بغداد: شيماء رشيد
ومهند عبد الوهاب
يقترب مجلس النواب من تحديد موعد لجلسة انتخاب رئيس جديد له، بعد انقطاع دام قرابة أسبوعين عن عقد الجلسات، يأتي هذا في إطار مطالبات من رئاسة الجمهورية و"الإطار التنسيقي"، بحسم الملف الذي طال انتظاره، كما تشهد الساحة السياسية جهوداً مكثفة من قبل الكتل البرلمانية للوصول إلى توافق بشأن المرشحين للمنصب، وسط توقعات بإجراء التصويت قريباً.
وكان "الإطار التنسيقي"، دعا أعضاء مجلس النواب لـ"عقد اجتماع يوم السبت المقبل لحسم رئاسة المجلس، ووضع حد لشغور هذا المنصب المهم طوال الفترة الماضية"، وذلك عقب اجتماع عقده ليل أمس الأول الاثنين، بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، أكد أمس الثلاثاء، ضرورة حسم اختيار رئيس مجلس النواب.
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، أن "رئيس الجمهورية استقبل رئيس كتلة دولة القانون النيابية ياسر المالكي، وأكد رئيس الجمهورية خلال اللقاء، ضرورة تضافر الجهود من أجل حسم اختيار رئيس مجلس النواب، بما يعزز دوره التشريعي والرقابي، وكذلك إقرار القوانين التي تسهل عمل الحكومة في ترسيخ الأمن والاستقرار، ومساعيها في تنشيط الجانب الخدمي".
من جانبهم، أشار أعضاء بمجلس النواب تحدثوا لـ"الصباح"، إلى أن الجلسة الأولى من الأسبوع المقبل ستخصص لانتخاب رئيس مجلس النواب.
وقالت عضو مجلس النواب، زيتون الدليمي لـ"الصباح": "كان من المفترض أن تعقد جلسة لاختيار رئيس لمجلس النواب قبل هذا الوقت بكثير، وما زالت الاجتماعات والحوارات مستمرة".
وأوضحت، أن "تأخير انتخاب رئيس مجلس النواب كان بسبب انتخابات الإقليم، وكثير من النواب لديهم جهود في الإقليم والتزامات وأعمال، وقد انتهت الانتخابات، وستخصص أول جلسة بداية الأسبوع المقبل لانتخاب رئيس مجلس النواب وتثبيت الاستحقاق الانتخابي".
وعلى العكس من الرأي السابق، ذكر عضو مجلس النواب ياسر الحسيني، لـ"الصباح"، أنه "حتى الآن، لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن مرشح محدد لرئاسة المجلس، وقد يتجه الأمر إلى جولة ثانية من التنافس بين المرشحين محمود المشهداني وسالم العيساوي، وفقاً لاختيارات الكتل السياسية".
وأضاف، أنه "على الرغم من أن المكون السني يرى أن (الإطار التنسيقي) شريك أساسي في قضية اختيار رئيس البرلمان، إلا أن الأخير قد أوضح بشكل صريح أنه غير مسؤول عن اختيار الرئيس، إذ إن هذا الأمر محصور ضمن صلاحيات المكون السني باعتباره من حصتهم".
ومن المتوقع أن يتم تحديد موعد الجلسة قريباً، مع توقعات بوجود نصاب كامل عند انعقادها، ما يشير إلى احتمالية انتخاب رئيس جديد للبرلمان خلال الفترة القليلة المقبلة.
من جانبه، أوضح عضو كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، ماجد شنكالي، في حديث لـ"الصباح"، أنه "دستوريا وقانونيا وبحسب النظام الداخلي لمجلس النواب، يجب أن تسرع الكتل السياسية بعقد جلسة لاختيار رئيس مجلس النواب، وهو منصب من استحقاق المكون السني بحسب العرف السياسي".
وأضاف، أن "على الكتل السياسية - الأعلى تمثيلاً - ولاسيما (الإطار التنسيقي) الإسراع بتحديد جلسة لاختيار رئيس مجلس النواب، لأن هذا يرسل رسالة للمجتمع الدولي والإقليمي الداعم للعملية السياسية في العراق".
بينما أشار النائب المستقل حميد الشبلي، إلى أن "هناك تحركات سياسية بين قوى (الإطار التنسيقي) وقوى المكون السني لانتخاب رئيس مجلس النواب".
وأضاف، أن "وجود من يشغل منصب رئيس مجلس النواب ضروري لديمومة العمل على إصدار القوانين وتفعيل الدور الرقابي والتشريعي، مما يتطلب جدية من المكون السني لإنهاء جدلية منصب الرئيس بأسرع وقت"، متسائلاً: "بينما الجلسات الحوارية مستمرة منذ مدة ليست بالقصيرة، إذن لماذا التأخير باختيار الرئيس؟"، مذكراً بأن "آثار عدم اختيار رئيس لمجلس النواب تنعكس سلبا على محافظاتنا وكل البلاد، وعلى المستوى التشريعي والرقابي".
