الابتكار والتنمية الاقتصادية

اقتصادية 2025/01/30
...

زكي عبد الرزاق




بين الإبداع وقوة الإرادة، في ظل التطور السريع للتكنولوجيا وزيادة المنافسة التجارية تظهر الحاجة للابتكار والتطوير، ذلك عبر تبنّي نهجٍ مختلف في العمل والإنتاج بعد أن عجز المنهج القديم عن تقديم الحلول ويكون بصور وأشكال مختلفة كمنتوج جديد أو خدمات وعمليات تكنولوجية متطورة.

فالابتكار إذن ... محرك جبار للنمو الاقتصادي.

في علم الاقتصاد هناك مشكلة (الندرة)، لكن الابتكار يخرق قواعد الندرة كونه يمنح الاقتصاد إنتاجاً أكبر بنفس القدر من الموارد المتاحة أو أقل منها وهذا مفتاح النجاح وتطوير خلاق يمنحنا قوة دافعة نحو النمو الاقتصادي الكبير فيعود بمنافع عظيمة على المجتمع.

ضمن إطار التنمية الشاملة بمجالي التصنيع والخدمات يبرز دور الابتكار كمفتاح رئيسي ومهم في تقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية والجودة وتقليل الهدر وتعزيز مبدأ التنافسية في السوق، أيضاً هناك دور آخر يتضمن التطوير الهندسي والتطبيقات الإلكترونية في الصناعات الثقيلة خصوصاً في عمليات التصنيع الذكي والطاقة النظيفة وتقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد والتحكم المؤتمت والطاقة المتجددة إضافة إلى تحليل البيانات لتحسين العمليات واتخاذ القرارات الحازمة.

النتيجة هنا تفضي إلى منتجات أحسن وأساليب في الإنتاج أكثر فعالية كما في عالم التجارة الإلكترونية، أيضاً يضيف قيمة جديدة على المواد، فمثلاً رقائق الحواسيب انتجت من السليكون ومصدره الرمل نتيجة للابتكار والتطوير وهذا دليل قاطع يثبت بأن العلوم والتكنولوجيا لا غنى عنها.

كل ما تقدم من فوائد وأهمية لابد أن يسأل سائل عن دور الابتكار والتطوير في التنمية الاقتصادية في العراق للتذكير بلدنا يجب أن يكون داخل مؤشر الابتكار العالمي، وأن لا يحتل العراق مركزاً عالمياً متأخراً اقتصادياً، والجميع أدرى بقدرات العراق كونه يزخر بالثروات الطبيعية والموارد البشرية التي هي هبة ربانية وهي محور التنمية ويجب أن توظَّف لإبعاد العراق عن الركود الاقتصادي.

حان الوقت للنظر إلى الأمام، فالمسؤولية كبيرة ومهمة لكل المعنيين، الأمر يتطلب تعزيز التكامل بين الابتكار العلمي والتكنلوجي والابتكار الصناعي، وعلى الحكومة إعطاء الأولوية للابتكار في سياستها فالتخطيط الحكومي المستنير أمر حاسم لتحقيق النجاح.

الأمر المهم زيادة الاستثمار في البحث العلمي والابتكار كل ذلك من أجل بناء كفاءات وقدرات في قطاع التنمية الصناعية يفضي إلى أداء صناعي واعد من أجل المنافسة عالمياً يؤدي بدوره إلى زيادة الدخل وخلق وظائف واستقطاب الاستثمارت الأجنبية وتحقيق الأداء الصناعي المتميز، فشعار (صنع في العراق) يجب أن يمتلك قيمة حقيقية وعالية من خلال رعاية واحتضان الابتكار وتوفير التدريب والتأهيل.