آثار بابل تستغيث

الباب المفتوح 2025/02/19
...

بغداد: الباب المفتوح  


ما أن تصل إلى مدينة بابل الأثرية وتستقبلك بوابة عشتار بألوانها الزرقاء الجذابة، حتى تتخيل أنك ستلقى الاهتمام الكبير بهذا المعلم التاريخي الكبير من نظافة واعتناء، إلا أن العكس سيصدمك، إذ عندما تدخل إلى المدينة وتتعمق بها، ستجد بقايا أنقاض البناء والأوساخ والحشائش منتشرة بين أزقتها وقصرها الجنوبي.

هذه المشاهد، سوف تشعرك بالحسرة، لأهمية هذه الآثار، فلا رقابة حقيقية عليها.

"الباب المفتوح"، كانت لها جولة في هذا المعلم، ولاحظت عدم الاهتمام به، وسجلت كاميرتها ذلك، وسط دعوات للسياح الذين كان عددهم كبيراً، إلى ضرورة الاعتناء بهذه الآثار، خاصة مع فعاليات بغداد عاصمة الثقافة، إذ قصدها الزائرون ضمن جولات تنظم لهم للتعريف بحضارة وادي الرافدين. 


إهمال الباحات الخلفية 

وقال سجاد إبراهيم: "جئت إلى مدينة بابل الأثرية لألتقط صور التخرج من الجامعة مع زملائي، وقد تفاجأت بجمالها وروعة البناء، إلا أنني صدمت أيضًا من عدم الاهتمام بالنظافة، خاصة في المناطق الجانبية".

وتابع: "صحيح أن ممرات ومداخل المدينة نظيفة وتم الاعتناء بها، لكن البناء الخلفي، والمتاهة مهملة، وكأنها متروكة".

حيدر صبري اتفق مع زميله، وقال: "كيف يتم إهمال هذه الآثار، ومن المسؤول عن ذلك؟".

وأضاف "يجب الاهتمام بها، فهي واجهة البلد، خاصة مع السعي لتنشيط القطاع السياحي".


غياب التأهيل والتنظيف 

أما زهراء علي، فأشارت إلى أنها "لم تجد أي دلائل على وجود عمليات تأهيل أو تنظيف، فالنفايات تملأ الباحات الخلفية، ولا توجد أي أشرطة أو حواجز تمنع الزائرين من التقرب من الآثار القديمة، وليس البناء الجديد"، معربة عن خيبتها لما رأته.

وتابعت: "عند نهاية المتاهة 

والتوجه نحو بقايا وآثار الحدائق البابلية فإن المكان مفتوح من 

دون أسوار تحده، تمنع الزائرين من أمرين، الأول حفاظًا عليهم من الوقوع من التلة والآخر عدم 

النزول لناحية الآثار والتسبب 

في دمارها، فعلى الجهات 

المعنية الأخذ بنظر الاعتبار المحافظة على بقايا حضارة امتدت لآلاف السنين، والعمل على إدامتها للأجيال المقبلة". 


الافتقار للجذب السياحي

من جانبه، أشار عمار الطائي إلى عدم فتح المتحف في نهاية الأسبوع الجمعة والسبت وكذلك أيام العطل، لأنه يعمل بنظام دوائر الدولة. 

وقال: "اصطحبت أسرتي يوم الجمعة من بغداد إلى مدينة بابل الأثرية ليراها أولادي للمرة الأولى، ولكي يتعرفوا على حضارة بلدهم العريق وبقايا المظاهر العمرانية آنذاك، إلا أنني صدمت بغلق المتحف وبعض المعابد من أجل الصيانة، بل ترك المدينة من دون موظفين أو مراقبين أو دليل سياحي لتعريف الزائرين والسياح بهذا الصرح العظيم، فضلًا عن انتشار النفايات والحشائش والعاكول، ما أصاب أولادي بخيبة أمل وأكدوا عدم رغبتهم بإحضارهم مرة أخرى لعدم وجود عوامل جذب سياحية وتعريفية خاصة للأطفال". 


انتشار عمليات التخريب

ورصدت "الباب المفتوح" في بعض الأماكن الأثرية آثار طلاء (سبري) باللون الأسود لكتابة ذكرى معينة، ونقش الأسماء وتواريخ التواجد على الجدران وعلى الأشجار المعمرة منها التي في مدخل المدينة في باحة بوابة عشتار.

وأكد أحد المواطنين من الزائرين لـ"الباب المفتوح" أن هذا الأمر ينم عن جهل فاعلها بمدى أهمية هذه الآثار وصعوبة معالجتها، بل قد يؤدي إلى تدمير نوع الحجر والبنية الأثرية، إضافة إلى انعدام كاميرات المراقبة التي يجب توفيرها لمنع هذه التجاوزات، وعدم وجود موظفين أو مراقبين لمنع حالات التخريب، كما في دول العالم التي تهتم بآثارها ومتاحفها.