العراق يحتفل بيوم النصر على {داعش}

الثانية والثالثة 2024/12/11
...

 بغداد : هدى العزاوي
  ومهند عبد الوهاب

احتفل العراقيون أمس الثلاثاء، 10 كانون الأول، بالذكرى السنوية السابعة ليوم النصر وتحرير الأرض من عصابات "داعش" الإرهابية في العام 2017، بعد تضحيات كبيرة قدمها الشعب العراقي وقواته المسلحة البطلة بمختلف صنوفها.
وجددت القيادات الرسمية والسياسية التأكيد على توحيد الصف الوطني ودعم الجهود الأمنية والعمل المشترك من أجل ترسيخ أمن الوطن لمواجهة أي تهديدات محتملة.
وقال رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، في تدوينة على منصة (X) تابعتها "الصباح": "في يوم النصر على عصابات داعش الإرهابية، نتقدم بالتهاني  إلى أبناء شعبنا والقوات الأمنية البطلة بتشكيلاتها كافة الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة، مستذكرين بإجلال ووفاء الدماء الزكية لشهدائنا، وفتوى المرجعية الدينية العليا التي حشّدت قوى الشعب".
وجدَّد رشيد التأكيد، "على توحيد الصفِّ الوطني ودعم الجهود الأمنية والعمل المشترك من أجل ترسيخ أمن الوطن لمواجهة أي تهديدات محتملة، والعمل على تخفيف التوترات وتعزيز الاستقرار في المنطقة".

كلمة السوداني
من جانبه، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في كلمة بمناسبة يوم النصر، تابعتها "الصباح": "نستحضر يوماً يفتخر فيه العراقيون جميعاً بما حققوه قبل 7 سنوات من نصر مؤزَّر على عصابات داعش المندحرة"، مبيناً، أن "يوم النصر صار علامة فارقة في مسيرة شعبنا".
وأضاف، أن "أول ما نتذكر في هذا اليوم أن النصر صار حقيقة نتباهى بها على مرِّ التأريخ بفضل تضحيات الشهداء والجرحى وأسندته المرجعية العليا بفتواها المباركة"، موضحاً، أن "الأصدقاء والأشقاء وقفوا معنا في مواجهة الإرهاب؛ لأن العراقيين قاتلوا نيابة عن العالم".
وأكد، أن "انتصار العراقيين هو انتصار الإنسانية في وجه التهديد الذي روَّع المنطقة والعالم"، مستدركاً بالقول: "لم يعد للإرهاب اليوم موطئ قدم في أرض العراق وليس لفلوله إلا الهزيمة والفرار أمام قواتنا المسلحة".
وبيَّن السوداني، أن "قواتنا تسحق الإرهابيين إينما تجدهم"، موضحاً، أنه "ما زال هناك من يتحين الفرص واهماً أن يبثَّ الروح على في بقي من الإرهابيين". مشدداً على ضرورة، التحذير من خطر الدعوات المشبوهة التي هدفها عرقلة عجلة الحياة التي صنعها أبطال النصر بتضحياتهم".
وواصل رئيس الوزراء، "نحن اليوم نتابع الأحداث في الجارة سوريا وكلنا أمل أن تتحلّى دول المنطقة والعالم أجمع بالمسؤولية للحفاظ على أمن وسيادة سوريا"، مؤكداً، "ضرورة ترك الخيار  إلى الشعب السوري واحترام إرادته الحرة  إلى جانب المسؤولية الدولية في حفظ وحدة الأراضي السورية وحماية التنوع".
وكان رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، قد أصدر عدة توجيهات للوزارات والجهات الرسمية والأمنية خاصة بمراسم "يوم النصر" على "داعش" الإرهابي.

رئيسا البرلمان والقضاء
بدوره، قال رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، في بيان بالمناسبة: إنه "في هذا اليوم التاريخي نجدد فخرنا واعتزازنا بتضحيات قواتنا المسلحة الباسلة من جيش وشرطة وحشد شعبي الذين سطروا أروع ملاحم الشجاعة والإباء دفاعا عن الأرض والعرض".
وتابع: أنه "ومن خلال هذا النصر الكبير نؤكد على وحدة العراق وتلاحم جميع مكوناته من أجل بناء مستقبل امن ومزدهر للأجيال القادمة".
كما أصدر رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، بياناً بالمناسبة تلقته "الصباح"، وقال: إنه "في ذكرى يوم النصر، فإن التاريخ سجل للعراقيين في هذا اليوم صفحات من البطولة والشجاعة، وهم يدحرون أعتى كيان ظلامي إرهابي عرفه العالم".
وبارك النائب الأول لرئيس مجلس النواب، محسن المندلاوي، في بيان، "للشعب العراقي العزيز، وشعوب المنطقة والعالم، بمناسبة حلول الذكرى السابعة ليوم النصر العظيم على قوى الإرهاب الداعشي"، مؤكداً أن "الفتوى المباركة للمرجعية الدينية العليا (دام ظلها) بالجهاد الكفائي، والاستجابة الشعبية الواسعة، أنقذت العالم من أخطر مشروع ظلامي وفكر دموي متشدِّد عرفه التأريخ". داعياً  إلى "تفويت الفرصة على أعداء العراق عبر أخذ التدابير اللازمة لصيانة المكتسبات التي صنعها الشهداء والتي نحتفي بذكرى إنجازهم".
كما أصدر نائب رئيس مجلس النواب، شاخوان عبدالله، بياناً بالمناسبة قال فيه: "نستذكر باعتزاز كبير الذكرى السنوية السابعة لتحقيق النصر على عصابات داعش الإرهابية"، داعياً "القوى السياسية والأحزاب الوطنية  إلى ضرورة توحيد الصفوف من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار".

الدفاع والداخلية
وزير الدفاع، ثابت محمد العباسي، قال في بيان: "نحتفل بمناسبة مرور سبع سنوات على الانتصار الكبير لقواتنا المسلحة البطلة من مختلف الصنوف والتشكيلات على الإرهاب، حيث سجل الأبطال بقواتنا المسلحة وبمساندة شعبهم الأبي خلال هذه الملحمة الأسطورية الخالدة والتي استمرت لثلاث سنوات من القتال والمواجهات وتقديم قرابين الشهداء والجرحى، أكبر انتصار على أعتى منظمة إرهابية شهدها التاريخ".
وأضاف، "نقف بإجلال واحترام لموقف المرجعية الرشيدة وفتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها سماحة السيد علي السيستاني والتي كان لها دور كبير في شحذ الهمم ووحدة الصفوف، حيث عكست هذه الفتوى المباركة التلاحم الوطني من أجل العراق وأرضه المباركة".
من جهته، قال وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، في بيان بالمناسبة: "لم تكن حرباً بل كانت مصيراً سُلّت به سيوف الشجاعة لقطع الرقاب التي توهَّمت أنها تطاولت على أرض العراق".
وأضاف: "في اليوم العاشر من كانون الأول يوم النصر المؤزَّر على الإرهاب نستذكر المعاني التي خُطَّت بدماء الشهداء والجرحى".
وتابع: "نستذكر فتوى لم تكن بداية النصر بل كانت النصر بعينه جاءت من مرجعية رشيدة، فقد لبّى أبناء العراق هذه الفتوى وصار الهدف واحداً وهو التحرير".

استعراض عسكري
 إلى ذلك، حضر رئيس أركان الجيش الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، والفريق أول الركن قيس المحمداوي نائب قائد العمليات المشتركة، أمس الثلاثاء، الاستعراض الذي أقامته قيادة عمليات بغداد بمناسبة يوم النصر على عصابات "داعش" الإرهابية، كما حضرا في الاحتفالية التي أقامها جهاز مكافحة الإرهاب وتخرّج دورة العمليات الخاصة (79) التي أطلق عليها دورة "يوم النصر".
وأكد يار الله، بحسب بيان لقيادة عمليات بغداد،  أنه "من حقِّ قواتنا الأمنية أن تفخر بهذا اليوم المبارك الذي حمل بشرى كبيرة لأبناء الشعب العراقي العظيم"، مثمناً "التضحيات التي قدمت لتحقيق النصر".
نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي، قال بالمناسبة:  إنه "في يوم العاشر من كانون الأول عام 2017 كان العراق على موعد مع ملحمة كبرى وصمود أصبح مدرسة للأجيال وتضحيات أسست لتاريخ جديد من تاريخ العراق الأبي لينهض من براثن اليأس  إلى نور النصر بهمة أبنائه الغيارى الرافضين للذلّ والباحثين عن الحرية".
كما أقامت هيئة الحشد الشعبي بالتعاون مع جامعة النهرين، أمس الأول الاثنين، مهرجاناً سنوياً مركزياً بذكرى استشهاد قادة النصر الشهيدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس ورفاقهما، بعنوان الشهادة والسيادة.

العمليات النفسية
مستشارية الأمن القومي، ذكرت في بيان بالمناسبة، أنها "تشرفت بقيادة الخلية النفسية الستراتيجية، التي أشرفت على خلية الإعلام الحربي وبناء الجهد النفسي في الدولة لمواجهة كل بروباغندا داعش الإرهابية، حيث اشتركت مفارز العمليات النفسية الميدانية في جميع عمليات التحرير ضمن كافة محاور العمليات وقدمت الدعم النفسي وواجهت كل محاولات داعش الإعلامية والنفسية لحين تحقيق النصر العراقي المؤزَّر".

بعثة يونامي
بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، ذكرت في بيان بالمناسبة، أنه "في العاشر من كانون الأول، يحتفل العراق بيوم النصر، في ذكرى تحرير أراضيه من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي. يُمثل هذا اليوم محطة وطنية هامة تستذكر فيها البلاد التضحيات الجسيمة التي بذلها العراقيون لاستعادة أرضهم وإرساء الأمن والاستقرار في ربوع الوطن".
وأضافت، "تجدد الأمم المتحدة بهذه المناسبة دعمها الكامل للعراق حكومةً وشعباً في استعادته للسيادة والسيطرة الكاملة على أراضيه وتحقيق الاستقرار والإنماء المستدام".

قادة سياسيون
وهنأ قادة سياسيون وأعضاء بمجلس النواب، الشعب العراقي بمناسبة "يوم النصر".
وفي هذا الصدد، قال الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعليّ، في بيان تلقته "الصباح": إنه "في ذكرى النصر وعيده العراقيّ الأجمل، نستذكرُ أصحاب الفضل علينا جميعاً، وفي مقدمة الركب أولئك الذين توضأت بدمائهم الأرض، لتؤدي صلاة التحرير من دنس زُمر التكفير والظلام المدعومة من قوى الاستكبار".
وأضاف: "نقدم أسمى آيات التقدير والامتنان، لمقام المرجعية العُليا التي أطلقت الفتوى التاريخية، ولبى نداءها العراقيون الأحرار، الذين قدموا الغالي والنفيس، وهم يخوضون معارك الشرف تحت قيادة خِيرة رجال المقاومة".
بدوره، قال رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم في يوم النصر: "من واجب الجميع الحفاظ على المنجز وندعو  إلى المزيد من الاستعداد واليقظة نتيجة التطورات الأمنية الحاصلة بالمنطقة".
من جهته، قال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الشيخ همام حمودي: إن "النصر الذي حققه العراقيون وأذهلوا به العالم، كان نصراً للعراق والأمة وكل الإنسانية بدحر أبشع قوى إرهابية دموية، وإفشال أخطر مشروع دولي استهدف وجودنا وهويتنا ومقدساتنا وعقيدتنا وكرامتنا الإنسانية".

حديث النصر
مستشار وزير الداخلية، الفريق كاظم بوهان، قال في حديث لـ"الصباح": إن "هذا النصر تحقق في ظل ترابط الشعب والجيش العظيم والقوات الأمنية بمختلف أصنافها والحشد المبارك؛ وقبلهم وبعدهم من أصدر الفتوى العظيمة الرجل العظيم المبارك السيد علي السستاني، ولا ننسى ما حيينا تضحيات الشهداء والجرحى من أبطال قواتنا المسلحة كافة".
الشهداء القادة
أما مدير إعلام هيئة الحشد الشعبي، مهند العقابي، فقال في حديث لـ"الصباح": إنه "في هذا العام، فإن الاحتفال بيوم النصر على عصابات داعش الارهابية له ميزة خاصة نظراً للتحولات التي تحدث في المنطقة"، لافتاً إلى أنه "في ظل حكومة السوداني؛ فإن الحشد الشعبي وباقي القوات الأمنية في ذروة عطائها وقوتها، ولدينا العدة والعدد والإمكانات الفنية والبشرية والعسكرية لمواجهة أي عدوان".
وتابع: "نستذكر الشهداء الذين بذلوا دماءهم من أجل الوطن، لاسيما الشهداء القادة قائد الحشد الحاج أبو مهدي المهندس، والمستشار العسكري الحاج قاسم سليماني، وباقي الشهداء والمضحين لهذا البلد، كما نستذكر الرعاية الأبوية من المرجعية الدينية مرجعية آية الله العظمى السيد الإمام علي السيستاني، هذه المرجعية التي حرصت على الحفاظ على العراق".

دعم برلماني
بدوره، قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، جواد البولاني، في حديث لـ"الصباح": إن "النصر الذي حققته قواتنا المسلحة البطلة على الإرهاب  كان مبهراً للعالم"، مؤكداً أن "قواتنا المسلحة عندها القدرة الكاملة والكافية ولها قدم السبق في تحقيق  النصر  على الإرهاب، وذلك لم يحصل لولا تكاتف الجميع من القوى الشعبية والسياسية والعسكرية، فضلاً عن توفير الدعم الكامل من قبل السلطة التشريعية في التخصيصات المالية التي وفرت السلاح والقوة الكافية لرد الهجمات الإرهابية".
من جانبه، قال النائب علاء سكر، لـ"الصباح": إن "انتصار قواتنا المسلحة بمختلف صنوفها على الإرهاب؛ أعطى دروساً مهمة  للعالم في التضحية والدفاع عن الأرض، إذ استطاعت القوات العراقية بكل صنوفها أن تشكل جدار صد كبيراً أمام الإرهاب، وقد استطاعت أن تكسر كل تحركاته وتحقق النصر عليه".