مواطنون يشكون لـ {الباب المفتوح}: أصحاب المحال التجاريَّة يستحوذون على الأرصفة

الباب المفتوح 2024/12/18
...

 بغداد: فرح الخفاف 

تلقت "الباب المفتوح" العديد من شكاوى المواطنين حول قيام أصحاب المحال التجارية والمطاعم والمقاهي، وحتى الباعة، بـ "احتلال" الأرصفة وجزء من الشوارع في مناطق عدة من بغداد. هذه الظاهرة تسببت في صعوبة سير المشاة أو إيجاد أماكن لصف السيارات، ما أثار استياءً واسعاً بين الأهالي.


أماكن الانتشار

تمركزت أغلب الشكاوى في منطقتين رئيستين من بغداد؛ الكرخ والرُصافة. في الكرخ، كانت المناطق الأكثر تضرراً هي المنصور، الداوودي، شارع الأميرات وشارع الكندي، بينما في الرصافة، اشتكى المواطنون من الظاهرة في زيونة، بغداد الجديدة، شارع فلسطين وشارع الضباط.

لتوثيق هذه المشكلة، قامت "الباب المفتوح" بجولة في بعض هذه الشوارع. ورصدت أن معظم المطاعم والمحال التجارية قد سيطرت بشكل كامل على الأرصفة وأجزاء من الشوارع، ما حولها إلى مواقف للسيارات. في بعض الحالات، نصب أصحاب المحال لافتات أو "كبوسات بلاستيكية" لحجز المساحات المخصصة للسير.


ردود فعل أصحاب المحال

عند السؤال عن سبب هذه التصرفات، رفض العديد من أصحاب المحال والمطاعم التعليق على الموضوع. ومن قالوا شيئاً، برروا الأمر بأن الأرصفة "تعود لهم بحكم وجود محالهم ومطاعمهم" وهو ما أثار استنكار المواطنين.


آراء المواطنين

مواطنون تحدثوا لـ"الباب المفتوح" عن معاناتهم اليومية بسبب هذه الظاهرة. زينب وليد، إحدى سكان شارع الأميرات، قالت: "منزلنا يقع قرب شارع الأميرات، لذلك نخرج للتنزه مع الأسرة بين حين وآخر، إلا أننا نواجه صعوبة في السير بسبب احتلال الأرصفة من قبل المحال والمطاعم، حتى أن بعضها بدأ يضع موائد الطعام عليها". وأضافت: "ابنتي كادت تتعرض لحادث سير قبل أيام؛ لأننا اضطررنا للنزول إلى حافة الشارع بسبب أن صاحب أحد المحال حول الرصيف إلى موقف سيارات."

وطالبت زينب بمعالجة هذه المشكلة بشكل دائم، متسائلة: "العديد من المسؤولين يسكنون في هذه المناطق، فهل لا يلاحظون ما يحدث؟"

أما رزاق ماجد، فقد تحدث عن معاناة أخرى، قائلاً: "الظاهرة لا تقتصر على المحال والمطاعم، بل تشمل عيادات الأطباء والمجمعات الطبية أيضاً. منذ فترة، تعرض والدي لوعكة صحية، وحاولت صف سيارتي أمام عيادة الطبيب في شارع فلسطين قرب ساحة بيروت، ولكنني لم أتمكن من ذلك بسبب السيارات التي كانت مركونة على الرصيف، ما جعل من المستحيل إخراج والدي المريض من السيارة أو دفع عربته."


الغياب الأمني والمحاسبة

المواطنون أبدوا استياءً شديداً من غياب الرقابة من أمانة بغداد والأجهزة الأمنية، وطالبوا بتطبيق القوانين التي تمنع إيقاف السيارات على الأرصفة. أحمد عبد الله، أحد المواطنين، أكد: "سمعنا عن قرارات مرورية تعاقب على إيقاف المركبات على الأرصفة، لكننا لم نرَ تطبيقاً فعلياً لهذه القرارات على أصحاب المحال والمطاعم. هؤلاء يتصرفون وكأن الأرصفة جزء من ممتلكاتهم."

وأضاف أحمد: "ما يحدث الآن يضر بالسلامة العامة، ويجعل من المستحيل على الأسر البغدادية التنزه في الشوارع التجارية."


القانون والواقع

ويشير قانون المرور رقم 8 لسنة 2019 إلى أنه "يمنع منعاً باتاً وقوف المركبات على الأرصفة"، كما ينص على فرض غرامة مالية قدرها 100 ألف دينار على المخالفين. وقد أصدرت مديرية المرور بياناً في 2024 لتنفيذ هذا القانون، إلا أن "الباب المفتوح" لاحظت خلال جولتها أن هذا القانون غير مفعل على أرض الواقع. حيث تصطف المركبات بشكل عشوائي على الأرصفة دون أي محاسبة، بل إن العديد من أصحاب المحال التجارية يقومون بتوظيف أشخاص لتنظيم سير المركبات في غياب تام للرقابة.