علي الباوي
كلّما لعب فريق كومو الإيطالي تدقّ قلوبنا بلهفةٍ وننتظر حتى الدقيقة (80) على أمل أنْ يزجَّ المدرِّب الإسباني سيسك فابريغاس بعلي جاسم في المباراة.
علي جاسم أحد إنجازات الكرة العراقيَّة الفريدة في السنوات الأخيرة وأخذ مكانته عراقياً وعربياً لمهاراته الفنيَّة وقدرته على صنع الفرص وتحقيق الأهداف الجميلة.
لقد تعاطف الجمهور الرياضي العراقي كثيراً مع علي جاسم في رحلته الاحترافيَّة في إيطاليا رغم أنه ليس اللاعب العراقي الأول الذي يقتحم هذا المجال فقد سبقه علي عدنان عندما لعب لصالح فريق أودينيزي. بنية علي جاسم المرهفة وعمره الصغير جعلا الجمهور العراقي يهتم بيوميات علي جاسم الاحترافيَّة فالكرة الأوروبيَّة عموماً والإيطاليَّة بشكل خاص معروفة بصعوبتها ومزاجها المتقلّب وعنفها غير المسوَّغ. علي جاسم نال الحبَّ الجماهيري بسبب طبيعته الخجولة وسرعة تأثره وخبرته الاحترافيَّة القليلة وفضلاً عن هذا عدم إجادته اللغة الإنكليزيَّة أو الإيطاليَّة. لقد كان من الطبيعي أنْ يتأخّر ظهوره في الملاعب الإيطاليَّة إلى حين التأقلم التام وحسن التعاطي مع التدريبات المكثفة التي يُجريها كومو لمواجهة المنافسات الشرسة، لكنَّ هذا الظهور تأخّر وبات أمل الجمهور العراقي هو أنْ يظهر نجمنا مع رفاقه الأوروبيين والأفارقة والجنسيات الأخرى، ويفخر به العراق والعرب.
في المباراة الأخيرة لكومو مع فريق تورينو الإيطالي ظهر علي جاسم مدَّة (15) دقيقة وهي أطول ما سمح به فابريغاس الذي بدا حريصاً على علّاوينا وهو يوجِّهه بتعليماته قبل الزجِّ به في المباراة. لقد لعب علي بشكل جيِّد وأدّى العديد من المناولات الصحيحة وكان واثقاً من نفسه في هذه الدقائق القصيرة وحوَّل اهتمام الفريق إلى الجهة اليسرى، حيث أسند له الدور الفاعل أمام تورينو. هذا الظهور رغم قصره إلّا أنه كان حافزاً مشجِّعاً ليس لجاسم وحده وإنّما للجماهير العراقيَّة والعربيَّة التي قالت بقلب واحد: هذا هو علّاوينا البطل.