البيانات الرقميَّة تؤكّد ارتفاع مستوى المنافسة بين أنديتنا

الرياضة 2025/02/18
...

  إعداد: حسام المعمار


اتسمت المرحلة الأولى من دوري نجوم العراق بمنافسة محتدمة انعكست على تقارب مستوى الفرق وعدد النقاط بينها، مما رفع من درجة الإثارة مقارنة بالموسم الماضي. فقد انتهت هذه المرحلة بفارق خمس نقاط فقط بين المتصدر زاخو وصاحب المركز السادس الطلبة، في حين كان الفارق في الموسم الماضي يصل إلى (13) نقطة بين القوة الجوية (المتصدر حينها) وزاخو صاحب المركز الثالث، مما يُبرهن على ارتفاع حدة التنافس هذا الموسم.

ورغم أنَّ إجمالي الأهداف المسجلة حتى الآن (412) هدفاً جاء متقارباً مع الموسم الماضي (417) هدفاً مع بقاء مباراتين مؤجلتين لم تُلعبا بعد، فإنَّ التغيير الأبرز ظهر في توزيع الأهداف بين الفرق، ما يعكس تحسّن المستوى الفني وزيادة صعوبة إحراز الأهداف. ففي الموسم الماضي، بلغ الفارق بين أكثر الفرق تسجيلاً (القوة الجوية- 39 هدفاً) وأقلّها (نفط الوسط- 5 أهداف) 34 هدفاً، بينما تقلص هذا الفارق في الموسم الحالي إلى (25) هدفاً، إذ سجل زاخو (36) هدفاً مقابل (11) هدفاً فقط لكربلاء، صاحب المركز الثامن عشر، بينما كان الحدود (المركز 19) يمتلك (19) هدفاً، وديالى متذيّل الترتيب (14) هدفاً.


الإقالات والاستقالات

رغم محاولات الاتحاد العراقي فرض الاستقرار الفني عبر تقليل التغييرات التدريبية، إلا أنَّ ظاهرة الإقالات والاستقالات ما زالت حاضرة بقوة. فقد شهدت المرحلة الأولى هذا الموسم (10) حالات إقالة، إضافة إلى (3) مدربين مؤقتين، مقارنة بـ(14) حالة في الموسم الماضي (12 إقالة أو استقالة ومدربين مؤقتين). ويشير ذلك إلى استمرار معاناة الأندية في الحفاظ على استقرار الأجهزة الفنية، رغم اللوائح التي تُلزم الأندية بعدد محدود من التغييرات التدريبية.


تنافس محموم بين الهدافين

انعكست حدة المنافسة على صراع الهدافين، إذ لم يُحسم السباق بعد على غرار الموسم الماضي. فمع انتهاء المرحلة الأولى، تصدر مهاجم زاخو كوستافو هينريك القائمة برصيد (14) هدفاً يليه مهند علي (الشرطة) بـ(13) هدفاً، ثم مروان حسين بـ(11) هدفاً. في المقابل، كان أيمن حسين (القوة الجوية) يتصدّر الموسم الماضي برصيد (17) هدفاً بفارق واضح عن أقرب  ملاحقيه. 

البطاقات والعقوبات

شهدت هذه المرحلة كثافة في الإنذارات، إذ بلغ عدد البطاقات الصفراء الموجّهة للاعبين فقط (968) بطاقة، وكان الكهرباء الأكثر حصولاً عليها بـ(63) بطاقة، بينما كان القاسم الأقل بـ(37) بطاقة. أما على مستوى اللاعبين، فقد كان أحمد خالد (النفط) الأكثر حصولاً على البطاقات الصفراء (9 بطاقات)، يليه كل من رسلان حنون (القوة الجوية)، شهاب رزاق (الكرمة)، وهيليو مونتيرو (أربيل) بـ(8) بطاقات لكل منهم.

أما في ما يتعلق بالبطاقات الحمراء، فقد بلغ عددها (49) بطاقة، وكانت فرق القوة الجوية، نوروز، والميناء الأكثر تعرضاً لها بواقع (5) بطاقات لكل فريق، بينما كان الطلبة الفريق الوحيد الذي لم يتحصل لاعبوه على أي بطاقة حمراء. وكان هناك (6) لاعبين تعرضوا للطرد مرتين خلال المرحلة الأولى، أبرزهم مناف يونس (الشرطة) ورسلان حنون (القوة الجوية).

مؤشرات أخرى للمنافسة

أحد المؤشرات المهمة على شدة التنافس هذا الموسم كان ارتفاع نسبة المباريات التي انتهت بنتائج متقاربة (تعادل أو فوز بفارق هدف وحيد)، إذ وصلت إلى (73 %) من إجمالي المباريات، مقارنة بـ(70 %) في الموسم الماضي. كما شهد الدوري انخفاضاً في عدد الأهداف المسجلة من الكرات الثابتة، حيث بلغت (115) هدفاً هذا الموسم مقابل (130) في الموسم الماضي، مع تراجع واضح في التسجيل من الركلات الركنية (33 مقابل 42).


الربع الأخير فترة ذهبية للتسجيل

كعادته، ظل الربع ساعة الأخير من المباريات الفترة الأكثر غزارة تهديفية، إذ سجلت الفرق (112) هدفاً بعد الدقيقة (76)، وهو رقم مشابه لما تحقق في الموسم الماضي (107 أهداف)، مما يؤكد أنَّ الحسم يأتي غالباً في الدقائق الأخيرة، ليضيف مزيداً من الإثارة والمتعة لدوري نجوم العراق.


ما دلالات هذه المؤشرات؟

تعكس هذه المؤشرات والبيانات الرقمية ارتفاع مستوى التنافسية في الدوري العراقي، سواء من حيث تقارب النقاط، أو الصراع على لقب الهداف، أو حتى تزايد معدل الإنذارات والطرد، ما يجعل النصف الثاني من الموسم أكثر ترقباً وإثارة ما ينعكس إيجاباً على تحسن جودة اللاعبين والارتقاء بقدراتهم التكتيكية والفنية لمواكبة المستوى المتصاعد، مع زيادة الخبرة عند اللعب تحت الضغط بواسطة المباريات المتقاربة والجولات المزدحمة والمحتدمة وتلك الميزة مطلوبة في البطولات الآسيوية أو التصفيات المؤهلة لكأس العالم إلى جانب ارتفاع معدل اللياقة والجاهزية ما يمنح المدربين إمكانية تطوير أساليب اللعب والخطط التكتيكية.