التسامح بشرط العدالة

العراق 2019/07/02
...

ترجمة: أحمد هاشم *
بعد التحرير جاء نداء تصفية الحساب، الذي انبثق بسبب عقود من العنصرية والتمييز، كان التمييز في المعاملة يحمل نوعاً من الصفة القانونية، حيث مات آلاف البشر، ناهيك عن تهميش الملايين. أول حكومة ديمقراطية في جنوب أفريقيا وافقت على وضع لجنة باسم لجنة الصدق والمصالحة التي بوركت من المطران ديسموند توتو الذي وصفها على أنها، (غرفة حصانة لتداوي جروح البلاد والمصالحة والمغفرة). وكان الكثير من متابعي هذا الشأن يعتبرونها معياراً ذهبياً. 
باشرت لجنة الصدق والمصالحة عملها في أواخر التسعينيات، وظهرت ملفات مروعة ارتكبت أحداثها تحت قانون الأقلية البيضاء. 
قدم الضحايا شهادات مرعبة عن وضعهم كيف كان في السجون وطرق التعذيب التي مورست عليهم. عوائل الضحايا صوروا كيف تم قتل شخص من أحبتهم أو اختفى ولم يجدوا له أثراً. 
بينما ينظرون إلى الجناة الذين كانوا مقتنعين بجرائمهم، مغرورين بوعود منظمة العفو عن عنف الدوافع السياسية. كان علاجاً عقيماً سماع ما يدور حول الدعاوى القضائية في وسائل الاعلام. 
كنت أتوقع نجاحاً باهراً في البرنامج الذي خُطط لإنجازه. قال ألبي ساجس وهو عضو سابق في كونغرس أفريقيا الوطني وناشط فقد ذراعه وعينه في تفجير قنبلة قامت بتدبيرها مجموعة عنصرية. وأضاف، يستحيل المصالحة مع الجميع في جنوب أفريقيا إلا بوجود عدالة حقيقية في حرية التعبير، والعمل، والسكن، والرعاية الصحية والتعليم.
ويترتب على ذلك مواجهة آلام فريدة من نوعها كانت مرفوضة، الآن يجب عرضها على الملأ، يجب أن يكون بمستطاع الناس معرفة جثث أبنائهم الذين دفنوا بشكل سريّ، ليأخذوا عظام أبنائهم، ليدفنوهم بشكل كريم، ويقيموا طقوسَ عزاءٍ تليق بهم، ليعرفوا اللحظات الأخيرة لأبنائهم. 
 
* عن الغارديان