السوداني يشدِّد على ضرورة تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط

متابعة: محمد الأنصاري
دعا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى ضرورة توحيد الجهود الدولية لتهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وحل النزاعات لتعزيز السلم والأمن الدوليين، مجدداً التأكيد على سياسة العراق المتوازنة لدعم الأمن والسلام في المنطقة، جاء ذلك خلال استقباله عدداً من المسؤولين الدوليين والمديرين التنفيذيين للشركات العالمية على هامش مشاركته في "مؤتمر ميونخ للأمن" بدورته الـ61، الذي يشارك فيه ويحضره العشرات من زعماء الدول ورؤساء الحكومات والشخصيات السياسية والأمنية المهمة في العالم.
وكان رئيس الوزراء توجه إلى ألمانيا أمس الأول الجمعة للمشاركة في "مؤتمر ميونخ"، بعد اختتام زيارته الرسمية إلى العاصمة التشيكية براغ.
وبحسب بيانات لمكتبه الإعلامي، فقد استقبل رئيس الوزراء على هامش مشاركته في "مؤتمر ميونخ" أمس السبت، نائب الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص للطائرات المروحية ستيفان تومي.
وجرى، خلال اللقاء، التباحث في تطوير التعاون المشترك في مجالات التدريب والصيانة وتحديث الأسطول الجوي، وذلك في ضوء العقد الثنائي لتجهيز العراق بطائرات مروحية مقاتلة، مع التأكيد على تسريع إجراءات تنفيذ بنود العقد.
وأكد السوداني، حرص الحكومة وسعيها للتعاون والشراكة مع الشركات العالمية الرصينة، وتقديمها كل التسهيلات المطلوبة لتوفير الأرضية الملائمة لعملها في العراق.
كما استقبل رئيس الوزراء، الرئيس التنفيذي لشركة بلانت (planet) المتخصصة في مجال الخرائط والجيولوجيا، ويل مارشال والوفد المرافق له.
وجرى، خلال اللقاء، بحث إمكانية التعاون مع الشركة في العديد من المجالات الاستكشافية والمناخية، في ظل توجه الحكومة نحو تطوير القطاع الصناعي، من خلال استثمار الموارد الطبيعية، في ظل ما يملكه العراق من احتياطات للثروات المعدنية لاسيما الكبريت والفوسفات، وغيرها.
ووجّه السوداني دعوة للشركة لزيارة العراق، للتعاون في القضايا المناخية والجغرافية وإجراء مسوحات شاملة، من أجل تأمين قاعدة بيانات متكاملة تخدم استثمار الثروات الطبيعية.
العلاقات مع واشنطن ولندن
وعلى هامش المؤتمر أيضاً، استقبل رئيس الوزراء، بمقرّ إقامته في ميونخ، عضوة مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الديمقراطي السيناتورة إليسا سلوتكن.
وجرت، خلال اللقاء، مناقشة العلاقات وسبل تعزيز التعاون بين العراق والولايات المتحدة، في مختلف المجالات في ضوء الاتفاقيات والتفاهمات المشتركة، من أجل علاقة ستراتيجية طويلة الأمد، تخدم مصالح الطرفين.
من جانبها، أكدت السيناتورة سلوتكن، دعم بلادها للعراق وتطلعاته، ومواقفه الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يؤمن مصالح دول المنطقة ويعزز الاستقرار المستدام.
وبحث السوداني، مع مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، العلاقات الثنائية، والتنسيق الأمني بين البلدين في ضوء الإعلان الدفاعي الأمني المشترك الذي تم أثناء زيارته الأخيرة إلى بريطانيا الشهر الماضي.
من جانبه، نقل باول لرئيس الوزراء تحيات نظيره البريطاني كير ستارمر، مؤكداً نجاح زيارته السابقة إلى بريطانيا، وحرص بلاده على التنسيق مع العراق في مختلف القضايا، ولاسيما ما يخصّ المنطقة والأحداث الجارية فيه.
الرئاسة اليمنية
واستقبل رئيس الوزراء بمقر إقامته في ميونخ، رئيس مجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية رشاد العليمي، وتطرق اللقاء إلى بحث تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فضلاً عن استعراض مجمل القضايا العربية والإقليمية وضرورة توحيد المواقف والرؤى لتعزيز الأمن والاستقرار وحقوق الشعوب الشقيقة والصديقة في العيش الآمن والتنمية.
وأكد السوداني، على استمرار دعم العراق وجهوده في إدامة الحوار في اليمن، ودعم المبادرات الرامية لتسوية الأزمات الراهنة والعمل على تحقيق الأمن والسلام.
من جانبه، أشاد العليمي بمواقف العراق وسياسته المتوازنة إزاء ما تشهده المنطقة من أزمات وأحداث في إطار التحركات الساعية لبسط الاستقرار والتهدئة فيها.
الأزمات الدولية
كما استقبل السوداني، الرئيس التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية (ICG) كومفورت إيرو. وشهد اللقاء التباحث في تطوير التعاون المشترك بين العراق ومجموعة الأزمات الدولية، وضرورة توحيد الجهود لتهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وحلّ النزاعات لتعزيز السلم والأمن الدوليين.
وأشار السوداني، إلى رؤية العراق وطروحاته الداعمة لإنهاء التوترات وفرض الاستقرار من خلال تعزيز العمل الإقليمي والدولي الجماعي، وعبر السعي نحو تحقيق التنمية والازدهار المستدام في المجتمعات.
من جانبها، أشادت كومفورت ايرو، برؤية العراق الداعمة لإحلال السلام وحرصه على دعم جهود المجتمع الدولي لفرض الأمن والاستقرار.
وخلال استقباله بمقر إقامته في ميونخ، للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أكد رئيس الوزراء، أهمية العمل الذي تضطلع به المنظمات الدولية المختصة في حلّ النزاعات حول العالم، مشدداً على وجوب التعاون الفعال في هذا المجال.
وأشار السوداني، إلى الدور البارز لهذه المنظمات في إنفاذ العدالة وسيادة القانون الدولي، بما يضمن تحقيق السلم الدولي وترسيخه.
المفوضة الأوروبية
واستقبل رئيس الوزراء، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط دوبرافكا سويكا.
وشهد اللقاء، بحث العلاقات مع المفوضية الأوروبية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات واستعراض جهود الحكومة لتحقيق انعقاد اجتماعات اللجان الفرعية بين الجانبين.
وهنأ رئيس الوزراء، سويكا لتوليها مهامها الجديدة، مؤكداً، الاتفاق مع رئيس المجلس الأوروبي على التعاون المشترك، والرغبة في عقد (مجلس التعاون) الثنائي خلال هذا العام.
وأكد السوداني إصرار الحكومة على حلِّ مسألة رفع الحظر الجوي الأوروبي عن الخطوط الجوية العراقية، ومشاركة سلطة الطيران المدني في الاجتماع الفني مع فريق السلامة الجوية الأوروبي، لبحث تنفيذ التوصيات وتقييم التقدم الذي أحرزه العراق في تطبيق معايير السلامة الدولية.
وشدد رئيس الوزراء، على رغبة العراق في إعادة جميع الدول الأوروبية فتح بعثاتها الدبلوماسية في بغداد، كما يدرس العراق حالياً فتح بعثات جديدة له في بعض المدن الأوروبية، فضلاً عن حثِّ الجانب الأوروبي على تعزيز استثمارات الشركات الأوروبية في العراق، خاصة في مجالات البيئة والطاقة والزراعة بالتقنيات الحديثة.
من جانبها، أبدت سويكا، الحرص والرغبة في تعزيز وتنمية العلاقات الاقتصادية، ودعم عمل الشركات الأوروبية إلى العراق، في ضوء المشاريع الستراتيجية والاستثمارية التي أعلن عنها العراق.
الأونروا والناتو
واستقبل السوداني في مقر إقامته بميونخ، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني.
وأشاد رئيس الوزراء، بدور الوكالة المهم والحيوي الذي أسهم في مساعدة الشعب الفلسطيني طوال عقود عملها منذ أربعينيات القرن الماضي، فضلاً عن الجهود الكبيرة التي بذلتها خلال الحرب الأخيرة في غزة.
وقدم السوداني، تعازيه بموظفي الوكالة الضحايا في الحرب، مؤكداً، ضرورة استمرار العمل الإنساني والدور الدولي لمعالجة آثار الحرب ورفع معاناة الفلسطينيين.
كما استقبل رئيس الوزراء في مقر إقامته بميونخ، قائد قيادة القوات المشتركة لحلف شمال الأطلسي الأدميرال ستيوارت مونش.
وبحث اللقاء تعزيز التعاون الثنائي مع حلف (الناتو) في مجال التدريب، والتنسيق الاستخباري، والدعم اللوجستي، وذلك بناء على مخرجات الزيارة الأخيرة لقائد الحلف إلى العراق. كما جرى التأكيد على استمرار الحوار الأمني العالي المستوى تمهيداً للاجتماع الثنائي الذي سيعقد ببغداد في وقت لاحق من العام الحالي.
وشدد السوداني، على أهمية التعاون، في ضوء الشراكة الطويلة الأمد مع (الناتو)، من خلال الدور الاستشاري في مجال محاربة الإرهاب وتطوير وتأهيل القوات الأمنية العراقية، وبما يُسهم في تدعيم أمن العراق واستقراره.
من جانبه أكد الأدميرال مونش، أهمية العلاقة الثنائية في مجال تقديم المشورة والتدريب، مشيداً بالتطور الكبير في قدرات القوات العراقية على مواجهة التحديات وفرض الأمن.
وعلى هامش مشاركته بمؤتمر ميونخ، استقبل السوداني، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة (UNDOC)غادة والي.
وأكد رئيس الوزراء، أهمية التنسيق بين الدول في ما يتعلق بهذا الملفّ الخطير، واستعداد العراق للتعاون مع جميع المنظمات والمؤسسات المختصة بمواجهة مخاطر المخدرات والجرائم العابرة للحدود، معبراً عن تقديم جميع التسهيلات الخاصة بفتح مقرّ إقليمي للمكتب في العراق.
من جانبها، أشادت غادة والي بما حققه العراق في مجال مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، وأبدت استعداد المكتب للتعاون مع العراق في هذا المجال وفتح مقرّ إقليمي له في بغداد.
شركات ألمانية وإسبانية
كما استقبل السوداني، المدير التنفيذي لشركة (Veridos) الألمانية مارك سيفرت، وبحث اللقاء تطوير التعاون مع الشركة العالمية المتخصصة بطباعة جوازات السفر والبطاقات الوطنية، من خلال مصنعها في العاصمة بغداد الذي يعدُّ أحد أبرز روابط العلاقة الاقتصادية بين العراق وألمانيا.
ورحب رئيس الوزراء، بالمهام التي تنفذها الشركة واطلع على برامجها، ولاسيما المتعلقة بالتحول الرقمي في تطوير الخدمات الحكومية للمواطنين، مبيناً أن الحكومة اتخذت سلسلة إجراءات ضمن برنامجها من أجل تسهيل عمل الشركات لتحقيق تقدم ملموس بهذا المجال.
واستقبل رئيس الوزراء، بمقر إقامته في ميونخ، رئيس شركة (Indra) الإسبانية انجل اسكريبانو والوفد المرافق له، وهي شركة متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات، ومعدّات المحاكاة والاختبار الآلي، وأنظمة الدفاع الإلكترونية.
واستعرض الوفد الضيف عمل الشركة وتعاقداتها في العراق، حيث تجري حالياً مناقشات مع وزارة الداخلية في ما يتعلق بتوريد أجهزة التحكم ومراقبة أمن الحدود.
وأكد السوداني خلال اللقاء، على أهمية توسيع آليات التعاون مع شركة (Indra)، موجهاً بتأمين لقاء لها مع رئيس هيأة التصنيع الحربي للدخول في مشاريع مشتركة، تتضمن نقل التكنولوجيا وبناء القدرات العراقية في مجال الصناعات الحربية.
كما استقبل السوداني، وفد شركة كلاس المتخصصة بالمعدات الزراعية، حيث أشاد بعمل الشركة التي أثبتت نجاحها في العراق، وأنها نالت ثقة المزارعين العراقيين لمتانتها، وأشار رئيس الوزراء إلى وجود سوق رائجة في العراق للمعدات الزراعية، ومنها المعدات التي تصنعها شركة كلاس، فضلاً عن أهمية التعاون والشراكة مع الشركة العامة للتجهيزات الزراعية، وبناء خط إنتاجي في العراق.
وأكد السوداني، أنّ البرنامج الحكومي أفرد مساحة كبيرة لدعم القطاع الزراعي، لارتباطه بالأمن الغذائي، ومساهمته في تقوية الاقتصاد وتنويعه، مشيراً إلى قيام العراق بتصدير كميات كبيرة من الحنطة المحلية، بعد مواسم ناجحة لزراعتها ودعم حكومي مستمر للمزارعين.
من جانبه، استعرض الوفد عمل الشركة التي تتواجد في العراق منذ عقود، والرغبة في التأسيس لشراكة حقيقية، واستعداد الشركة لبناء مركز تدريبي لتطوير القدرات العراقية، وكذلك بناء مركز لتقديم الخدمة لأعمال صيانة المعدات والمكائن.
زيارة التشيك
وكان رئيس الوزراء، أجرى زيارة رسمية إلى جمهورية التشيك قبل وصوله الجمعة إلى ألمانيا، وتضمنت زيارة السوداني الرسمية إلى العاصمة التشيكية براغ، ما يأتي: عقد مباحثات موسّعة مع رئيس الوزراء التشيكي، لقاء رئيس جمهورية التشيك، لقاء رئيسة البرلمان التشيكي، رعاية مراسم توقيع اتفاقية النقل الجوي بين سلطتي الطيران المدني العراقي والتشيكي.
ورعى السوداني ونظيره التشيكي، التوقيع على 5 مذكرات تفاهم هي: مذكرة تفاهم بين وزارة النفط ووزارة الصناعة والتجارة التشيكية، مشروع مذكرة تفاهم بين وزارتي الداخلية في كلّ من العراق والتشيك، مذكرة تعاون بين اتحادَي الصناعات العراقي والتشيكي، مذكرة تعاون بين اتحادَي الغرف التجارية العراقي والتشيكي، خطاب نوايا مع وزارة البيئة العراقية. كما حضر رئيس الوزراء اجتماع غرفة التجارة واتحادَي الصناعات في العراق والتشيك، ولقاء أبناء الجالية العراقية في التشيك، واستقبال ممثل شركة (آيرو فودوتشودي) المتخصصة بصناعة الطائرات، واستقبال ممثل شركة (يونيس)، المتخصصة في مجال إنتاج النفط والغاز والصناعات البتروكيمياوية.