تمنياتٌ قادمة

آراء 2024/12/24
...

 زهير الجبوري

 

في كلّ نهاية عام وبدايته تتداعى إلى النفس العديد من الأمنيات التي تخص الصالح العام، ربما الجوانب الذاتية والشخصية لكل فرد من أفراد المجتمع لا تكتمل الا بشمولية عامة مساحتها المدينة ثم البلد، ولعلنا في مرحلة التراكم الكبير الذي عاشه أبناء البلد في الواقع السياسي والاجتماعي والبيئي المضطرب، فإن ذلك اصبح واضحا وملموسا إزاء الأزمات، التي عشنها تفاصيلها لأكثر من عقدين، وهنا يبرق إلى الذهن، إلى متى ستبقى الأشياء متشابهة والصور اليومية تتكرر بين مرحلة وأخرى.؟ مع أننا لمسنا تحسنا في البنية التحتية في مرحلة السيد السوداني، لذا اصبحنا نُمَني النفس برغبات غير مستحيلة ربما ستتحقق مع ما تشهده المرحلة الراهنة من تحول تطبيقي لتنفيذ المشاريع الخدمية في العاصمة بغداد وفي باقي المدن العراقية الأخرى.  

البلدان المجاورة للعراق في راهننا الآن شهدت ويلات سياسية، وهذه الويلات نتجت عن خلخلة في تكوينهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لكنها ليست جديدة علينا، مع أننا غادرنا كل تفاصيلها المقيتة، فردنا العراقي (بخاصة المثقف الذي يعرف نتائج الصراعات ومبتغاها) ينتظر ان تكون بداية النهضة الحقيقية لكسر طوق الأزمات وما جاءت به من نتائج محزنة، فقد اصبح الأنسان العراقي يتكلم بلياقة كبيرة حول بعض المشاريع التي وجدها في بلدان اخرى، فقد صادفني رجل خمسيني في باص ودار حديث بيني وبينه، قال إن العراق مقبل على تنفيذ مشروع (الميترو) في بغداد وبعدها سيكون في المحافظات الاخرى، حقيقة أفرحني هذا الكلام وسررت كثيرا بالتفاؤل من هذا الرجل، ربما هو انعكاس لبداية ملموسة في وجه البلد الذي بدأ يشرق تدريجيا، ولعل العام 2025 سيكون مكملا للكثير من للأشياء التي عانى منها الجميع، بخاصة وانا اكتب مقالي هذا منتصف النهار ولم تكن الكهرباء الوطنية موجودة ولا حتى (مولدة المنطقة) فما هو في ذهن الانسان يطرحه، وما في الواقع يتمناه.؟ مع انني متفائل جدا ان مستقبل العراق سيشهد نقلة كبيرة وواسعة في النهوض نهضة حقيقية تعيده إلى زمنه المشرق مهما كانت هناك أزمات، ومهما كانت هناك اضرابات سياسية واجتماعية. 

التمنيات هي احساس وهواجس لكل فرد يعيش مراحل متراكمة من الألم والوجع، لذا يكرر العبارة التي تقول (ننتظر الغد القادم وإن لكل بداية نهاية) ولعل بادية العام 2025 بداية التمني للاستقرار والنهوض وحل الأزمات والشعور بالوطنية في كافة المجالات.