عمـار سـاطع
يقف مهاجمُ منتخبنا الوطنيّ، أيمن حسين، المحترف في صفوف فريق الخور القطريّ، على مشارف اقتحام السجلِّ التهديفيّ التاريخيّ لأسود الرافدين على المستوى الدوليّ، مقترباً من المركز الرابع في قائمة التسلسل الرسمي للهدافين الدوليين، إذ تجاوز في الجولتين الماضيتين من التصفيات القاريَّة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم (2026)، ثعلب الكرة العراقيَّة الأسبق، فلاح حسن، بهدفين بعدما أودع كرتين في مباراتي فلسطين وكوريا الجنوبيَّة، ليرفع غلته إلى (30) هدفاً من أصل (79) مباراة دوليَّة خاضها وليقترب من النجم الراحل علي كاظم أكثر من أيِّ وقتٍ مضى.
ستة أهداف فقط
وأمام أيمن حسين فرصة كبيرةٌ للظفر في المركز الرابع، لأنَّ كلَّ ما يحتاج إليه هو تسجيل ستة أهداف ليضمن الانتقال إلى هذه الخانة وليُصبح قريباً جدّاً من الدخول في المربّع الذهبي الذي يقبض عليه نجوم سبقوه في قائمة مسجِّلي الأهداف الدوليَّة التي يتصدّرها النجم الأبرز وعميد الهدّافين حسين سعيد برصيد (78) هدفاً يليه النجم الراحل ساحر الكرة أحمد راضي بـ(62) هدفاً ثم السفّاح يونس محمود وله (57) هدفاً، وتبدو فرصة أيمن حسين مواتية في اﻻستمرار بهواية تسجيل الأهداف، والإفطار على شباك مرمى المنافسين كبير جدّاً كونه أصبح المنقذ الفعليَّ لخطّ هجوم منتخبنا الذي تنتظره ستّ مباريات متبقية من عُمرِ التصفيات القارّيَّة في الطريق إلى المونديال المقبل، في ظلِّ الإصرار الذي يعيشه اللاعب مع نفسه إلى جانب اقتناصه الفرص، فضلاً عن تحسين صورته كمهاجم بارز يواصل مسيرته باستقرار أكبر وبطموح ﻻ تحده حدود.!
لقاء النشامى المرتقب
مواجهتا منتخبنا الوطني المقبلتان أمام الأردن في مدينة البصرة في (14) من الشهر المقبل وأمام منتخب سلطنة عُمان في (19) منه في مسقط ستكونان مكمِّلتين لحكاية نجمنا وستزيد من رصيده التهديفيّ وهو الذي حلّق في ملعب البصرة الدوليّ من قبل وكثف مجهوداته بتحقيقه أجمل أهداف الجولة الآسيويَّة الرابعة من التصفيات بتحقيقه هدفاً مقصيّاً مثيراً في مرمى كوريا الجنوبيَّة في سوون، وباتت مسؤوليته مضاعفة كونه لاعباً من طراز ناري ونادر في هذه الفترة التي تتأثر بسباتٍ غير مسبوق وشحّ في إيجاد هدافين مثل أيمن حسين الذي يُجيد اللعب من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، ويتفنّن بألعاب الهواء أياً كانت.!
تخطى منافسيه
لقد اجتاز «أبو طبر» مهاجمين كباراً على غرار زميله مهند علي وهوار ملّا محمد وليث حسين ورزاق فرحان وعماد محمد وأخيراً فلاح حسن في فترة زمنيَّة قصيرة ومهمَّة، وأصبح مهيّأ نفسياً وبدرجة كبيرة لتحقيق شعار (أكون أو ﻻ أكون)، كونه يُدرك أنَّ قابلياته الفنيَّة في منطقة رأس الحربة كفيلة بأنْ تجعل منه مهاجماً أسطورياً للكرة العراقيَّة لسببين، وربما الاقتراب من قمَّة قائمة الهدافين التاريخيين للكرة العراقيَّة ومزاحمة العمالقة، الأول أنه يلعب مع منتخب تقدَّم كثيراً في قائمة التصنيف العالميَّة للمنتخبات وبدأ يُدرك أنَّ فرصة بلوغ مونديال (2026) ستكون قريبة المنال أكثر من أيِّ وقت مضى، أمّا السبب الثاني فهو اﻻنفرادات التي سُجِّلت في النتائج وبمجمل رصيد النقاط التي كسبها المنتخب العراقي بفضل براعته في حسم النتائج للمنتخب.
أسلوب كاساس
وإذا كان الحديث يأخذنا إلى أيمن حسين في تحقيق انفراد ربما لن يتكرَّر لعقود مقبلة، فإنَّ الذي ساعد حسين طريقة اللعب التي اتبعت من قبل المدرِّب خيسوس كاساس، والأسلوب الذي تناسب وانسجم مع إمكانيات لاعبنا الذي شكّل وحده علامة ضغط فعالة وبعبعاً للمنافسين، وبات تواجده في التشكيلة يُشكّل نقطة قوة ضاربة للمنتخب الوطنيّ في مجمل مواجهاته.
علامة التحدي
لقد عاد أيمن حسين إلى هوايته باقتناص الأهداف، في بطولة كأس الخليج (25) مطلع العام الماضي بمدينة البصرة وصوﻻً إلى نهائيات كأس أمم آسيا مطلع العام الحالي في قطر وتصفيات المرحلة الثانية المؤهِّلة إلى كأس العالم (2026) وحتى ما وصلنا إليه من مرحلة الحسم، وبات يُشكّل وحده علامة من علامات التحدّي الفعلي للمنتخب في مواجهاته المختلفة، مثلما أصبح يقف على أعتاب تأكيد جدارته لمنتخبنا الوطنيّ أولاً ولاسمه ثانياً.
مهمتان مرتقبتان
لا نشكّ أبداً في أنْ يصل نجمنا المُلهم إلى أبعد من طموحاتي ظلِّ الظروف المتاحة أمامه إلى جانب حجم الدعم المُقدَّم له من كلِّ حدبٍ وصوب سواء كان إعلامياً أو جماهيرياً أو حتى من قبل اتحاد الكرة والملاك الفني للمنتخب إلى جانب زملائه في المنتخب، وهذا النجم أمامه مهمتان مرتقبتان، الحفاظ على ما تحقق إضافة إلى زيادة الكمِّ التهديفيّ والنوعيّ من أجل مواصلة مشوار قصير في العُمر، لكنّه طويل ومؤثر وكبير حيث بدأ للتو.