علي رياح
بأمل مشترك ولسان واحد، نتطلع مع فريقنا القيثارة الخضراء نحو السعي لإدراك الفوز اليوم في مواجهة ضيفه باختاكور الأوزباكستاني، مرةً لأنه ليس أمامنا طريق آخر للاستمرار في النخبة الآسيوية حساباتٍ ونتائج، إلا بالخروج من خانق النقطة الوحيدة التي حصلنا عليها من مواجهتين مع النصر والهلال السعوديين، ومرةً ثانية لأنَّ ما يتوافر للشرطة من مقوّمات الفريق العامر بالأسماء المهمّة يفرض عليه ألا يكون في مؤخرة الركب الآسيوي. طبقاً للسببين المذكورين، سننتظر من الشرطة ومدربه أحمد صلاح حضوراً بدنياً وفنياً وخططياً يرقى إلى مستوى البحث عن الفوز لإنعاش الآمال، وبغير هذا- لا سمح الله- ستدخل حساباتنا في الزوايا الضيّقة التي ربما ستتعقد في الجولات المقبلة! وفي الربط بين ماضي وحاضر لقاءات فرقنا مع باختاكور، قد يُدهش جمهورنا بأنَّ لهذا الفريق لقاءات مع الفرق العراقية على امتداد (57) سنة من عُمر الزمن، وهو بهذه المثابة (مَعميل) قديم تربطه الكثير من المواقف والذكريات التي كانت الأرجحية في معظمها لهذا الوافد، وقد ترسّخ هذا التفوق في مواجهاتنا الرسمية.
في الزيارة الأولى إلى العراق والتي تمّت في الأسبوع الأخير من تشرين الثاني (1967)، خاض باختاكور السوفيتي أو الروسي وفقاً لما كان سائداً في الجغرافية السياسية وطبقاً لمنطوق صحافتنا في ذلك الوقت، ثلاث مباريات، فاز على آليات الشرطة بهدفين لهدف، وتعادل مع الفرقة الثالثة سلبياً، وأنهى الرحلة بنصف دزينة من الكرات أودعها في شباك منتخب الموصل!
انقطع وصل اللقاءات الودية تماماً بعد تلك الزيارة، وفي آذار من عام (2003) وبينما كانت غيوم الحرب الداكنة تملأ سماء العراق، دشّن الطلبة السجلّ الرسمي للقاءاتنا مع باختاكور في مسابقة أبطال الدوري، وخسر بثلاثة أهداف دون مقابل في طشقند.. وبعد سنتين كان الزوراء النادي العراقي الوحيد الذي يهزم القطب الأوزبكي، ففاز عليه على أرضه بهدفين لهدف ثم كرّرَ الفوز في مدينة طرابلس اللبنانية (الأرض البديلة للزوراء) بهدف دون مقابل. وفي ربيع عام (2008) كان أربيل ممثل العراق في مواجهة باختاكور، فخسر بهدفين نظيفين في طشقند ثم تعرّض لخسارة قاسية في العاصمة الأردنية عَمّان استقرت على هدف مقابل خمسة أهداف! وفي التصفيات المؤهلة إلى دوري أبطال آسيا عام (2019) خسر القوة الجوية على أرض باختاكور بهدف مقابل هدفين، وبعد سنتين عاد الفريقان ليخوضا في دور المجموعات لقاءين أقيما في الشارقة، فتعادلا من دون أهداف ثم خسر الجوية بهدف وحيد. هذه الإطلالة في عُجالة على لقاءات باختاكور مع الأندية العراقية، ربما تكون حافزاً مُضاعفاً آخر لفريق القيثارة الخضراء كي يعود إلى جادة الفوز بعد تعادل وخسارة، وكي يُعيد شيئاً من التوازن في مُحصلة اللقاءات، مانحاً بذلك عموم جمهور الكرة العراقية والذي سيؤازره ويشدّ من عزمه، قَدراً في أوانه من الأمل في إمكانية الاستمرار بقوة في إطار المجموعة وصولاً إلى أفضل موقع ممكن على خارطة البطولة بنسختها الحالية!