القاهرة : رشا محمد
في داخل أحد أزقة القاهرة القديمة، وسط البلد، يقام كل يوم سبت سوق شهير يعرف باسم «سوق ديانا»، الذي يعد من أبرز أسواق الأنتيكات في العاصمة المصرية. هذا السوق ليس مجرد مكان لبيع السلع القديمة، بل هو نقطة التقاء لعشاق التراث والتاريخ الذين يجدون فيه فرصة فريدة لاستكشاف قطع نادرة تعود إلى حقب زمنية مختلفة، حيث يتم عرض العديد من السلع والقطع التاريخية، التي تعكس جوانب مختلفة من الحياة المصرية والعالمية في فترات سابقة.
في كل زاوية من السوق، تنتشر التحف والانتيكات، التي يتم فرشها بعناية على أرصفة الشوارع، ليتسنى للمارة والباحثين عن الجمال القديم أن يكتشفوا ما يعكس أصالة الماضي.
من بين المعروضات النادرة، توجد أسطوانات قديمة لكبار المطربين المصريين مثل محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، وسيد درويش، إضافة إلى أجهزة تشغيل الأسطوانات، وشرائط الكاسيت التي تحمل موسيقى وأغاني من الزمن الجميل. كما يمكن العثور على راديوهات قديمة وأجهزة تسجيل كانت سائدة في الماضي، ما يضيف طابعا فنيا خاصا إلى هذا السوق.
في بداياته، لم يكن سوق ديانا كما هو عليه الآن. كان السوق في البداية مجرد نقطة للتسليم، حيث كان يعرض الأشخاص بضائعهم من التحف والأنتيكات عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويتفقون مع الزبائن على اللقاء والتسليم في منطقة وسط البلد. وبهذا الشكل، بدأ السوق كمساحة لتبادل السلع القديمة بين البائعين والمشترين دون وجود مكان محدد لعرض البضائع.
ومع مرور الوقت، ونجاحه في جذب المزيد من الزبائن من هواة جمع الأنتيكات والتحف القديمة، حقق سوق ديانا شهرة واسعة. بدأ يتطور ليصبح وجهة مميزة في القاهرة، تجذب المئات من الأشخاص كل أسبوع الذين يبحثون عن مقتنيات نادرة وقطع أثرية تحمل عبق التاريخ. وبفضل هذا الانتشار الكبير، تحول السوق إلى مكان مخصص لعرض البضائع في أوقات محددة، حيث يقام كل يوم سبت بشكل دوري.
يعود اسم «سوق ديانا» إلى سينما «ديانا بالاس» العريقة، التي تقع في شارع عماد الدين في قلب منطقة وسط البلد. تعد هذه السينما واحدة من المعالم الثقافية التاريخية في القاهرة، وقد لعبت دورا بارزا في تشكيل ملامح المنطقة. من هنا، جاء اختيار اسم السوق تكريما لهذا المعلم الفني الذي مازال يحتفظ بمكانته في ذاكرة المدينة.
يمكن أيضا العثور على ماكينات الخياطة القديمة، وساعات تحمل ماركات عالمية، وأجهزة الهواتف المنزلية، اضافة الى أطباق الطعام التي تحمل طابعاً تاريخياً عالميا.
وبحسب أحد البائعين، فإن سوق ديانا ينقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول خاص بالكتب وقسم متعلق بالانتيكات والقسم الأخير لهواة الطوابع والعملات النقدية والورقية من الزمن القديم. ويشهد هذا السوق اقبالا كبيرا لرواد المقتنيات القديمة من مختلف الاجيال والجنسيات لأنه يعد متحفا متنوعا لمقتنيات مرت عليها عصور واجيال.