أن كمية المواد التي وصلت إلى الأراضي السورية لغاية الآن تزيد عن 8 آلاف طن، فضلاً عن مبادرات إيوائهم في الفنادق، حيث أسكن مكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني نحو ألف شخص في فنادق ودفع أجور ذلك لمدة شهر قابلة للتمديد، فيما استأجرت العتبة الحسينية أماكن لأكثر من 600 شخص، أما العتبة العباسية فقد كان عدد الأشخاص الذين استأجرت أماكن لإيوائهم 250، وأكثر من 300 شخص تكفلت باإسكانهم العتبة الكاظمية في فنادق السيدة زينب. وبين أن العتبة العباسية وبعض مكاتب المراجع الدينية ومكتب السيد الشهيد الصدر "قدس" والشيخ محمد اليعقوبي قدموا وجبات طعام مستمرة إضافة إلى سلّات غذائية ومساعدات مالية.وأكد الحجيمي، أن جمعية الهلال الأحمر العراقي وهيئة الحشد الشعبي تعهدتا بإيصال المواد الغذائية إلى العوائل اللبنانية الموجودة في حمص، منوهاً بإيصال أكثر من 122 شاحنة محملة بالمواد الغذائية تقدر بـ400 طن إلى تلك العوائل.
تواصل حملة الإغاثة
في غضون ذلك، تواصل العتبتان الحسينية و العباسية المقدستان تقديم المساعدات ضمن حملة الإغاثة للشعب اللبناني استجابة لدعوة المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، بعد الاعتداءات الأخيرة على لبنان .
وقال رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي الدكتور حيدر العابدي بتصريح لـ "الصباح"، : إن "العتبة الحسينية بادرت إلى إطلاق حملة إغاثة تضمنت العديد من اللجان واحدة منها كانت اللجنة الطبية التي بادرت فور اشتداد العدوان على لبنان بإرسال الفرق الطبية إلى العاصمة بيروت لإعطاء تصور عن مدى استعداد المستشفيات لاستقبال المصابين وماهي الإمكانيات الطبية المتاحة وباشرنا فور ذلك إرسال قوافل الإغاثة، مستدركاً بالقول، إن "اللجنة المشكلة بأمر من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة واجهت جميع التحديات إذ قامت بالتنسيق مع المنظمات الصحية المحلية في لبنان لغرض تجهيز المستشفيات بالأجهزه الطبية بالاعتماد على الأسواق المحلية هناك" . وبين العابدي أنه "من ضمن الخدمات الطبية التي حرصت اللجنة الطبية على تقديمها إطلاق خدمة الغسل الكلوي المجاني من خلال التنسيق مع إدارة مستشفى رفيق الحريري الحكومي إذ تم تجهيز المركز بأحدث الأجهزة والمعدات اللازمة للقيام بذلك
وأضاف العابدي أن "اللجنة الصحية في لبنان قامت بفتح 20 مركزاً طبياً يقدم الخدمات للنازحين وأن الفريق الطبي في لبنان قام بجرد للأدوية التي يحتاج اليها المرضى هناك وكانت أبرزها أدوية الأمراض المزمنة وتم تجهيز المراكز بأدوية الأمراض المزمنة وتسليمها للمرضى".
من جانب آخر أوضح عضو إدارة العتبة العباسية المقدسة، الدكتور عباس الموسوي لـ "الصباح"، أن "العتبة العباسية المقدسة قامت بتلبية نداء المرجعية الدينية في النجف الأشراف وأرسلت ثلاث قوافل إغاثة إلى أهلنا في لبنان تضمت قافلة جوية انطلقت من مطار بغداد إلى دمشق والثانية برية بواقع 44 شاحنة".وبين الموسوي أن "تلك المواد ترسل إلى مركز الإغاثة الرئيسي الذي افتتح في العاصمة دمشق إلى جانب إنشاء مخزن بمساحة 10 آلاف متر مربع لاستيعاب القوافل".