بغداد: حازم محمد حبيب
كشف مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في العراق، عن تنظيم ورشة عمل وطنية لأكثر من 60 مدير موقع ثقافي وطبيعي وخبراء التراث من مختلف أنحاء البلاد، فيما أكد مصدر في "اليونسكو" التزام المنظمة الأممية بدعم مساعي وجهود العراق في إدراج مواقع جديدة ضمن لائحة التراث العالمي.
وقال مصدر في مكتب "اليونسكو" في العراق، في حديث لـ"الصباح": إن "العراق يمتلك تراثاً ثقافياً غنياً، وتدرك (اليونسكو) أهمية الجهود المستمرة لإدراج المزيد من المواقع ضمن قائمة التراث العالمي"، وأكد أن "عملية تحقيق هذا الاعتراف؛ تتطلب التزاماً من السلطات الوطنية، بما في ذلك تقديم توثيق شامل، وتوفير الحماية القانونية المناسبة، ووضع خطط للحفاظ والإدارة المستدامة لضمان الحفاظ على هذه المواقع للأجيال القادمة".
وأضاف المصدر، أنه "في هذا السياق، نظّم مكتب (اليونسكو) في العراق مؤخراً ورشة عمل وطنية – هي الأولى من نوعها منذ عقدين – لأكثر من 60 مدير موقع ثقافي وطبيعي وخبراء التراث من مختلف أنحاء العراق، وقدم تدريباً شاملاً حول الحفاظ والإدارة المستدامة لمواقع التراث، ولاسيما مواقع التراث العالمي بما يتماشى مع (اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي لليونسكو)، التي كان العراق من أوائل الدول التي صادقت عليها في عام 1974".
وفي ما يتعلق بحماية التراث في البلاد، أوضح المصدر: "تعمل (اليونسكو) بنشاط مع العراق للحفاظ على معالمه الثقافية وترميمها، ويشمل ذلك تقديم الخبرة الستراتيجية، والتمويل، والتدريب الفني للمتخصصين في التراث والحرفيين في مجال حفظ التراث التاريخي، بالإضافة إلى دعم إعادة تأهيل وترميم مواقع التراث الرئيسية مثل جامع النوري و140 مبنى تاريخياً في الموصل والبصرة وقلعة أربيل، وقد تم استكمال هذه المواقع وتسليمها لمستخدميها النهائيين". وأضاف، أنه "في ما يتعلق بمئذنة الحدباء، فقد تم الانتهاء من مراحل تدعيم الأساسات الأصلية وتنفيذ الأساس الجديد العام الماضي، وحالياً، يجري العمل على إعادة بناء العمود المفقود، وقد تم الانتهاء من أكثر من 50 بالمئة منه حتى الآن".
وتابع: "حققنا تقدماً كبيراً في تعزيز جهود إعادة البناء بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين لضمان الحفاظ على الهوية التاريخية الفريدة للعراق، كما تقدم (اليونسكو) برامج تدريبية في مجال حفظ التراث وإعادة التأهيل والإدارة لتزويد الشباب العراقي والمجتمعات المحلية بالمهارات اللازمة لحماية تراثهم والحفاظ عليه للأجيال القادمة".
وبخصوص التعليم، قال المصدر: "تدعم (اليونسكو) نظام التعليم في العراق من خلال برامج مختلفة تهدف إلى تحسين جودة التعليم وضمان الوصول للجميع، وتقدم المنظمة المساعدة الفنية للحكومة والوزارات لتنفيذ مبادرات مثل تطبيق نظام إدارة المعلومات التربوية (EMIS) وتدريب المسؤولين لتعزيز التخطيط واتخاذ القرار القائم على الأدلة، والتطوير المهني المستمر وتدريب المعلمين لتحقيق نتائج تعليمية عالية الجودة، ودعم تنفيذ التعليم التقني والمهني القائم على الكفاءة (TVET)، وضمان الجودة في التعليم العالي لتحسين المعرفة والمهارات والكفاءات لدى الشباب العراقي"، وبيّن، أن "هذه الجهود تتماشى مع (الستراتيجية الوطنية للتعليم في العراق 2022 – 2031) التي تهدف إلى ضمان تعليم شامل وعالي الجودة لكل متعلم".