روسيا وتحقيق التوازن في المحيط العربي

آراء 2025/02/10
...

 وليد خالد الزيدي


من المفيد في المرحلة الحالية التي تشهدها منطقتنا العربية، ألا نغفل الدور الكبير الذي تلعبه روسيا في بلورة الأحداث وتهيئة اجواء عقد قمة روسية ـ عربية أقل ما يقال عنها إنها فرصة حراك لقادة الكرملين لتحقيق توازن في سير العلاقات مع دول المحيط العربي وبعض دول الشرق الأوسط ولسد الفراغ الذي تركته روسيا في تلك المنطقة لصالح الغرب بزعامة الولايات المتحدة، تلك القمة التي يمكن ان تنتشل دور موسكو الهامشي لا سيما في علاقاتها الاقتصادية، التي اخذت بالتقدم رغم التحديات المتسارعة بسبب الاوضاع المعقدة في المنطقة مع دول الشرق الأوسط لاسيما مصر والإمارات وايران وتركيا وكذلك العراق، فضلا عن احتفاظها بعلاقات اقتصادية مع اسرائيل. 

العلاقات الروسية مع العرب تواجه تحديات ليست سهلة، بسبب انقسامات وصراعات الشرق الأوسط التي تسعى موسكو لمعالجتها، قبل أن تزداد سوءا وتتعقد، لذا من المهم أن يفتح العرب أبوابهم لها لا سيما أنها تضغط على الغرب مع كل مراحل ثقلها العسكري بحربها مع أوكرانيا الحليف الغربي، الذي يمثل الالتماس العسكري المباشر الوحيد لهم مع الدب الروسي، وضعف الموقف الاوربي لاسيما بعد بوادر فشل تزويد حكومة كييف بسلاح نووي وفقدان الثقة بها اثر افتضاح حالات فساد مالي واداري لدى الحليف الاوربي وسرقة مساعدات غربية خصصت للتسليح ومعونات انسانية، وهذا ما يعزز العمليات العسكرية الروسية ويرفع سقف مواقف موسكو في المنطقة العربية لاسيما من قضية فلسطين المعقدة فضلا عن التحديات التي تواجه العراق وسوريا ومصر وليبيا ولبنان واليمن ودول محورية أخرى وسعيها لوضع قدم لها في خضم الأحداث وتجسد ذلك في تصريح وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف خلال مؤتمر الشرق الاوسط 2025 بعنوان التعلم من الماضي، وعدم الضياع في الحاضر والتخطيط للمستقبل بان المنطقة ليست ساحة للعب ولا يجب التعامل معها بهذا الشكل، وذلك بحضور العراق ودول عربية اخرى والموقف المعارض للالتفاف على تنفيذ اتفاق حماس واسرائيل بتسوية غير عادلة لأوضاع غزة وسكانها المشردين والوقوف في وجه إرادة تل ابيب في المنطقة العربية، ومساعيها لإبعاد روسيا والصين ودول اخرى لتهدئة الاوضاع في سوريا، ولكي لا تكون موسكو منافسا من الدرجة الثانية في تسيير الأحداث ونتائجها المرجوة، فعلى العرب اثناء تلك القمة دعوة روسيا لدور ايجابي اكبر لتحقيق الاستقرار ومنع محاولة زعزعة الامن العربي والاقليمي. 

وفي بلدنا وعطفا على الموافقة المبدئية للمشاركة في القمة المنتظرة على لسان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ما يستوجب إمساك العصا من أوسطها، فضلا عن علاقاتنا مع الغرب لا نقلل شأن الطرف الروسي والثقل الدولي الذي يمثله بمختلف المجالات، لا سيما في الاقتصاد وتعزيز ذلك، بالاستفادة من قدراته العسكرية المتطورة، وما يمتلك من نوايا لتعظيم دوره في المنطقة فنحن بحاجة لتقنيات حربية دقيقة كاستمكان قوات العدو وتوفير المعدات والتموين والاطلاع على نماذج الانظمة الحديثة المستعملة كنقل الأجهزة والأسلحة والذخيرة للخطوط الأمامية وقصف المواقع المحصنة المعادية باستخدام الأسلحة الذكية واساليب صيانة الطائرات بدون طيار والأنظمة الروبوتية والمنصات السريعة الحركة ووسائل حماية المدرعات والآليات المختلفة من المسيرات الجوية المعادية وذلك لمنع المجاميع الارهابية لاحتلال اجزاء من العراق كما حدث في السابق.