الأغذية النباتيَّة.. بين الفوائد الصحيَّة ومخاطر الأمراض

علوم وتكنلوجيا 2024/10/24
...

 هاتي ويلموث
 ترجمة: كريمة عبد النبي

غالباً ما يناقش خبراء التغذية فيما إذا كان النظام الغذائي للشخص النباتي يقدم ما يكفي للجسم من البروتين أم لا، لأن معظم الأغذية النباتيَّة تعد أغذية ذات مادة بروتينيَّة قليلة مقارنة باللحوم، البيض، والألبان.
وفي هذا الصدد نشرت مجلة نيوزويك الأميركيَّة تقريراً تناولت فيه دراسة علميَّة بشأن النظام الغذائي الصحي الذي يحتاجه الشخص النباتي. وتشير الدراسة التي تناولها التقرير الى أنَّ الأغذية المعالجة مثل باودر البروتين وبدائل اللحوم تمكن الشخص النباتي من سد احتياجاته من البروتين.
وقد وجدت الدراسة، التي شارك فيها 774 شخصاً نباتياً من البرازيل، أن هؤلاء الأشخاص يستهلكون، في المتوسط، كميَّة صحيَّة من االبروتين والأحماض الأمينيَّة الضروريَّة التي تمكنهم من سدّ حاجة الجسم للبروتينات.
ويقول مؤلف الدراسة رئيس مجموعة بحوث الأغذية وعلم وظائف الأعضاء التطبيقي في جامعة ستوباولو هاميلتون روشيل: "لقد جاءت النتائج التي توصلت إليها الدراسة عكس ما كان مشخصاً في السابق وهو أن النظام الغذائي للشخص النباتي لا يوفر للجسم الكميَّة الكافية من البروتين والأحماض الأمينيَّة، كما أنَّ النتائج تشير الى أنَّ غذاء الشخص النباتي يمكن أنْ يكون كافياً من الناحية التغذوية"، علماً أنَّ النظام الغذائي النباتي يستبعد جميع المنتجات المشتقة من الحيوانات ويركز على تناول الخضر والفواكه والحبوب والبقوليات والمكسرات والبدائل النباتيَّة.
ويشير مصطلح "الأغذية المُعالجة" الى الأطعمة التي يتمُّ تعديلها كي تدوم وقتاً أطول أو من أجل تحسين طعمها وذلك من خلال إضافة الملح، السكر أو الخميرة. وقد أشار تقرير نشرته المجلة الأميركيَّة للتغذية السريريَّة الى أنَّ النظام الغذائي في الولايات المتحدة كان يحتوي على ما يقارب 57 بالمئة من الأغذية المعالجة عام 2018، لكنَّ هذه النسبة أصبحت أعلى حالياً.
وقد وجدت هذه الدراسة أن الشخص النباتي الذي يتناول منتجات الأغذية البروتينيَّة المعالجة، مثل البدائل النباتيَّة للحوم والألبان ومكملات البروتين، بدا وكأنه تناول ما يكفي من البروتين. وعلى العكس من ذلك، وجدت الدراسة أن الشخص النباتي الذي يستهلك أغذية غير معالجة أو مصادر بروتين معالجة بالحد الأدنى كالمكسرات، البذور، العدس والفول لا يحصل على ما يكفي من حاجة الجسم من البروتين.
هذا ولم تكن الدراسات التي أجريت سابقاً واضحة حول ما إذا كانت منتجات البروتين النباتيَّة المعالجة هي مكملات جيدة لنظامٍ غذائي صحي أم لا، على الرغم من أن معظمها، أي الدراسات، كانت تشير الى أن النظام الغذائي النباتي غنيٌ بالألياف ويحتوي على نسبٍ أقل من الكوليسترول، كما أنَّه يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب إذا ما قورن بالأنظمة الغذائيَّة المتنوعة.
وعلى صعيد آخر أثارت بعض الدراسات الحديثة الى مخاوف افتقار النظام الغذائي النباتي الى فيتامين ب 12 (B12) الذي يؤدي بالنتيجة الى تلف الأعصاب، فضلاً عن مخاطر الإصابة بالسكته الدماغيَّة.
ومن جهة أخرى، وجدت إحدى الدراسات التي تمَّ نشرُها مؤخراً أنَّ الأغذية المعالجة ذات المصدر النباتي كانت لها علاقة بالأمراض القلبيَّة بنسبة 12 بالمئة، لكن الدراسة لم تتوصل الى الفرق بين الأغذية الغنيَّة بالبروتين والأغذية التي تفتقر للبروتين. علاوة على ذلك، قامت الدراسة بتحليل الأنظمة الغذائيَّة لدى الأشخاص البريطانيين من ذوي النظام الغذائي النصف معالج والأشخاص النباتيين في البرازيل ممَّن شكلت نسبة الأغذية المُعالجة في نظامهم الغذائي 13.2 بالمئة.
وأشار روشيل الى أنَّ الدراسة التي أجراها شملت الأشخاص النباتيين من الذين يستهلكون الأغذية المعالجة بنسبة أقل من عموم السكان في البرازيل. وقد أوضحت هذه الدراسة العلاقة بين تناول كميَّة أكبر من الأغذية المُعالجة والتي غالباً ما تحتوي على السكريات والملح والدهون والمضافات الكيميائيَّة وبين النتائج الصحيَّة السلبيَّة الناتجة عن تناول مثل هذه الأغذية كأمراض القلب وضغط الدم العالي ومرض السكري وبعض أنواع من مرض السرطان والموت المبكر.
وقد أوضح روشيل أنَّ بروتين الصويا ومكملات البروتين هي ليست بالضرورة غير صحيَّة مقارنة بالمنتجات الغذائيَّة المعالجة التي تحتوي على مستويات عالية من الدهون والسكر والصوديوم والمواد الحافظة والمواد الصناعيَّة المضافة. ويعد بروتين الصويا مصدراً مهمَّاً للبروتين والأحماض الأمينيَّة بالنسبة للشخص النباتي حتى وإن كانت تُصنف على أنَّها مواد غذائيَّة معالجة.

عن مجلة نيوزويك الأمريكيَّة