المبرقع: «بغداد أرينا» نقلة نوعيَّة في تنظيم البطولات الإقليميَّة

الرياضة 2025/02/18
...

  بغداد: محمد حمدي


مع اقتراب إنجاز قاعة «بغداد أرينا»، يترقب الشارع الرياضي العراقي اكتمال هذا المشروع الحيوي، الذي يمثل نقطة تحول في قدرة البلاد على تنظيم البطولات العربية والإقليمية، في وقت أكد فيه وزير الشباب والرياضة أحمد المبرقع أنَّ اللجان الاستشارية من الجامعات العراقية دحضت التقارير غير الدقيقة التي زعمت وجود مشكلات إنشائية في المسقف الحديدي للقاعة.


وقال المبرقع في تصريح خص به “الصباح الرياضي”: إنَّ “الشركة المنفذة أكملت تجهيز القاعة بالكامل، ولم يتبقّ سوى التمويل المطلوب من وزارة المالية لإنهاء المشروع خلال الأشهر القليلة المقبلة في ظل المتابعة المستمرة من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي شدد على أهمية تنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير».

وأضاف أنَّ “القاعة تختصر نصف التحديات المرتبطة بتنظيم البطولات الإقليمية، وستكون واحدة من أكبر الصالات المتكاملة في الشرق الأوسط، بسعة (7) آلاف متفرّج، مع أحدث منظومات الإضاءة، والبث، والاتصالات، وخدمات الإعلام”، موضحاً أنَّ “هذا المرفق يحظى بمراقبة لجان فنية من الجامعات العراقية التي تقدم التقارير الهندسية بدقة عالية بعيداً عن الشائعات والأخبار غير الدقيقة».


جولة ميدانية 

وفي إطار متابعته المستمرة، تفقد وزير الشباب والرياضة تقدم العمل في المشروع، مشيراً إلى أنَّ «الأعمال أصبحت متكاملة وبجودة عالية، مما يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة في خدمة قطاعي الشباب والرياضة».

ويشير إلى أنَّ “العمل في الساحة المثيّلة بسعة ألف متفرج اكتمل تقريباً، ولم يتبقّ سوى زراعة النجيل الصيفي، والتي ستتم خلال شهر واحد”، مشدداً إلى أنَّ “التصميم الخارجي للقاعة سيحمل لمسات فنية مستوحاة من التراث البغدادي، مما يمنحها طابعاً مميزاً يعكس الهوية الثقافية للعاصمة».


نسب إنجاز عالية 

وبحسب الدائرة الهندسية في وزارة الشباب والرياضة، فإنَّ «نسبة الإنجاز في المشروع بلغت (83) بالمئة، وتستمر الأعمال بوتيرة متسارعة، إذ تمّ استكمال جميع الكميات المتبقية من المسقف الحديدي، بينما يجري العمل على تشطيب القاعات الرياضية والمرافق الإدارية، إضافة إلى تجهيز منظومات الدفاع المدني وإنذار وإطفاء الحرائق كما تمّ الانتهاء من جميع المتطلبات الفنية بالتنسيق مع دائرة شؤون الأقاليم والمحافظات، بما في ذلك إيصال الماء والكهرباء إلى المشروع، مما يعكس اقتراب القاعة من جاهزيتها الكاملة».


مرافق بمعايير عالمية

لا تقتصر «بغداد أرينا» على كونها مجرد قاعة رياضية، بل إنها مجمع رياضي متكامل يضم ملعب كرة قدم بسعة ألف متفرج، مع مدرجات مزدوجة ومنصة للحكام والاحتياط، إلى جانب قاعة للسكواش وأخرى لرفع الأثقال وأخرى متعددة الأغراض لاستضافة الفعاليات الرياضية المختلفة بالإضافة إلى بناية إدارية من طابقين تضم مكاتب وصالات استقبال ومرافق خدمية، كذلك تم استيراد أحدث التجهيزات الكهربائية والإلكترونية من إيطاليا، لضمان أعلى معايير

 الجودة.

طفرة في المنشآت الرياضية 

شهدت السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في البنية التحتية الرياضية بالعراق، مع افتتاح ملاعب البصرة وكربلاء والنجف وواسط وبغداد، مما جعل البلاد وجهة قادرة على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى. وقد تجلى ذلك في نجاح بطولة خليجي (25)، التي حظيت بإشادة عربية واسعة، إضافة إلى استضافة مباريات على مستوى الشباب والأندية.


قاعات متلكئة

لكن على الرغم من هذا التطور في الملاعب، فإنَّ القاعات الرياضية والمسابح الأولمبية لم تشهد تقدماً مماثلاً، باستثناء مشروع قاعة «بغداد أرينا»، الذي يمثل بارقة أمل في سد هذا النقص. ورغم أنَّ القاعة ارتفعت بسرعة لتعلن عن نفسها كواحدة من أهم المشاريع الرياضية في بغداد، فإنها ظلت متوقفة لسنوات بسبب التحديات المالية والإدارية، قبل أن يعود العمل إليها بقوة في أغسطس (2023).