المرجعية الدينية تدعو لتشريع قانون رادع لترويج المخدرات

العراق 2019/07/05
...

كربلاء / الصباح
دعت المرجعية الدينية العليا، مؤسسات الدولة الى الانتباه لظاهرتين اخلاقيتين، مبينة أن الأولى هي تنامي ظاهرة انتشار المخدرات بشكل سريع، والأخرى انتشار بعض "مراكز الفساد".وقال ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة التي ألقاها في الصحن الحسيني الشريف: ان ما يثير القلق هو تنامي وانتشار المخدرات بشكل سريع بين اوساط الشباب والشابات، لافتاً الى ان هذه الشريحة يقع على عاتقها بناء مستقبل واعد للبلد لانها الاكثر عنفوانا وفعالية وان انتشار هذه الظاهرة بينهم يؤدي الى استنزاف هذه الطاقات الفكرية والعقلية والنفسية والجسدية والصحية التي ينتظرها المجتمع.
واضاف ان المخدرات باتت تنتشر مؤخرا بطرق ماكرة وخادعة وجاذبة للشباب والشابات لايقاعهم في فخ التعاطي لها، مبينا ان من الوسائل التي يتم من خلالها اقناع الشباب والشابات على تعاطي المخدرات استغلال ما يعاني منه الشاب او الشابة من ضغوط نفسية او اضطراب نفسي او قلق نفسي او مشكلة معينة او الاحباط نتيجة الفشل فيكون خداعهم من خلال اقناعهم باستعمال الحبوب المخدرة بانها تؤدي الى التهدئة كما انها تعالج حالات الاضطراب والقلق النفسي.وتابع ان هذه الوسائل التي انتشرت في المجتمع لا يوجد ما يقابلها من الوسائل التي تحمي عقول الشباب وافكارهم من التلوث عن طريق الوسائل الماكرة والخادعة والجاذبة.وشدد ممثل المرجعية على ضرورة تنبه الجهات المعنية والمجتمعية لخطورة هذه الظاهرة ووضع العلاجات الناجحة والسريعة للحد من تناميها وسرعة انتشارها، لافتا الى ان من بين الخطوات المطلوبة للحد من هذه الظاهرة هي وجود رادع قانوني وعقابي صارم فأي مجتمع توجد فيه جريمة او ظاهرة اجتماعية يجب ان يكون هناك قانون وتشريع فيه من الاحكام القوية لردع الظاهرة او الجريمة. وجدد الشيخ الكربلائي تأكيده على ضرورة توفير فرص العمل الكافية من خلال تشجيع القطاع الخاص والقطاعات المهمة الصناعية والزراعية ومراكز الشباب، مبينا ان هذه المجالات لم تلق الاهتمام الكافي، مشيراً إلى ان المشكلة تكمن في ان التحدي السياسي ينال قسطه من الاهتمام والمناقشات ووضع الحلول والمعالجات من الجميع، كما هو الحال بالنسبة للتحدي الامني الذي ينال استحقاقه من الاهتمام، الا ان التحدي الاخلاقي والتربوي والقيمي في المجتمع لا ينال استحقاقه من الاهتمام والعناية ووضع المعالجات.وانتقد ممثل المرجعية الدينية العليا انفلات بعض وسائل الاعلام وخروجها عن الضوابط المطلوبة، مبينا ان تلك الوسائل تلقي للفرد والمجتمع ثقافتها وافكارها، داعيا الى ضرورة ان تهتم وسائل الاعلام الحرفية والمهنية بتعويض الانفلات وعدم الانضباط، مؤكدا ان المجتمع العراقي يمتلك طاقات شبابية جيدة لديها حرقة قلب على مجتمعها وشبابه.
واختتم ممثل المرجعية خطبته بتسليط الضوء على خطورة تنامي ظاهرة انتشار بعض مراكز الفساد خصوصا في العاصمة بغداد، مشيرا الى ان بعض المراكز تؤطر نشاطها وتغلفه بعناوين مقبولة اجتماعيا كالعناوين الصحية والتنموية والترفيهية الا انها في حقيقتها تستبطن الافساد للمجتمع، داعيا مؤسسات الدولة المعنية للتنبه الى هذه الظاهرة ووضع بعض هذه المراكز تحت المراقبة وتتحقق من طبيعة نشاطها، مؤكدا ان بعض هذه المراكز تشكل خطرا على الامن الاخلاقي للمجتمع.