بغداد: الصباح الرياضي
قبل أيامٍ تحدَّثتْ وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن اجتماعٍ مطوَّلٍ عُقد بين اتحاد الكرة والطاقم الفني لمنتخبنا الوطني لمناقشة مسيرة أسود الرافدين المقبلة قبل مشاركته في بطولة خليجي (26) المزمع انطلاقها نهاية الشهر المقبل في دولة الكويت، بيد أنَّ التسريبات الوحيدة التي وصلتْ إلى آذان المتلقّي البسيط والمتابع المتخصِّص أنه تمَّ الحديث عن عدم استدعاء أكثر من لاعبٍ واحدٍ أو اثنين من كلِّ نادٍ لقائمة المنتخب الوطني كي لا يتمَّ وقف الدوري خلال العرس الخليجي المرتقب إلى جانب مناقشة إمكانيَّة استدعاء المحترفين في دوريات السويد والدنمارك والنرويج.
إنَّ تحديد هذا العدد من اللاعبين يتنافى بشدَّةٍ مع المعايير الثلاثة الشائعة والمطبَّقة في معظم منتخبات العالم المتقدِّمة بشأن آليَّة استدعاء اللاعبين إلى المنتخب الوطني وهي:
1. دعوة اللاعبين القادرين على تطبيق العديد من المفردات الخططيَّة كأساليب بناء اللعب والتكتيكات الدفاعيَّة إلى جانب مهاراتٍ أخرى على غرار الذكاء الميداني والفهم الخططي وسرعة القرارات الذهنيَّة بالإضافة إلى القدرات البدنيَّة العالية على التحمّل والسرع المختلفة.
2. استدعاء اللاعبين عطفاً على الأداءين المهاري والفني في مباريات الدوري والتركيز على قدراتهم التنافسيَّة العالية على حسم النتائج وتحليل تأثيرهم الكبير والحيوي في تشكيلات أنديتهم بحسب مراكزهم.
3. منح الفرص إلى المواهب العمريَّة التي برزتْ في المنتخبات الوطنيَّة بحسب فئاتها العمريَّة بحسب قاعدة البيانات ومدى استجابتهم لتنفيذ أساليب اللعب التي يرغب المدرِّب في تطبيقها.
تساؤلات منطقية
دعونا نسألْ هنا بشأن تطبيق قاعدة عدم استدعاء أكثر من لاعبين من أيِّ ناد، فاذا لم يقتنعْ كاساس بأيِّ لاعبٍ من لاعبي فريق الشرطة على سبيل المثال ووجد ضالته في أربعة لاعبين من زاخو هل نفرض عليه لاعبين من القيثارة لتكملة تشكيل المنتخب؟ ربما هذه الخطوة تصلح مع المنتخبين الأولمبي والشباب حصراً في حال ألزم اتحاد اللعبة جميع أندية نجوم العراق بضرورة تواجد لاعبين بأعمارٍ معيَّنةٍ ضمن التشكيل الأساسي لتتمَّ دعوة المواهب خلال البطولات القاريَّة.
التجريب أم الدفاع عن اللقب
اتحاد اللعبة مطالبٌ بتوضيح خطواته المستقبليَّة بشأن هذا التجمّع لأنَّ الاكتفاء بالفرجة إزاء تسريب المعلومات، سيُدخل الجماهير في دوّامة الجدل بشأن المشاركة الخليجيَّة المقبلة ويفتح باب التساؤلات على مصراعيها، هل هي بطولة مصيريَّة تدخل ضمن خانة قمم الاستحقاقات الخارجيَّة بحيث سيدافع منتخبنا بطل البطولة السابقة عن لقبه؟ أم هو تجمّع-تنشيطي- تحضيري- هدفه تجريب أساليب لعب أخرى بعيداً عن ضغوط حمّى التصفيات الموندياليَّة التي سنعود لها ثانية في شهر آذار المقبل؟.
دوامة الجدل
ليست الجماهير ولا ضيوف البرامج الرياضيَّة من يبتّ ويحسم الجدل في ذلك.. بل المدرِّب كاساس فقط هو الأعلم من الجميع والأكثر دراية في وضع التعريف الخاص بلقاء السعوديَّة المقبل ضمن بطولة الخليج والذي ربما يعني له قمَّة فنيَّة عالية الجودة وذات الكلام يقال عن مواجهة البحرين الذي لا يزال يحتفظ بجيله المميّز الذي قدَّمه لنا بعد العام (2018)، فقط نحن بحاجةٍ لشفافيَّةٍ أكبر من إعلام الاتحاد للكشف عن توجّهات الإسباني وماهي معاييره المتبعة في استدعاء اللاعبين إلى المنتخب لقطع دابر
الشائعات.