بغداد: فرح الخفاف
تصوير: نهاد العزاوي
طالب عدد من المواطنين الذين التقتهم "الباب المفتوح"، وزارتي الزراعة والتجارة بوضع تسعيرة للمحاصيل الزراعية من الخضر والفواكه، وتوفيرها في المراكز التسويقية بأسعار مدعومة. وأعرب المواطنون عن استيائهم من ارتفاع الأسعار، مؤكدين أن أسعار بيع المفرد تتضاعف في بعض الأحيان مقارنة بسعر الجملة.
في هذا السياق قال الخبير الزراعي حيدر فاضل لـ "الباب المفتوح": "أسعار بيع الجملة تختلف عن المفرد، وهذا أمر طبيعي، لكن لاحظنا أن بعض باعة المفرد يقومون بفرض أسعار مبالغ بها، تصل في بعض الأحيان إلى الضعف". وأضاف أن "ارتفاع الأسعار غير مبرر، خاصة أن الفلاح أو المزارع يبيع المحاصيل بأسعار معقولة، خصوصاً في موسم الوفرة، ومع ذلك نلاحظ، هذا الارتفاع، الذي ينطبق أيضاً على
المستورد".
اختلاف تكاليف المحاصيل
وأشار فاضل إلى أهمية قيام وزارتي الزراعة والتجارة بمراقبة الأسعار بشكل دوري، قائلًا: "لا يمكن فرض تسعيرة موحدة بسبب اختلاف نوع السلعة في بعض الأحيان واختلاف تكاليف نقل المحاصيل، إلا أن المراقبة المستمرة للأسعار أمر ضروري".
أما نور فراس، فقد عبرت عن استغرابها من الارتفاع المتواصل للأسعار، مشيرة إلى أنه "قبل ثلاث أو أربع سنوات، كنت أشتري خضراً وفواكه بـ30 ألف دينار، وكانت تلك الكمية تكفي لمدة خمسة أيام إلى أسبوع، لكن الآن، الكمية نفسها تتطلب مبلغًا يتجاوز الـ 70 ألف دينار". وأضافت: "الرواتب بقيت على حالها، بينما أسعار المحاصيل الزراعية تضاعفت"، داعية إلى "فرض تسعيرة على المحاصيل الزراعية، أو بيعها في مراكز التسويق التابعة لوزارة التجارة بأسعار مدعومة".
فروقات بين المفرد والجملة
رائد العامري، أحد المواطنين الذين يتسوقون في منطقة علوة الراشدية، تحدث عن الفرق الكبير في الأسعار بين بيع الجملة والمفرد، قائلاً: "حتى عندما أزور أقاربي في منطقة شارع فلسطين، ألاحظ أن أسعار المفرد مرتفعة مقارنة بمنطقتنا". وأضاف: "المزارعون أو تجار الجملة يرفضون بيع المحاصيل بالمفرد، ما يضطر المواطن للشراء من بائعي المفرد". وطالب العامري بـ"اعتماد تسعيرة يومية للمحاصيل الزراعية، ومراقبة الأسعار من قبل الفرق التابعة لوزارتي الزراعة والتجارة".
تسعيرات المحاصيل الرسميًّة
واطلعت الباب المفتوح على الموقف اليومي الذي تنشره وزارة الزراعة لأسعار الخضر والفواكه بالجملة، وقارنتها بأسعار المفرد. على سبيل المثال، يتم بيع الطماطم بالجملة بـ 650 دينارًا، بينما تباع بالمفرد بـ 1250 دينارًا. كما يُباع الخيار بالجملة بـ 400 دينار، بينما يبلغ سعره بالمفرد 1000 دينار. أما الباذنجان فيباع بالجملة بـ 700 دينار، ويصل سعره بين 1250-1500 دينار عند بيعه بالمفرد. بالنسبة للرمان، يُباع بالجملة بـ 1300 دينار، ويصل سعره بالمفرد إلى 2000 دينار. وأخيرًا، يباع الموز بالجملة بين 1000-1250 دينارًا، بينما يبلغ سعره بالمفرد 2000 دينار.
ووفقاً للمراقبين، يُظهر هذا التفاوت الكبير بين أسعار الجملة والمفرد في المحاصيل الزراعية حاجة ماسة إلى تدخل حكومي لوضع تسعيرات مدعومة للمواطنين، مع متابعة مستمرة للأسواق من قبل الوزارات المعنية لضمان استقرار الأسعار وحماية المستهلكين.